أصعب ما يمكن أن تشهده دولة في العالم، هو كارثة طبيعية يصعب احتواؤها والسيطرة عليها، فتخلّف آلاف القتلى والمفقودين وأضرارا مادية فادحة. آخر ما سمعنا به وما زلنا، هو إعصار دانيال الذي ضرب اليونان ومن ثم ليبيا، وتحديدا مدينة درنة التي شهدت أسوأ أنواع الكوارث الطبيعية والبشرية في اليومين الأخيرين.وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالقلق والخوف والغضب مما يجري وقد يجري في الأيام المقبلة، أقبل الناس على التفتيش عن أقوى فيضان في العالم، على أمل الاطلاع قدر الإمكان على ما يمكن أن تحمله كارثة مماثلة، وكيف يمكن تفاديها في حال كان الأمر ممكنا.أقوى فيضان في العالمفيضان نهر يانغتسي بالصينلطالما عُرفت الصين بالعديد من الكوارث الطبيعية التي تسببت في وفاة الملايين، لكنّ أهمها وقع في أغسطس 1931، فيضان فاجأ العالم كله.في التفاصيل وبعد سنتين متتاليتين من الجفاف، شهدت الصين عام 1930 شتاءً باردا خلّف كميات هائلة من الجليد والثلوج على الجبال.في مارس 1931 وبالتزامن مع بداية ذوبان الثلوج، عرفت الصين ربيعا ماطرا، وشهدت المنطقة أيضا ما بين شهري يونيو ويوليو من السنة نفسها أعاصير عدة.خلال تلك الفترة، جاءت الكميات الهائلة من المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج وتساقط الأمطار، لتصبّ في نهر يانغتسي متسبّبة في ارتفاع منسوبه بشكل تدريجي.وتواصل تساقط الأمطار ما تسبب في إفساد محاصيل الأرز، ما هدد المنطقة بمجاعة كارثية.خلال الفترة التالية، شهدت المناطق القريبة من نهر يانغتسي فيضانات، وازداد الوضع سوءا مع ارتفاع منسوب المياه بعدد من المناطق الصينية الأخرى، كالنهر الأصفر والقناة الكبرى.أجبرت هذه الكارثة عشرات الملايين على مغادرة منازلهم، وتفشت المجاعة بسبب خراب محاصيل الأرز ومن أجل الحفاظ على أرواحهم، عمد الكثير من الصينيين إلى أكل اللحم البشري.بالتزامن مع ذلك، تسببت الفيضانات في ظهور الأوبئة، حيث سجلت الملاريا والكوليرا انتشارا سريعا متسبّبة في هلاك الكثيرين.وبناءً على الإحصائيات التي قدمتها السلطات الصينية المعاصرة، فقد تسبب فيضان نهر يانغتسي سنة 1931 في وفاة مليوني شخص.لكن بحسب ما نقله المؤرخون المعاصرون، فقد تسببت هذه الكارثة الطبيعية في وفاة نحو 4 ملايين شخص، حيث فارقت النسبة الساحقة منهم الحياة بسبب المجاعة والأوبئة التي تلت الفيضان.أول تصنف كارثة فيضان يانغتسي كأكبر كارثة طبيعية عرفها القرن الـ20، وأكبر فيضان عرفه التاريخ من حيث عدد القتلى.فيضانات قوية أخرىالفيضان العظيمأقوى فيضان في العالم وقع في المسيسيبي عام 1927. هو يُعرف بالفيضان العظيم أو فيضان المسيسيبي، وحصل في شهر أبريل عام 1927، ويعدّ من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، بحسب موقع Britannica البريطاني، بحيث غمرت المياه أكثر من 60 ألف كيلومتر مربع من الأراضي، فيما نزح مئات الآلاف من الأشخاص، وتوفي نحو 250 شخصا.وتشير تفاصيله إلى أنه بعد مرور أشهر عدة على الأمطار الغزيرة التي تسببت في تضخم نهر المسيسيبي إلى مستويات غير مسبوقة، انكسر السدّ الأول في 16 أبريل ثم في 21 أبريل، انهار السدّ عند ماوندز لاندينغ في ولاية ميسيسيبي.الفيضان القياسيبين شهري مايو وسبتمبر 1993، شهدت الولايات المتحدة على طول نهر المسيسيبي فيضانا كبيرا أودى بحياة 50 شخصا، بالإضافة إلى أضرار بمليارات الدولارات. سُمّي ذلك بـ"الفيضان القياسي"، إذ كان الأكثر كلفة وتدميرا في التاريخ الحديث للولايات المتحدة، متسببا في كسر السدود وتدمير الأراضي الزراعية والبلدية وطرق النقل، بالإضافة إلى تضرر آلاف الأشخاص من جرّاء هدم منازلهم. وغمرت المياه ما لا يقل عن 75 بلدة بالكامل، ولم تتم إعادة بناء بعضها.وغمر الفيضان الكبير الذي حدث عام 1993، أكثر من 20 مليون فدان في 9 ولايات، وكان لا بدّ من إجلاء نحو 54 ألف شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات.فيضانات إفريقيا 2007في يونيو 2007، أودت الأمطار بحياة نحو 160 شخصا، وكانت دول سيراليون والسنغال وبوركينا فاسو وغانا والنيجر، من بين البلدان الأكثر تضررا من الفيضانات.وتسبب الفيضان في دمار طرق ومبانٍ ومستشفيات، ومحاصيل زراعية وخضروات ومئات الماشية. فيضانات اليمن 2020خلال شهر أبريل عام 2020، شهدت اليمن أمطارا غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة في مختلف المحافظات، ما استدعى مساعدة فورية.وفي 21 أبريل، ضربت عاصفة استوائية الساحل الجنوبي لليمن، وكان تأثيرها الأكبر في لحج وعدن وتعز والضالع وأبين وحضرموت.وتأثر ما لا يقل عن 150 ألف شخص من جرّاء هذا الفيضان، في المحافظات الـ13 التي غمرتها المياه، كما تسبب في انقطاع العديد من الخدمات الأساسية وتدمير المنازل والخيام، ومراكز إيواء النازحين.فيضان إعصار دانيال في ليبيا 2023وفي المرتبة الخامسة يأتي فيضان إعصار دانيال الذي اجتاح مناطق عدة في شرق ليبيا، ما تسبب في مقتل وفقدان الآلاف.(المشهد)