وكأنّ الطبيعة تغضب من الإنسان في بعض الأحيان، وتقرّر أن تكشف عن ضعفه وعجزه أمام جبروتها، وعندما تقرّر الطبيعة الضرب بقوة لا يمكن لأحد الوقوف في وجهها ومقاومتها، لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، الكل ينحني ويعلن استسلامه. هي الطبيعة التي ترسل من حين لآخر كارثة قد تمحو مدنا ومناطق من الوجود.مؤخرا وفي ظل الغليان الذي تشهده المنطقة في الأيام الماضية ما بين الزلزال المدّمر الذي ضرب المغرب والإعصار الكارثي الذي اجتاح ليبيا، وأمام هول المصيبة والعدد الهائل للضحايا الذين قضوا في الكارثتين، بدأ الناس يستذكرون أكبر الكوارث في العالم، من أكبر عاصفة إلى أكبر إعصار، وصولا إلى أكبر زلزال وأكبر تسونامي.وراح الكل يسأل ما هو أكبر تسونامي في العالم؟ أين وقع؟ وما كانت أضراره؟أكبر تسونامي في العالمدمار هائل في دول عدةيوم 26 ديسمبر 2004، كان العالم على موعد مع أسوأ كارثة طبيعية على الإطلاق.كارثة تمثلت أولا بزلزال عنيف بلغت قوته 9.3 درجات على مقياس ريختر ضرب المحيط الهندي قرب سواحل جزيرة سومطرة أقصى غرب الجزر الإندونيسية الرئيسية. هذا الزلزال العنيف الذي أدى إلى ارتفاع عمودي مفاجئ لقاع البحر لأمتار عدة، وإزاحة كميات هائلة من المياه، خلّف موجات تسونامي مرعبة حصدت أرواح 228 ألف شخص، وخلَّفت دمارا هائلا في دول عدة وتسببت في اهتزاز الكوكب نحو 10 مم.ونتج عن زلزال وتسونامي المحيط الهندي أو "تسونامي يوم الملاكمة" تصدّع على طول الفالق بين صفيحة بورما والصفيحة الهندية.وارتفعت سلسلة موجات التسونامي حتى 30 مترًا بمجرد اتجاهها إلى الداخل، بعد أن نشأت عن النشاط الزلزاليّ تحت الماء قبالة الساحل.فترة تصدّع طويلةوكان هذا الزلزال ثالث أكبر زلزال مسجل على الإطلاق، وأكبر زلزال في القرن 21 وكانت فترة تصدعه أطول فترة ترصد على الإطلاق، إذ تراوحت بين 8 و10 دقائق.وأدت مأساة المتضررين من دول وبشر، إلى استجابة إنسانية عالمية وبلغ مجموع التبرعات أكثر من 14 مليار دولار.وشعر الناس بالزلزال الذي أعقبه تسونامي في بنغلاديش، والهند، وماليزيا، وميانمار، وتايلاند، وسريلانكا والمالديف.وتسببت الفوالق المنبثقة الثانوية في اندفاع أجزاء طويلة وضيقة من قاع البحر إلى السطح في ثوانٍ.واستغرق انتشار تسونامي 5 ساعات للوصول إلى غرب أستراليا، و7 ساعات للوصول إلى شبه الجزيرة العربية، ولم يصل إلى ساحل جنوب إفريقيا إلا بعد 11 ساعة تقريبًا من الزلزال.عدد قتلى قياسيوفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، بلغ عدد الوفيات 227,898 شخصًا من جرّاء هذا الزلزال، أحد أسوأ 10 زلازل في التاريخ المسجل، وأكبر تسونامي في العالم.وفي حينها، أعلنت وزيرة الصحة الإندونيسية أنّ إجمالي الوفيات وصل إلى 220 ألف شخص في إندونيسيا وحدها.وبالإضافة إلى السكان، قُتل أو فُقد ما يصل حتى 9,000 سائح أجنبي كانوا يمضون إجازة في البلد.(المشهد)