عادة ما يخوض الجنود الحروب باستخدام الرصاص والقذائف والصواريخ، ولكن في عصر التكنولوجيا المتطورة ووسائل التواصل الاجتماعي، من الجيّد أيضًا استخدام الأفكار المبتكرة والدعاية الغريبة لجذب الانتباه والتعاطف، وهو ما يفسر لماذا أصبحت القطط من أهم عناصر جبهات القتال الأمامية في أوكرانيا.تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا بفيديوهات وصور لقطط تُظهر كيف تدعم هذه الحيوانات الجنود على الأقل عاطفيًا، وتجذب التبرعات للجيش بمظهرها الرقيق، كما تحارب الغزاة وفي هذه الحالة الفئران.وبدأت كييف بإرسال القطط إلى الجبهة لمكافحة الفئران والجرذان التي تغزو الخنادق الأوكرانية.وتقول: "الفئران تزعج الجنود ليلا، وتتسلل إلى أكياس النوم وتقضم ما تحصل عليه، بما في ذلك الزي الرسمي، وتتلف الخوذات وكابلات الاتصالات". ولحل هذه المشكلة، بدأت أوكرانيا بإرسال القطط إلى الخطوط الأمامية، كما عمد الجنود إلى جلب القطط إلى الخنادق. ومن خلال القطط تحاول أوكرانيا مقاومة روسيا عبر إضفاء طابع إنساني على جنودها.وتصل القطط إلى مواقع الجيش الأوكراني من القرى أو البلدات المجاورة التي دمرتها الحرب، بحيث تبحث هذه الحيوانات الأليفة التي تخلى عنها أصحابها عن الحماية البشرية من القصف المستمر وضربات الطائرات بدون طيار وحقول الألغام.ويقول الجنود: "عندما يأتي إليك هذا المخلوق الصغير الخائف طالبًا الحماية، كيف يمكنك أن تقول لا؟ نحن أقوياء، لذلك نحمي الكائنات الأضعف، التي واجهت نفس الظروف الفظيعة التي واجهناها، لمجرد ظهور الروس على أرضنا". وبحسب الدراسات، تجلب القطط والحيوانات الأخرى الراحة للجنود الأوكرانيين: "البعض يتبناها ويأخذها إلى المنزل، والبعض الآخر يفضل الاحتفاظ بها في الخنادق أو حتى نقلها إلى وحدات أخرى أثناء التناوب". وتخوض القطط المتبناة أيضًا معاركها الخاصة ضد الفئران التي تغزو الخنادق وتمضغ كابلات اتصالات الأقمار الصناعية وأسلاك السيارات وتدمر الإمدادات الغذائية والمعدات العسكرية، وحتى تقضم أصابع الجنود النائمين.(ترجمات)