لطالما ارتبط "خط الصعيد" في الذاكرة الشعبية المصرية بالشخصيات الإجرامية التي بثت الرعب في قرى ومحافظات صعيد مصر، حيث كان هذا اللقب يطلق على الخارجين عن القانون الذين فرضوا سيطرتهم وسطوتهم بالقوة والعنف. شهد التاريخ المصري ظهور الكثير من هذه الشخصيات التي كانت تشكل تهديداً حقيقيًّا للأمن العام، قبل أن تنجح قوات الأمن في القضاء عليهم واستعادة الاستقرار في تلك المناطق. وكان آخر هؤلاء هو "محمد محسوب"، الذي تصدرت قضيته عناوين الأخبار أخيراً بعد مقتلِه خلال عملية أمنية موسعة في محافظة أسيوط. وهو ما أعاد إلى الأذهان إسم بدر تمام فمن هو؟ من هو بدر تمام وكيف ارتبط بـ"خط الصعيد"؟ خلال السنوات الماضية، ظهرت أكثر من شخصية حملت لقب "خط الصعيد"، ومن بينهم بدر تمام، الملقب بـ"حبيشة"، والذي ذاع صيته في عام 2017 بمحافظة أسيوط. كان بدر تمام أحد أخطر العناصر الإجرامية في المنطقة، حيث تورط في الكثير من الجرائم التي شملت القتل، وترويع الأهالي، والاتجار في الأسلحة والمخدرات. شكل بدر تمام مصدر رعب حقيقي لسكان قريته والقرى المجاورة، حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء عليه بعد مطاردة طويلة، ليعود الهدوء نسبيًا إلى المنطقة. بدر تمام ليس الوحيد لكن، بدر تمام لم يكن الوحيد الذي حمل هذا اللقب، فقد سبقه كثيرون، أبرزهم محمد منصور، الذي عاش في أسيوط عام 1947، وكان أول من أطلق عليه لقب "خط الصعيد"، حيث سيطر على مناطق واسعة من الصعيد وارتكب العديد من الجرائم حتى نجحت قوات الأمن في تصفيته. وقد ألهمت قصته صناع السينما، فتم تجسيدها في فيلم "الوحش" بطولة محمود المليجي وأنور وجدي. وخلال السنوات الأخيرة، ظهر عدد من الشخصيات التي حملت اللقب نفسه، مثل "يحيى تيكا" في سوهاج عام 2020، و"أبو صالح" في أسوان عام 2021، إلى أن جاء محمد محسوب، الذي تصدر المشهد في 2024 بعد اقتحام قوات الأمن لما عُرف بـ"قلعة الكيف" في أسيوط، حيث تمت تصفيته مع أفراد عصابته وضبط كميات ضخمة من الأسلحة والمخدرات. (المشهد)