يحاول المصريون بشتى الطرق دعم سكان قطاع غزة. وفي حين لجأ البعض منذ فترة لمقاطعة العلامات التجارية الغربية والعمل التطوعي لدعم سكان القطاع وجمع التبرعات للمساعدات الإنسانية، يحاول البعض الآخر التعبير عن دعمه ومساندته بوسائل أخرى مختلفة.منسوجات وأقمشةيقول محمد مارديني المدير التنفيذي لشركة نسيج للمنسوجات والأقمشة "نحن لم نكن قادرين على العمل في ظل ما تشهده المنطقة، وكل ما كنا نبحث عنه هو القيام بأي شيء للمساعدة والمساندة".وقامت نسيج بإنتاج وسادات تحمل تصميمات مبتكرة للكوفية الفلسطينية الشهيرة وقررت التبرع بـ80% من سعر البيع الذي يتراوح بين 390 إلى 550 جنيها للمشتري المحلي و13 دولارا للمشترين من الدول الأخرى لصالح جميعة إغاثة أطفال فلسطين.كما حرص مارديني على إحياء ذكرى 300 طفل فلسطيني من الذين فقدوا أرواحهم جراء القصف الإسرائيلي من خلال إرفاق بطاقات تحمل أسماءهم مع كل الوسادات التي باعوها، وبالأخص بعد أن لاحظ ارتفاع نسبة المبيعات لدول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وماليزيا.ولم يكن مارديني يتوقع مبيعات مرتفعة، وفي البداية كان يهدف لبيع 200 قطعة، لكن في غضون 40 يوما باعت نسيج أكثر من 1000 قطعة داخل مصر وخارجها.وبحسب منشور للشركة عبر صفحتها على فيسبوك بلغ إجمالي التبرعات 7250 دولارا وحوالي 69 ألف جنيه مصري.أكواب قهوةبالنسبة للبعض الآخر، كانت الأولوية الرئيسية بخلاف الدعم المادي هي رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، وكان هذا الهدف هو نقطة انطلاق (كوب فلسطين) الذي قامت شركة تي.بي.إس القابضة المصرية، التي تملك 6 علامات تجارية مختلفة، بتصميمه وإنتاجه دون وضع علامتها التجارية عليه وأتاحته مجانا لأي مقهى يرغب في استخدامه سواء داخل مصر أو خارجها.كما استخدمت الكوب، وهو من الكارتون ويحمل علم فلسطين مع عبارة "الحرية لفلسطين" بالإنجليزية، في كل فروع مقهى تي.بي.إس بمصر والبالغ عددها 55، علاوة على التبرع بحوالي 20% من أرباح بيع مشروبات القهوة للهلال الأحمر المصري وبنك الطعام المصري من أجل دعم غزة.ويقول سامح السادات، الشريك المؤسس في تي.بي.إس القابضة: "نحرص على أن نكون شركة ذات قلب، تلك هي مسؤوليتنا الاجتماعية.. نحن نقف في صف القضية الفلسطينية وهي قضية تهمنا جميعا كما نرغب في توعية أطفالنا بها".وأضاف السادات أن الشركة طرحت 73 ألفا من الأكواب في منتصف شهر أكتوبر في فروع تي.بي.إس وكان من المتوقع أن تكفي تلك الكمية الاستهلاك لمدة 3 أشهر، لكن الأكواب نفدت خلال شهر، فقامت الشركة بضخ 85 ألف كوب في شهر ديسمبر كما أنهم بصدد إنتاج 100 ألف كوب بنهاية يناير.وقال السادات إنهم تلقوا "10 طلبيات دولية" من مقاهي في الولايات المتحدة وإنجلترا وسلطنة عمان والبحرين وألمانيا.مبادرات شعبيةولم تقتصر محاولات الدعم على أصحاب الأعمال والشركات، ولكنها امتدت أيضا لمبادرات شعبية بحسب مقطع فيديو تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي ظهرت خلاله مجموعة من المصريين يوصلون مولدات كهرباء عبر السياج الفاصل بالمنطقة الحدودية بين مصر وغزة لتمكين الفلسطينيين النازحين من شحن هواتفهم.وفي إطار الحملات الشعبية المستقلة، روت نهلة الجندي، وهي عضو بمجموعة من 10 أفراد أخذوا على عاتقهم جمع تبرعات وتحضير مساعدات إنسانية بمشاركة حوالي 170 متطوعا ليتم إرسالها للسكان في غزة عن طريق القوافل المتجهة من مصر.وشاركت المجموعة في قافلتين من خلال التعاون مع التحالف الوطني المصري والهلال الأحمر المصري.وتضمنت تلك القوافل 1500 صندوق طعام احتوت على معلبات من الفول والتونة والتمر وملح وخميرة ولبن ودقيق وبسكويت ومعكرونة سريعة التحضير.كما نجحوا في إرسال 3 مقطورات لمياه الشرب، و1585 صندوق ملابس شتوية و1700 بطانية و1620 حشية نوم.وتقول نهلة "مع كل مساعدة بسيطة بنقدمها بنأمل أننا تخفف عنهم معاناتهم اليومية بسبب الحرب وأننا نساعدهم بتوفير الأساسيات من احتياجات الطعام وملابس تدفيهم".وأضافت "الحرب أثرت على حياتنا اليومية. هي ليست مجرد صورة نشاهدها في الأخبار. نحن نفرح بالمساعدة لكن الأعداد النازحة كبيرة، لذلك نحس دائما أننا نحتاج للقيام بالمزيد".(رويترز)