كيف أختار تخصصي الجامعي؟ سؤال محير، إذ يُعدّ اختيار التخصص الجامعي أحد أهم القرارات التي يمكن أن يتخذها الطالب بعد تخرجه من السنة المدرسية الأخيرة (الثانوية العامة)، إذ يكون لهذا الاختيار تأثير دائم على حياة الطالب المهنية والشخصية، ويشكل كذلك خبرات العمل والأرباح والمهارات المهنية في المستقبل.عند محاولة العثور على أفضل ما يناسب مجال دراستك الأساسي، عليك أن تضع في شغفك نصب عينيك لتكسب الأهداف الوظيفية المحتملة، ولتتمكن من العمل بسعادة حتى وإن كانت الوظيفة متعبة أو منهكة، وأمور أخرى عديدة.ومن المهم الحصول على المشورة من المعلمين والمستشارين وأفراد الأسرة الذين خاضوا هذه التجربة تجربة اختيار التخصص الجامعي المناسب، إلا أنّه عليك معاملتهم على أنهم "مجلس استشاري"، وفهم أنه في النهاية القرار الأخير يعود إليك أنت فحسب.في هذا التقرير سنساعدك ببعض الخطوات ردًا على السؤال المحير كيف أختار تخصصي الجامعي؟ وذلك من خلال طرح أسئلة والإجابة عليها بما سيفيدك في مهمتك.كيف أختار تخصصي الجامعي ومعايير اختيار التخصص الجامعي"ما التخصص الجامعي الذي يجب أن أختاره؟"، هذا السؤال سيكون في أذهان جميع الطلاب الذين يريدون الالتحاق في الجامعة بعد الثانوية.وعلى الرغم من كونه سؤالًا صعبًا، إلا أنّ الإجابة حول التخصص الجامعي المناسب تتمثل في تحديد أكثر الأشياء التي تثير شغفك، إذ تظهر الدراسات أنّ الطلاب الذين يستمتعون بما يتعلمون عنه سيؤدون بشكل أفضل في البرنامج الذي يختارونه في الجامعة.وإذا اخترت تخصصًا بسبب تأثير الآخرين، فقد لا تكون متحمسًا ومتحفزًا له، وهو ما سيؤثر على حياتك مستقبلا.اختيار التخصص الخاص بكاختيار التخصص الجامعي يحفزك على استثمار الوقت والمال فيما تريد أن تفعله في حياتك. ضع في اعتبارك مقدار الأموال التي تحققها في تخصصك الجامعي عادةً، وما هي النظرة المستقبلية للوظيفة حاليا، وما إذا كان بإمكانك رؤية نفسك في هذا المجال لفترة طويلة.هناك مؤسسات يمكنها أن تكون مرجعا لك في تحديد راتبك المتوقع وتوقعاتك الوظيفية، يمكنك أن تنظر إلى البيانات التي يوفرها مكتب الولايات المتحدة لإحصائيات العمل على سبيل المثال، وغيره من المراكز في كل دولة.والخبر السار هو أنك لست مضطرا لاختيار تخصصك بسرعة، إذ لا تطلب معظم الكليات من الطلاب إعلان التخصص حتى نهاية السنة الثانية.وإذا كنت تفضل تحديد المسار الخاص بك في وقت أقرب، يمكنك تحديد التركيز كطالب جديد أو حتى قبل اختيار فصلك الدراسي الأول في الجامعة، ما يمنحك فرصة لتجربة الفصول الدراسية الخاصة في وقت مبكر وتغيير الاتجاه إذا لزم الأمر.اختيار التخصص وقبول الكليةيؤثر التخصص الذي تختاره على نتيجة القبول، إذا كانت الكلية تقبل عددا معينا فقط من المتقدمين إلى البرنامج.ابحث في البرامج المختلفة المتاحة في كل كلية لفهم متطلباتها بشكل أفضل، وأي قيود لديها في تخصص معين.إذا اخترت برنامجا لا يسمح إلا لعدد محدود من المتقدمين، فمن المفيد أكثر التقدم إلى القبول المبكر والنظر في كليات متعددة.أهمية اختيار التخصص الجامعي؟عندما تختار تخصصا، فأنت تختار مجالا متخصصا للدراسة على أمل أن يترجم إلى مهنة مُرضية.هل هو تخصص تعتقد أنه سيفيدك عند التقدم إلى الوظائف؟ هل هو موضوع يتوافق مع الاتجاه الذي تريد أن تسلكه في حياتك؟ تخصصك لا يحدد كل شيء عنك، لكنه يساعدك في تحديد جزء مهم من حياتك: حياتك المهنية.تحديات استثمار الوقتمع تقدمك في الدورات الدراسية في كليتك، ستواجه تحديات جديدة تؤثر على إدارة وقتك. كل شيء من الاختبارات النهائية إلى الأنشطة اللامنهجية يمكن أن يؤثر على جدولك اليومي. لهذا السبب من المهم فهم الاستثمار الزمني المطلوب للتخصص الذي تختاره.التزامات الدراسةتستغرق معظم درجات البكالوريوس 4 سنوات لإكمالها كطالب بدوام كامل. ومع ذلك، إذا كنت تخطط لأن تصبح طبيبا أو محاميا على سبيل المثال، فستحتاج إلى مواصلة تعليمك بعد الحصول على درجة جامعية.أن تصبح طبيبا عادة ما يستغرق 4 سنوات إضافية من كلية الطب و3 سنوات أو أكثر من الممارسة الطبية، وأن تصبح محاميا سيستغرق حوالي 3 سنوات في كلية الحقوق بعد دراستك الجامعية.لذلك قبل اختيار التخصص الجامعي، ابحث عن الدرجات العلمية المطلوبة للحصول عليها، والمدة التي ستستغرقها لإكمالها.لا تتطلب جميع التخصصات الجامعية القدر نفسه من الجهد. على سبيل المثال، قد تتضمن درجة علم النفس العام عملا مدرسيا والتزاما بالوقت أقل من درجة تمهيدي الطب.ضع في اعتبارك أن المزيد من العمل المدرسي لا يضمن بالضرورة المزيد من النجاح بعد التخرج والعكس صحيح.عند اتخاذك قرار بشأن التخصص، حدد مقدار الوقت الذي تريد استثماره في تعليمك، وما إذا كان هذا التخصص يناسب تلك التوقعات.مضاعفة فرصك في السعادة بعد التخرجإن العثور على السعادة بعد التخرج يعتمد على قيمك، إذا اخترت تخصصا يتوافق جيدا مع قيم حياتك، فيمكنك تحسين فرصك في الاستمتاع بالحياة بعد الكلية.إذا كان التخصص الذي تختاره يقودك إلى مهنة تثيرك، فأنت على الأرجح على طريق السعادة، وهناك عوامل أخرى تؤثر على السعادة، لكن اختيار المهنة عنصر مهم جدا في حياتك.الكلية هي الوقت المناسب لتطوير المهارات اللازمة لمهنة ناجحة ومجزية. فكر في ما أنت شغوف به واستكشف اهتمامات جديدة أثناء مغامرتك في الحياة الجامعية.كما يمكنك دائما تغيير رأيك إذا اكتشفت شغفا جديدا، وإذا كنت تتساءل عن سبب وجوب الالتحاق بالجامعة على الإطلاق، فحاول قضاء المزيد من الوقت في البحث عن التخصصات المتاحة والتي تتعلق باهتماماتك الحالية.خطوات اختيار التخصص الجامعي المناسبأول ما يجب مراعاته عند اختيار التخصص الجامعي هو ما تحب القيام به، بحلول الوقت الذي تتخرج فيه من المدرسة الثانوية، سيكون لديك ما يكفي من المعلومات والخبرة من فصولك لمعرفة ما قد تكون مهتما به أو لا ترغب في متابعته.فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعمق أكثر في اختيار التخصص الجامعي:اكتب 10 أشياء تحبها: يُعدّ سرد ما تحب القيام به، سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه، طريقة رائعة لمعرفة المسارات الممكنة التي يمكنك اتباعها.إذا كنت تستمتع بالفن والرسم، ولكنك مهتم أيضا بالتكنولوجيا، ففكر بالتخصص في تصميم الغرافيك مثلا، وإذا كنت تعمل في مجال الأعمال والسفر، فابحث في التخصص في الأعمال التجارية الدولية.ضع قائمة بنقاط القوة والضعف: يساعدك اكتشاف نقاط قوتك وضعفك في تقييم نوع التخصص الذي يجب أن تتجه إليه. على سبيل المثال، إذا لم يكن التحدث أمام الجمهور هو الشيء الذي تفضله حقا، فقد ترغب في تجنب التخصصات التي قد تؤدي إلى وظائف مثل مذيع أخبار أو متحدث رسمي. يمكنك أيضا معرفة نقاط ضعفك والبناء عليها في الكلية، إذا كان التحدث أمام الجمهور شيئا تريد تحسينه، فابدأ واحضر فصلا للكلام.استفد من الإنترنت: استخدم مواقع المساعدة في اختيار الوظائف وقم بربط اهتماماتك بالتخصصات والوظائف، واستكشف مقابلات الفيديو مع محترفين في مجالات مختلفة لمعرفة كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم.ما هي أهدافك المهنية؟بعد البحث في الأمور التي تهتم بها وخيارات الوظائف المحتملة، حان الوقت للتفكير في أهدافك وحياتك المهنية المستقبلية ومدى سهولة أو صعوبة العثور على عمل.وإذا كان لديك هدف وظيفي محدد في الاعتبار، فقد تحتاج إلى اختيار تخصصك أو برنامجك مقدما، وأحيانا في وقت مبكر عندما تتقدم إلى الكلية.من الجيد أيضا معرفة الدرجة التي ستحتاجها للمجال الذي يثير اهتمامك، وفيما يلي نظرة عامة على درجات الكلية المختلفة:درجة الزمالة أو الدبلوم: مشارك في الفنون لمدة عامين (AA) أو مشارك في العلوم (AS). ينتقل بعض الطلاب الذين حصلوا على هذه الدرجة إلى برنامج بكالوريوس مدته 4 سنوات، ويستخدمه آخرون للذهاب مباشرة إلى العمل. تقدم كليات المجتمع والكليات المهنية وبعض الكليات ذات الأربع سنوات درجات الزمالة.درجة البكالوريوس: تتطلب هذه الدرجة إكمال برنامج جامعي مدته 4 أو 5 سنوات. يحصل معظم الطلاب على درجة البكالوريوس في الآداب (BA) أو درجة البكالوريوس في العلوم (BS). يمكنك أيضا الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة أو بكالوريوس الهندسة المعمارية.درجة مشتركة: يمكن للطلاب الحصول على درجة البكالوريوس بالإضافة إلى درجة الدراسات العليا أو المهنية في وقت أقل إذا تم الجمع بينهما. يجوز للطالب في هذا المسار التقدم إلى برنامج الدراسات العليا كطالب جامعي ويبدأ برنامج الدراسات العليا في السنة الرابعة من الكلية.درجة الدراسات العليا: درجات الدراسات العليا، هي درجات متقدمة يتم متابعتها بعد الحصول على درجة البكالوريوس. ومن الأمثلة على ذلك ماجستير في الآداب (MA) أو ماجستير في العلوم (MS). يحصل الطلاب عمومًا على درجة الماجستير بعد عامين من الدراسة. تتطلب درجة الدكتوراه (على سبيل المثال، الدكتوراه) أربع سنوات أو أكثر من الدراسة.التحدث إلى المستشارين والمهنيين: أفضل مصدر لنصائح الكلية هو مستشار أو أخصائي مدرستك، فهم يساعدون الكثير من الطلاب الذين يتخذون القرارات نفسها التي تتخذها.يمكن لمستشار مدرستك أن يخبرك بالمزيد عن تخصصات الكلية وعروض البرامج، فيما يلي 5 أسئلة قد ترغب في طرحها على المستشار.هل توجد أية معارض جامعية في هذه المدرسة أو بالقرب منها؟هل يمكنك أن تصلني مع الخريجين الجدد الذين يذهبون إلى الكليات المدرجة في قائمة أمنياتي؟ما هي الدورات الاختيارية التي توصي بها؟هل لديك أية معلومات تساعدني في البدء في استكشاف الوظائف؟هل لديك أي جلسات تخطيط جامعية مجدولة؟يمكنك أيضا الوصول إلى المحترفين العاملين في المجال الذي تهتم به، إذ يمكنهم التحدث معك حول كيفية انتقالهم من الكلية إلى حيث هم الآن. سواء كانوا والديك أو الأوصياء عنك أو أفراد عائلتك أو الأشخاص الذين تتفاعل معهم مهنيا، حدد وقتا لمقابلتهم، وكن مستعدا بمجموعة من الأسئلة لطرحها.النسخ الاحتياطية: حاول ابتكار تخصص أو تخصصين احتياطيين، بهذه الطريقة يكون لديك خيارات إضافية إذا قررت تبديل تخصصك.ماذا لو لم تتمكن من اتخاذ قرار بشأن التخصص؟لا بأس أن تلتحق بالكلية كتخصص غير محدد: لا يتعين عليك معرفة ما تريد التخصص فيه أو حتى ما تريد القيام به لبقية حياتك أثناء عملية البحث الرئيسية. تمنحك الكلية الفرصة لأخذ دروس تعتقد أنك قد تستمتع فيها أو حتى دروس لم تتعرض لها من قبل.تطوع وابحث عن فرص التدريب: يُعدّ التدريب الداخلي والعمل التطوعي أفضل الطرق للحصول على خبرة عملية حقيقية في المجالات التي يمكن أن يؤدي إليها التخصص. ستحصل على فهم جيد لما تبدو عليه الحياة اليومية في المهنة. إذا استطعت، تحدث إلى أشخاص في أقسام مختلفة لمعرفة ما إذا كان عملهم يثير اهتمامك.ركز على الأحداث في الكليات المحلية والزيارات: يمكنك تعلم الكثير من زيارة الكليات أو حضور الأحداث في الحرم الجامعي. هناك العديد من الكليات التي تقيم أياما مفتوحة للإجابة على أسئلة الطلاب وتوقعاتهم. هناك أيضا طلاب من حولك يمكنهم التحدث معهم حول خبراتهم الرئيسية والفئوية في التخصص.هل يمكنك تغيير تخصصك؟بعد معرفتك حول كيف أختار تخصصي الجامعي؟، قد تُغير رأيك وتحتاج إلى دراسة تخصص أخر، وهذا الأمر وارد ومسموح به.يمكنك تغيير تخصصك في الكلية بالطبع، إذ وجدت الدراسات أن معظم الطلاب يغيرون تخصصاتهم مرة واحدة على الأقل، وأن العديد من الطلاب يغيرون تخصصاتهم مرات عدة.بغض النظر عن السنة الدراسية التي أنت فيها، في بعض الأحيان لا يكون التخصص الذي تعلن عنه هو العام المناسب.إذا قررت تغيير تخصصك، فتأكد من أن الاعتمادات التي تحتاجها تتوافق مع تاريخ التخرج المتوقع.اذهب إلى مستشارك للحصول على إرشادات حول اختيار تخصص جديد وإعداد جدولك الزمني.إنه قرار مهم عندما تقرر التخصص الجامعي المناسب لك، لكنك تعرف نفسك واهتماماتك أكثر من أي شخص آخر. تذكر، عند اختيار التخصص الجامعي المناسب أن أهم شيء هو التأكد من أنك سعيد وواضح بشأن أولوياتك في حياتك وحياتك المهنية بعد الكلية. (المشهد)