مع بداية سباق الموسم الدراميّ الرمضانيّ 2024، انطلقت عشرات المسلسلات الدرامية والتاريخية، مع بداية الشهر الكريم، لتجذب عشرات الملايين من المتابعين في الدول العربية.قصة مسلسل الحشاشين الحقيقيةوعلى الرغم من مرور يومين فقط على بداية عرض المسلسلات، إلّا أنّ مسلسل الحشاشين الذي يقوم ببطولته الفنان المصريّ كريم عبد العزيز، ويُعرض على عدد من القنوات الفضائية والمنصات، لقي متابعة واسعة وتفاعلًا كبيرًا منذ اللحظة الأولى لمعرفة ما قصة مسلسل الحشاشين الحقيقية.وما بين الثناء وانتقادات بعض الأخطاء التاريخية التي وقع فيها صنّاع العمل، تصدّر مسلسل الحشاشين ترند مواقع التواصل الاجتماعي، ليضع بذلك نفسه في مقدّمة المسلسلات التي يتابعها الجمهور العربيّ خلال الشهر الكريم. ويتناول المسلسل قصة أخطر فرقة دموية في التاريخ الإسلامي، وهي قصة الطائفة الباطنية بقيادة شيخها حسن الصباح، أو كما يُطلق عليه شيخ الجبل، الذي اتّخذ من قلعة الموت الحصينة في إيران، مقرًا لجماعته المسلحة، جند خلالها أتباعًا يدينون له بالولاء المُطلق. وأكد باحثون ونقاد في حديث لمنصة "المشهد"، أهمية دور الدراما التاريخية في تسليط الضوء على بعض الأحداث التي شهدها العالم الإسلامي في الأزمان السابقة، ولكن بشرط وجود فريق بحثيّ متخصّص لتدقيق المعلومات والوقائع التي تتناولها هذه الدراما. فرقة الحشاشين لم تكن مصدر إلهام لخيال الكاتب المصريّ عبد الرحيم كمال فقط، ولكن سبقه صنّاع السينما في هوليوود والدراما التركية، في تجسيد حياة هذه الفرقة المُثيرة للجدل. الاستعانة بباحثين لمعرفة قصة مسلسل الحشاشينوقال الباحث والكاتب المصريّ محمد غنيمة، إنّ استخدام الخيال في تجسيد الأحداث التاريخية أمر لا مانع فيه، ولكن بشرط الاستعانة بباحثين في التاريخ، حتى وإن كان العمل اجتماعيًا. وأوضح غنيمة في حديث لـ"المشهد"، أنّ الأخطاء التاريخية في سرد الأحداث، قد تؤثر بشكل واضح على معرفة الناس، لكنّ العمل الإبداعيّ له وجوه أخرى، إذ يكون هناك فرصة لاستخدام الخيام بشكل أوسع"، لافتًا إلى أنّ الأحداث التاريخية تخضع أيضًا لخيال الدراما، طالما لم تغيّر شيئًا في مجرى الأحداث. وأشار الباحث والكاتب المصريّ إلى أنّ العمل يكون مقبولًا طالما كان خاضعًا لفريق يبحث عن دقة الحدث والبيئة والشخصيات التي يتناولها العمل، لافتًا إلى أنّ الحقيقة التاريخية ليست ثابتة أو واحدة، فكل مؤرخ يكتب من وجهة نظره، ويخضع لبيئة محيطة به وقت كتابة هذا التاريخ. وفي ما يخص مسلسل الحشاشين، قال غنيمة إنّ ما يمكن التعليق عليه هو الشيء المثبت بالفعل، فلا يصح أبدًا ونحن لدينا قطع أثرية لملابس لفترة معينة، أن تتغافل عنها الدراما وتأتي بملابس لعصر آخر، بزعم تكملة الشكل الدرامي. وقصة فرقة الحشاشين، التي ظهرت خلال القرن الـ11 الميلادي، واتخذت من الدعوة للمذهب الإسماعيليّ بداية للتمرّد على سلطة الدولة، هي القصة الأكثر إثارة في التاريخ الإسلامي، فما بين الخياليّ والواقعيّ، تباينت الكثير من الروايات التاريخية التي تتناول حياة هذه الفرقة وقائدها حسن الصباح، سواء من خلال كتابات المستشرقين، أو حتى المؤرخين العرب والفرس.التصدي للكتابة التاريخية أمر صعب من جانبه، قال الناقد المصريّ سيد محمود، إنّ المسلسلات التاريخية تحظى بأهمية كبيرة، بشرط توافر بعض الشروط التي تجعلها أعمالًا أقرب إلى الحقيقة. وأوضح "محمود" في حديث لـ"المشهد" أنّ التصدي للكتابة التاريخية أمر صعب للغاية، ويجب الاستعانة بفريق من الباحثين المتخصّصين، لأنّ أغلب الكتّاب يركزون على الجانب السياسيّ في الأحداث التاريخية، ويتم إغفال الجانب الفلكلوريّ المتعلق بأنواع الطعام، ونمط المباني، وشكل الملابس في تلك الحقبة. إشكالية أخرى، تحدّث عنها الناقد المصريّ سيد محمود، وهي فكرة الإسقاط السياسيّ لأحداث تاريخية وربطها بأحداث قريبة، مشيرًا إلى أنّ هذه الإشكالية تؤثر بشكل كبير على المنتج الدراميّ في النهاية. وأكد ضرورة وضع الأحداث التاريخية في سياقها المحدد فقط، لافتًا إلى أنّ الحلقات الأولى من المسلسل، تكشف عن ميزانية ضخمة وجهد كبير تم وضعه لإخراج المسلسل بهذا الشكل، فهناك إفراط في استخدام العلامات البصرية التي تتعلق بشكل العمارة في مصر وباريس وأصفهان، في تلك الحقبة. (المشهد - القاهرة)