بعد ثورات الربيع العربي التي اندلعت في كل من مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن، وما تبعها من أحداث عنف وشغب، وجّه البعض الاتهامات للماسونية بأنها وراء ما يحدث في عالمنا العربي.وانتشرت الكثير من القصص والشائعات حول هذا التنظيم السري الغامض وتأثيره في العالم. فما هي الماسونية؟ ومتى ظهرت؟ وما مدى انتشارها في العالم؟ وما علاقة الماسونية بالأديان؟ ما هي الماسونية؟ الماسونية أو كما تسمي نفسها "البناؤون الأحرار" هي أكبر تجمع سري في العالم. يعرفها أعضائها بأنها "منظمة أخوية عالمية للأشخاص المتشاركين في مجموعة من الأفكار والعقائد، وتكرس الصداقة والخير والمساعدة بين أعضائها". عرفت هذه الحركة بغموضها ونفوذها الكبير، ووجهت لها اتهامات بأنها على ارتباط وثيق بالحركة الصهيونية العالمية وتسعى للسيطرة على العالم. بحسب موسوعة "بريتانيكا" البريطانية، فإن الماسونية نشأت من نقابات الحجارة وبناة الكاتدرائيات في العصور الوسطى. مع تراجع عمليات بناء الكاتدرائيات، بدأت بعض هذه النقابات في قبول الأعضاء الفخريين لتعزيز عضويتهم المتناقصة. ويفتخر الماسونيون دائما بفرقة "فرسان الهيكل" ويعتبرونها من العناصر الأساسية للماسونية. وفرسان الهيكل، هي فرقة عسكرية أوروبية شاركت مع الحملات الصليبية على القدس ومنطقة ساحل الشام في القرن الـ11، ومع مرور زاد نفوذها حتى نجح المسلمون في طرد الصليبين من بيت المقدس، فتراجعت شعبية التنظيم. وبحسب مارغريت جاكوب، أستاذة التاريخ في جامعة كاليفورنيا ومؤلفة كتاب "عيش التنوير: الماسونية والسياسة في أوروبا القرن الثامن عشر"، فإن كلمة ماسونية تعني هندسة باللغة الإنكليزية وهي ترمز إلى "مهندس الكون الأعظم"، أو المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان. متى انتشرت أفكار الماسونية؟ وصلت أفكار الماسونية إلى إنكلترا في عام 926م، على أيدي البنائين وصنّاع الكنائس في أوروبا. وفي عام 1717م، أسس الماسونيون أول محفل لهم في العاصمة الإنكليزية لندن. وتمددت الماسونية إلى فرنسا ودول أوروبا وأميركا في عشرينيات القرن 18، لهذا أٌطلق عليه قرن الرواج الكبير لأفكار الماسونية في العالم. ومع توسع الإمبراطورية البريطانية، انتشرت الماسونية ولا تزال هي الأكثر شعبية في الجزر البريطانية وفي البلدان الأخرى التي كانت موجودة أصلا داخل الإمبراطورية. تراوحت تقديرات العضوية العالمية للماسونية في أوائل القرن الحادي والعشرين بين 2- 6 ملايين شخص. ودائما ما كانت الماسونية في عداء مع الكنيسة ورجال الدين في أوروبا وخاصة الكاثوليكية، التي نظرت إليها بعين من الارتياب والخوف. ما هي رموز الماسونية؟ وماذا تعني؟ تتكون الماسونية من مجموعة من الرموز والشعارات التي دائما ما تثير الجدل حول معناها وتفسيراتها، أبرزها: النجمةيرى البعض أنها تشير إلى نجمة داوود، والتي تعتبر شعار العلم الإسرائيلي، بينما يقول الماسونيون إنها ناجمة من تعامد مسطرة المعماري مع الفرجار، وهما الأدوات المستخدمة في البناء.وبحسب الماسونيين، فإن الزاويتين المتقابلتين في هذا الشكل الهندسي تدل على علاقة الأرض بالسماء والعكس، وهي نفس تفسيرات نجمة داوود، التي ترمز إلى اتحاد الكهنوت "السماء" مع رجال الدولة والدين في الأرض. حرف Gيوجد حرف G داخل النجمة في شعار الماسونية، ويختلف المؤرخون حول تفسيرها، فالبعض يقول إنها الحرف الأول من كلمة إله باللغة الإنكليزية "God"، ويعتقد البعض أنها أول حرف من كلمة هندسة باللغة الإنكليزية " Geometry" ويذهب البعض الآخر إلى أنها اختصار لكلمة "gematria"، والتي تمثل 32 قانونا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد.وبحسب كتاب "شرح الرموز الماسونية" للكاتبة الأميركية كاثي بيرنز" فإن الحرف G يمثل كوكب الزهرة، الذي يمثل العضو الذكري عند الرجل. وقالت بيرنز إنه قد يشير إلى اسم الشيطان أو الإله "بافوميت" الذي اتُهم فرسان الهيكل بعبادته في السر. العينأما بالنسبة للعين الموجودة في شعار الماسونية، فيقولون إنها تعني أن "الله يستطيع أن يبصر كل شيء في قلوب الناس ونفوسهم".لكن بعض أعداء الماسونية يقولون إنها عين الشيطان، التي يسعون من خلالها السيطرة على العالم. ويؤكدون أن نفس هذه العين هي الموجودة على الدولار الأميركي، وعلى الختم الأعظم للولايات المتحدة، وهو ما قد يعني سيطرتهم على أميركا وسعيهم للسيطرة على العالم. هل يوجد للماسونية دستور؟ نعم للماسونية دستور، كتبه جيمس أندرسون، الكاهن الإنكليزي في عام 1723م، ثم أعاد بنجامين فرانكلين زعيم الحركة في بنسلفانيا طبع الدستور في عام 1734. وأضاف فرانكلين للدستور طقوسا جديدة ومراسم ومراتب جديدة للهيكل التنظيمي. ويتكون الدستور من 40 صفحة يحكي عن تاريخ الماسونية منذ عهد آدم ونوح وسليمان ونبوخذ نصر إلى يوليوس قيصر وملك إنكلترا جيمس الأول، بالإضافة إلى وصف لعجائب الدنيا السبعة، التي يعتبرونها قمة الإنجاز الهندسي. كما يحتوي الدستور على تعاليم وتنظيم الحركة و5 أغاني يجب تعاليمها عند حضور الاجتماعي. ما هو المحفل الماسوني؟ هو المكان الذي يلتقي فيه الماسونيون المحليون لتعزيز القيم الماسونية والتمتع بصحبة بعضهم البعض. خلال هذه الاجتماعات المغلقة، يؤدي الماسونيون طقوسا وتعاليم أخرى للحرفة. يمكن أن يكون المبنى نفسه رسميا مثل Grand Lodges الكبرى أو بسيطًا مثل غرفة فردية في مبنى محلي. ويعتبر المحفل الماسوني في لندن هو أعرق وأهم المحافل الماسونية في العالم، ويضم عشرات القاعات والغرف الخاصة، التي تٌعقد فيها جلسات واجتماعات الماسونية. كما يوجد في هذا المحفل غرف لعقد جلسات قبول الأعضاء الجدد أو ترقية الأعضاء الآخرين. ويضم المحفل الماسوني الأعظم في قلب العاصمة البريطانية لندن الوثائق والمستندات والأدوات والقطع الأثرية التي توثق تاريخ الماسونية الممتد على مدار ثلاثة قرون، كما يوجد بداخله صور لشخصيات عالمية التي انضمت للماسونية من قادة وزعماء وملوك وأمراء وأدباء وسياسيين. ما شروط الانضمام للماسونية؟ لكي يصبح أي شخص عضو في الماسونية، يجب عليه التقدم بطلب للمحفل الماسوني الأقرب للمنطقة، ويتم قبوله في حال توافر هذه الشروط:يجب أن تؤمن بخالق أعظم بغض النظر عن ديانتك. أن يكون عمر المتقدم سواء من الرجال والنساء 18 عاما. تنضم بإرادتك الحرة، وليس بضغط من والدك أو أحد أقاربك. لا يشترط الدين أو العرق أو العمر أو الدخل أو التعليم. يجب أن تكون حرا وهذا الشرط يعود لفترة العبودية، لكنه لم يتم إلغاؤه في العصر الحديث بسبب رغبة التنظيم في الحفاظ على تراثه. أن يكون سليما من ناحية البدن والعقل وحسن السمعة. تتم تزكيته من اثنين من الماسونيين على الأقل.ولكن لابد من الإشارة إلى أن الماسونية في بدايتها كانت ترفض قبول عضوية النساء حتى عام 1877، عندما بدأ المحفل الماسوني في فرنسا بقبول عضوية النساء والملحدين، وهو ما أثار خلافا بينه وبين المحفل في بريطانيا. ما الهيكل التنظيمي للماسونية؟ يحتوي الهيكل التنظيم للماسونية على 3 مراتب تتضمن 33 درجة، وهي تستند بشكل غير محكم إلى نظام الرحلة، الذي كان يستخدم لتعليم البنائين والحرفيين في العصور الوسطى في مجتمع اليوم، تستخدم الكليات والجامعات كلمة الدرجة للإشارة إلى إكمال دورة دراسية. في المحفل الماسوني، يجب على المرشح إثبات معرفته أو إتقانه لكل درجة قبل أن يتمكن من المتابعة إلى المرحلة التالية. ويقول المؤرخون إن المرتبة الأولى تتكون من ثلاث درجات هي: مرتبة المبتدئ تتكون هذه المرتبة من 3 درجات هي: تلميذ الصنعة المستجد وزميل الصنعة، والبناء المعلم درجة المتدرب هي أول تجربة للمرشح مع احتفالات الأخوة وهي بمثابة مقدمة في الماسونية. إنه مثل كل الاحتفالات الماسونية، حدث مهيب وهادف. تشكل درجة المتدرب المدخل مقدمة للترتيب الماسوني حيث يتعلم المرشحون عن الطقوس والرمزية والمعتقدات في الماسونية. من بين أمور أخرى، يتعلم الأعضاء لغة الماسونية، والموضوعات التي لا يجب مناقشتها في المحفل، والمسؤوليات الفعلية، وتمثل هذه الدرجة الأولى الشباب ووقت التعلم. ويُعهد إلى المتدرب الملتحق ببعض الأسرار الماسونية حول الأخلاق، والتي لا يمكنه إيصالها إلا وفقًا للقانون الماسوني. بمجرد أن يثبت نفسه كمتدرب ملتحق، يعتبر جاهزا للتمرير إلى الدرجة الثانية وهي زميل الصنعة. وعند أداء المبتدئ لقسم الماسونية توجد مجموعة من الطقوس والرموز، التي يراها البعض مرعبة. يجب أن يرتدي ملابس خاصة بالماسونية يعطيه له المحفل، ويتم وضع عصابة على عينه كرمز على انتقاله من الجهل أو الذي كان يعيش فيه قبل اكتشافه لحقيقة نفسه عن طريق الماسونية. أما الحبل فهو رمز للحبل السري الذي يعتبر ضروريا لبدء الحياة، ويستبدل بعد ذلك بمفاهيم الحب والتعاون لإدامة الحياة. زميل الصنعة في هذه الدرجة، يتابع العضو الدروس عن الفهم في الفلسفة والتنوير الفكري والحكمة. هذه الدرجة تعني أن العضو الشاب وصل إلى الرجولة. وبحسب الفكر الماسوني، تمثل هذه المرحلة البلوغ والمسؤولية في حياة الإنسان على الأرض، والتي يجب خلالها أن يساهم في تحسين المجتمع الذي يعيش فيه. وفي هذه الدرجة، يتعرف العضو على التفاصيل الدقيقة لمعاني ورموز وطقوس الماسونية. وعند أداء القسم للترقية إلى هذه الدرجة يتم استخدام مواد القياس التي كان يستعملها البناؤون القدماء، ثم يصعد العضو سلما كدليل على الصعود والتطور في فهم مبادئ الماسونية البناء المعلم أو مستر ماسون هي الدرجة الثالثة من المرتبة الأولى، وتسمى مرتبة الخبير. وتستغرق هذه الدرجة عادة بضع سنوات، بعدها يحصل على جميع الحقوق والامتيازات المتاحة له وسيصبح معروفًا باسم "Master Mason. وبحسب المعتقد الماسوني، فإن العضو في هذه المرحلة يكون وصل إلى حالة من التوازن بين العوامل الداخلية التي تحرك الإنسان والجانب الروحي الذي يربطه بالخالق الأعظم. كما يحق للماسوني الحاصل على هذه المرتبة أن يزور أي محفل، كما أن بعض المحافل تشترط في عضويتها الحاصلين على هذه الدرجة فقط. ومن طقوس هذه الدرجة عن أداء قسم الترقي، وجود "المسطرين" الذي يستخدمه العامل في عملية البناء كرمز يدل على ربط مفاهيم الماسونية بنشر الحب الأخوي. وبحسب المعتقد الماسوني، فإن هذه الطقس يشير إلى حيرام آبي المعماري الذي أحد البنائين الرئيسيين في بناء هيكل سليمان. ومن الرموز الأخرى في طقوس هذه المرحلة هو شعار الأسد الملكي الذي يرمز لقبائل بني إسرائيل القديمة. أما المرتبة الثانية فهي "الطقس اليوركي" وتتكون من 10 درجات، والمرتبة الثالثة والأخيرة وهي "الطقس الأسكتلندي" واذي يتكون من 20 درجة. مقارنة بالدرجات الثلاث في الماسونية القياسية، فإن الدرجات الثلاثين هي "درجات ملحقة"، من حيث إنها ليست أعلى في الترتيب ولكنها جانبية. هذا يعني أن العضو الحاصل على درجة 21 في الطقوس الأسكتلندية له نفس تصنيف أي شخص حاصل على الدرجة الثالثة من البناء. يمكنك التفكير في هذه الدرجات الإضافية على أنها فخرية، تُمنح لأولئك الماسونيين الذين حافظوا على مشاركة متسقة وكبيرة مع النظام. ويتم منح هذه الدرجات على أساس الجدارة والقدرة. للحصول على الدرجة 32، على سبيل المثال، يجب أن يكون الماسوني ماجستير ماسون لمدة 14 عامًا على الأقل، وقد تم انتخابه ماجستير في المحفل، وخدم المجلس الأعلى بشكل مرض. هناك أكثر من 160 ألف عضو في الطقوس الأسكتلندية في العالم، منهم 4000 فقط يحملون الدرجة 33. ما مدى نفوذ الماسونية في العالم؟ كثيرا، ما توجه اتهامات للحركة الماسونية في العالم بالسعي للسيطرة على العالم من خلال ضم الأقطاب الأساسية والاقتصادية والعسكرية الحساسة في دول العالم إلى التنظيم السري. ويقول أعداء الماسونية إنها تتخفي دائما وراء منظمات وجمعيات وهمية للتغلغل في المفاصل الداخلية لدول العالم وممارسة أنشطتها الفكرية والسياسية، ويؤكدون أن الكثير من أعضائها وعناصرها هم من كبار زعماء العلماء ومساعديهم أو أشخاص يسيطرون على المناصب العليا والقيادية في الدول. ويؤكد أعداء الماسونية أن "الأخ الماسوني" يقسم في بداية انضمامه للتنظيم على مساعدة "إخوانه" في الحركة في أي وقت وفي أي مكان في العالم على حسب الكفاءة. ويعتبر بعض المؤرخين أن الماسونية هي امتداد لمصطلح "الحكومة العالمية الخفية" التي تتحكم في العالم من خلال عناصرها الذين يسيطرون على المناصب القيادية في أغلب الدولة، ويصفونها بأنها حركة ضد الديمقراطية لأنها تشكل دولة داخل الدولة. على سبيل المثال، في فرنسا يتمتع الماسونيون بنفوذ واسع داخل الدولة، حيث يضم "محفل الشرق الكبير" الذي تأسس قبل 250 عاما، الكثير من كبار الساسة والقضاة ورجال الأعمال والأدباء. كما أن الولايات المتحدة تضم أكثر من 3 ملايين ماسوني موزعين على مختلف الولايات، ويتمتعون بنفوذ قوي داخل مؤسسات الدولة أقوى من نظرائهم في أي دولة أخرى في العالم. وبحسب موقع صوت أميركا، فإن 14 رئيسا من رؤساء الولايات المتحدة كانوا ماسونيين، وفي مقدمتهم جورج واشنطن أول رئيس لأميركا، جيمس بوكانان وأندرو جونسون ورفرانكلين روزفلت وهاري ترومان. يقول كبير الماسونيين السابقين والزعيم الماسوني الحالي ريتشارد فليتشر من ولاية فيرمونت، نظرا لأن العديد من الثوار الأميركيين كانوا ماسونيين فقد تمكنوا من التأثير على الطريقة التي ستعمل بها جمهوريتهم الجديدة. وأضاف فليتشر: "لقد شارك الماسونيون بعمق في إنشاء هذا البلد لأن الدعامة العظيمة للماسونية هي حق الناس في اختيار قادتهم، وحق الناس في التفكير بأنفسهم [و] حق الناس في التصويت. نحن أيضا نؤمن بقوة وثباتا بالتعليم العام، وحق الناس في التعلم ... هذا ما أصبحت عليه الولايات المتحدة. وفي تاريخها المبكر، لعب الماسونيون دورا بارزا جدا في هذا الأمر." ولهذا، وفقًا للسيد فليتشر، كان العديد من الموقعين على إعلان الاستقلال والدستور الأميركي من الماسونيين. وتابع فليتشر: "ليس عليك أن تصبح ماسونيًا لتصبح رئيسا جيدا، لكنني أعتقد أن بعض رؤسائنا العظماء كانوا من الماسونيين. وأعتقد أن هناك أكثر من مجرد مصادفة. لقد كانوا رجالًا يؤمنون بالحرية. كانوا رجالا يؤمنون بحقوق الإنسان. كانوا رجالا يؤمنون بالتعليم. كانوا رجالا يؤمنون أنه يمكنك التفكير بنفسك. وكان هدفهم الأسمى هو خدمة الأمة". يلاحظ فليتشر أنه عندما كان ترومان سيناتورا قبل أن يصبح رئيسا، شغل أعلى منصب في الماسونية وهو "مستر ماسون". ويقول جورج إندرز، المرشد في المعبد الإسكتلندي للطقوس الماسونية، إن "الشعور بالأخوة بين الماسونيين هو الذي ألهمه للانضمام إلى الأخوة. إنه شعور يقول إنه يجب على جميع البنائين مشاركتهم سواء أصبحوا رؤساء أم لا". كما تستضيف مدينة نيويورك مؤتمرا سنويا للماسونيين في الولايات المتحدة ومن كل أنحاء العالم. أما في بريطانيا، فقد كانت للأسرة المالكة تاريخ طويل مع الماسونية، فقد شغل ابن عم الملكة إليزبيث الأمير إدوار جورج، منصب "الأستاذ الأعظم" في المحفل الماسوني في لندن. كما يدعي أعضاء الماسونية أن رئيس وزراء بريطانيا في الأربعينات ومطلع الخمسينيات، ونستون تشرشل، كان من أعضائها. هل الماسونية موجودة في العالم العربي؟ أما بالنسبة لانتشار الماسونية في الدول العربية، فإنه لا يوجد أي محفل معلن للماسونية في الدول العربية على غرار ما هو موجود في العواصم العالمية، لكن هذا لا يمنع وجود عناصر ماسونيين في الدول العربية والإسلامية. ما علاقة الماسونية والأديان؟ اتخذت جميع الأديان موقفا معارضا ورافضا لفكرة الماسونية منذ بدايتها وحتى اليوم. الديانة المسيحيةواجهت الماسونية منذ بدايتها تقريبا، معارضة كبيرة من رجال الدين في أوروبا وخصوصا من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية من بين أكثر الرافضين للماسونية، فلقد حظرت الكنيسة على أعضائها من أن يكونوا ماسونيين منذ صدور المرسوم البابوي في عام 1738 من قبل البابا كليمنت الثاني عشر. منذ ذلك الحين، هدد الفاتيكان أعضائه من الحرمان الكنسي في حال انضموا للماسونية، لكن في عام 1983، تم تعديل القانون الكنسي ليعاقب الشخص الذي ينضم إلى جميعة تتآمر ضد الكنيسة بعقوبة عادلة، وبالتالي إلغاء عقوبة الانضمام للماسونيين.. من جانبه، كتب جوزيف راتزينج، الذي أصبح فيما بعد البابا بنديكتوس16، أن الماسونيين هم عبارة عن أشخاص في حالة خطيئة خطيرة وقد لا يتلقون القربان المقدس. وتجادل الكنيسة الكاثوليكية بأن فلسفة الماسونية تتعارض مع العقيدة المسيحية. كما أكدت في عام 1913 أن بعض الاحتفالات في الطقوس الماسونية مناهضة للكاثوليكية. خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، اندلع الصراع بين الكاثوليكية والماسونية إلى نزاعات حول التعليم العلماني والتمييز في التوظيف وفي بعض الدول الأوروبية. على الرغم من أن العديد من الطوائف البروتستانتية لا تمنع أعضائها من الانضمام إلى المحافل الماسونية ولم تتبن أي مواقف تدين الماسونية، إلا أنها عارضت بشكل رسمي الماسونية وتحدثت عن المشاكل التي يرونها مع المسيحيين المنتمين إلى المحافل الماسونية. كما أدانت بعض الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الماسونية. في عام 1933، أدانت كنيسة اليونان الماسونية، ومنعت جميع رجال الدين من أن يكونوا أعضاء فيها، وطالبت أعضاء الكنيسة بقطع جميع العلاقات مع الماسونية. وفقا لموقع الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا، فإنه "يُحظر على المسيحي الأرثوذكسي أن يكون عضوا في الأخوية الماسونية لأن العديد من تعاليمها تتعارض بشكل مباشر مع تعاليم المسيحية الأرثوذكسية". الإسلام عارض رجال الدين الإسلامي الماسونية وحذّروا المسلمين من الانضمام له. فقد أكدت رابطة العالم الإسلامي أن الماسونية في أهدافها الحقيقية هي ضد الأديان بصورة عامة، وتسعى لهدم الدين الإسلامي بصفة خاصة. وأضافت الرابطة أن الماسونية صهيونية النشاط ويهودية الجذور، ويسيطر على إدارتها العليا اليهود، وأشارت إلى أن الماسونية لها أهداف سياسية، ولها يد في معظم الانقلابات العسكرية والحروب التي تحدث في العالم. وبحسب الرابطة، فإن الماسونية تعمل وراء تنظيمات وجمعيات أخرى لنشر "مبادئها الخبيثة التي تتنافي مع قواعد الإسلام وتتناقض معه ". (المشهد)