تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مقاطع فيديو تدعي ظهور وميض أزرق في السماء قبل الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وأسفر عن سقوط أكثر من 2000 قتيل. وأظهر مقطع فيديو ملتقط من كاميرات مراقبة، ظهور ومضات ضوئية زرقاء في السماء قبيل الزلزال، حيث تساءل ناشروه عن أسباب هذا الوميض والذي تكرر أيضا وقت الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أكثر من 7 أشهر.ما التفسير العلمي لضوء الزلازل؟بحسب تقرير منشور على الموقع الإلكتروني لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العلمية، فإن ظاهرة الأضواء الخضراء والزرقاء في السماء قبيل الزلازل تكررت أكثر من مرة وأثارت حيرة الخبراء لمئات الأعوام. ووفق المجلة، تُعد أضواء الزلازل نادرة نسبيا، ويصعب على العلماء تفسيرها، حيث إن ما يزيد الأمور تعقيدا هو أن حالات الوميض حول الزلازل لا تبدو متشابهة. أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث المرموق في مركز أبحاث "أميس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" فريدمان فرويند، يقول في مقابلة مع "ناشيونال جيوغرافيك" بثت عام 2014، إن الأضواء يمكن أن تتخذ "العديد من الأشكال والألوان المختلفة". ويضيف فرويند الذي توصل إلى نتائج في أبحاث عن الزلازل نشرت في عام 2014: "الأضواء قد تكون ناتجة عن شحنات كهربائية يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي". على النقيض وبحسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، تتوخى هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الحذر بشأن تأكيد ما إذا كانت أضواء الزلازل أو (EQL) موجودة بالفعل، حيث تقول على موقعها عبر الإنترنت: "يختلف الجيوفيزيائيون حول مدى اعتقادهم بأن التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت ومركز الزلزال تمثل في الواقع أضواء زلزلاية، خصوصا أن البعض يشكك في أن أيًا من هذه التقارير التي لا تمثل دليلا قويا على أضواء الزلازل، في حين يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير على الأقل تتوافق بشكل معقول مع وجود أضواء الزلازل". كيف تحدث أضواء الزلازل؟ وفقا لـ"ناشيونال جيوغرافيك"، تحتوي صخور البازلت والغابرو على عيوب صغيرة في بلوراتها يمكن أن تطلق شحنات كهربائية في الهواء، إذ يقدر العلماء أن الظروف المهيئة لظهور الأضواء موجودة في أقل من 0.5% من الزلازل في جميع أنحاء العالم، وهو ما يفسر سبب ندرة حدوثها نسبيًا، مشيرين أيضا إلى أن أضواء الزلازل تظهر بشكل أكثر شيوعا قبل الزلازل أو أثناءها، وليس بعد حدوثها. واقترحت دراسة سابقة أن الإجهاد التكتوني خلق ما يسمى بالتأثير الكهروضغطي، حيث تنتج الصخور الحاملة للكوارتز مجالات كهربائية قوية عند ضغطها بطريقة معينة، لكن إحدى التعقيدات في دراسة أضواء الزلازل هي بالطبع أنها قصيرة العمر ولا يمكن التنبؤ بها، وفق ما جاء في تقرير المجلة العلمية، والتي تؤكد أن هناك نظريات علمية متضاربة، وأن الجدل حول أسباب أضواء الزلازل سيظل مستمرا.(ترجمات)