في حديثها عبر بودكاست "عندي سؤال" على قناة ومنصة "المشهد"، فتحت الفنانة السعودية لبنى عبد العزيز قلبها للإعلامي محمد قيس، متطرقة إلى العديد من القضايا التي تمس حياتها الشخصية، والفنية، والمجتمعية. تناولت الحوار بتلقائية وشفافية، مسلطة الضوء على رؤيتها للحياة، وتجربتها في الفن، وموقفها من قضايا مثل الزواج، الصداقة بين الجنسين، والأمومة. لبنى عبد العزيز تعبر عن امتنانهافي بداية الحوار، عبّرت لبنى عبد العزيز عن امتنانها للنعم العديدة في حياتها، مشيرة إلى الصحة، ووجود الأهل، والنجاح المهني، وحتى القدرة على الشعور والتعبير عن المشاعر. أكدت أن النعم البسيطة التي لا يدركها الكثيرون، مثل النوم في سرير دافئ، تعد من أعظم العطايا التي يجب تقديرها. وأضافت لبنى أن الوعي بقيمة هذه النعم هو ما يجعل الإنسان يعيش برضا وسعادة حقيقية، فالحياة مليئة بالأشياء الصغيرة التي تمنحنا الفرح إذا ما توقفنا لنقدرها. عندما سُئلت عما تفتقده في حياتها، أشارت إلى غياب الاستقرار النفسي نتيجة ضغوط المهنة والحياة. وأوضحت أن العمل في المجال الفني والإعلامي يتطلب التكيف المستمر مع التغييرات والتحديات، ما يخلق توترًا مستمرًا. كما عبّرت عن حاجتها إلى صديق حميم يعرف تفاصيل حياتها ويشاركها أفراحها وأحزانها. وشرحت هذا بأنها رغم امتلاكها العديد من الأصدقاء، إلا أنها لم تجد الصداقة العميقة التي تتمنى. رأي لبنى عبد العزيز في مهنة التمثيل اعتبرت لبنى عبد العزيز أن العمل في مجال الإعلام والفن يتطلب الظهور الدائم ويؤثر على الاستقرار النفسي. كما أوضحت أن هذا المجال مليء بالمنافسة السريعة، ما يجعله غير مستقر، مشيرة إلى أن النجاح فيه مرتبط بالمواكبة المستمرة للتغيرات. وأكدت أن الفنان قد يواجه ضغوطات كبيرة بسبب التوقعات العالية من الجمهور والوسط الإعلامي، ولذا يتعين عليه تقديم الأفضل دائمًا وإثبات نفسه بشكل مستمر، مما يجعله يعيش تحت ضغط دائم.التمثيل في السعودية بين التحديات والفرص أكدت الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية تشهد نهضة غير مسبوقة في صناعة الترفيه، حيث أصبحت الفرص متاحة بشكل واسع للمواهب المحلية. كما أشارت إلى أن الدولة تدعم الفنانين والممثلين وتستثمر فيهم، مما يجعل هذه المرحلة مثالية للمبدعين السعوديين. وأوضحت أن وجود منصات إنتاج محلية قوية يسهم في تمهيد الطريق لمواهب سعودية جديدة. أكدت لبنى عبد العزيز أيضًا أن المملكة فتحت أبوابها أمام المواهب الشابة وأتاحت لهم فرصًا واسعة للتدريب والتأهيل والمشاركة في الإنتاجات الكبرى. كما نفت الاتهامات بأن السعودية تفرض وجود ممثليها دون الاهتمام بالجودة. وخلال حديثها، شددت لبنى على أن الأعمال السعودية أصبحت تنافس على المستوى العربي والعالمي. وأشارت إلى أن وجود ورش عمل تدريبية، ومهرجانات سينمائية، ودعم حكومي كبير يعزز من قدرات الفنانين، ويمنحهم فرصة حقيقية لتقديم محتوى مميز يليق بمكانة المملكة. تغير نظرة المجتمع للممثلات السعوديات ردًا على تصريح عبد الله السدحان بأن الوسط الفني غير مناسب للفتيات، رفضت لبنى هذا الطرح، مؤكدة أن الوسط الفني السعودي آمن ومحترم ويضم نساء من عائلات عريقة ومحترمة. كما أوضحت أن العمل الفني يخضع لرقابة مشددة تضمن بيئة عمل آمنة ومهنية. وأضافت أن الفنانة السعودية اليوم أثبتت قدرتها على تقديم أدوار هادفة ومؤثرة، مما غيّر الكثير من المفاهيم السلبية تجاه المهنة. تحدثت لبنى عبد العزيز عن قلة الممثلات السعوديات اللواتي حصلن على فرصة للظهور في الإنتاجات العربية الكبرى. ولكن لبنى أعربت عن تفاؤلها بأن هذه الفرصة ستأتي قريبًا، حيث بدأ المنتجون يدركون قيمة العنصر السعودي في الأعمال الدرامية. كما أكدت أن المنافسة في الساحة الفنية تحتاج إلى اجتهاد واستمرارية، وأن الفنانة السعودية قادرة على تحقيق النجاح إذا ما توفرت لها الأدوات المناسبة. وقالت لبنى عبد العزيز إن الأعمال السعودية لم تعد مقتصرة على المشاهد المحلي، بل أصبحت تحقق نجاحًا على المستوى الإقليمي والدولي. وأشارت لبنى عبد العزيز إلى مسلسل "خريف القلب" كمثال على الإنتاجات السعودية التي جذبت جمهورًا عالميًا. وأوضحت أن دعم الدولة للإنتاجات الفنية، ووجود منصات بث رقمية تعرض الأعمال السعودية، يساهم في وصول هذه الأعمال إلى جمهور أوسع، مما يعزز من مكانة الدراما السعودية على الخارطة العالمية. بين الفن والمسرح والتأثير العائلي روت لبنى عبد العزيز كيف بدأت رحلتها في عالم الفن، حيث كانت منذ الطفولة تحب التمثيل وتجمع أطفال الحارة لتمثيل مشاهد أمامهم. كانت تفرض عليهم مشاهدة أدائها مقابل تقديم بعض الهدايا الصغيرة مثل المشروبات أو الحلوى. كما انضمت لفريق المسرح في المدرسة، لكنها لاحظت أن المعلمين كانوا يعطونها دائمًا أدوار الرجال بسبب هيبتها القوية. عندما التحقت بجامعة الملك فيصل لدراسة التغذية، قررت أن تؤسس فرقة مسرحية داخل الجامعة. وقدمت لبنى عبد العزيز أول مسرحية جامعية على المسرح، والتي حققت نجاحًا كبيرًا. لاحقًا، قدمت مسرحية الحج أحمد وزوجاته، حيث لعبت دور الزوجة الثانية. بداية المشوار الإعلامي وظهورها بالحجاب بدأت لبنى عبد العزيز مسيرتها الإعلامية وتقدمت لتجربة أداء دون أي تجهيزات مسبقة، فلم تستخدم المكياج ولم تكن هناك إضاءة خاصة. كان الهدف اختبار قدراتها الفعلية دون أي تجميل. وعندما قدّمت التجربة، أُعجب بها أحد المسؤولين، وأرسل التسجيل مباشرة إلى الرياض. لم تستغرق الموافقة أكثر من 24 ساعة، وكانت النتيجة اختيارها لتقديم برنامج "سواعد ناعمة"، الذي تم تخصيصه ليكون برنامجًا حواريًا يهدف إلى تسليط الضوء على النساء السعوديات الناجحات في مختلف المجالات. ولكن رغم تصويرها لـ 4 حلقات كاملة، لم يُعرض أي منها على الشاشة، وهو ما أثار لديها العديد من التساؤلات، حيث لم تتلقَّ أي توضيح رسمي حول أسباب إيقاف عرض البرنامج. وبعد هذه التجربة التي لم ترَ النور، انتقلت لبنى إلى قناة الشرقية. خلال مسيرتها الإعلامية، أثير الكثير من الجدل حول ظهور لبنى عبد العزيز بالحجاب. أوضحت لبنى أن قرار ارتدائها للحجاب كان امتثالًا لقوانين القنوات الحكومية التي كانت تُلزم المذيعات بارتداء غطاء للرأس عند الظهور على الشاشة. وأكدت أنها تؤمن بأن الحجاب مسألة شخصية للغاية، ولا يمكن أن يكون قرارًا مفروضًا، بل يجب أن ينبع من الداخل وعن قناعة تامة. كما ذكرت أنها قد تفكر في الحجاب كخيار مستقبلي، ولكنها لن تقدم على هذه الخطوة إلا إذا شعرت بأنها مستعدة لذلك على الصعيد الشخصي، وليس بسبب ضغوط اجتماعية أو ظروف معينة. أما عن التمثيل بالحجاب، فأوضحت لبنى أن هناك تناقضًا بين الواقع والدراما، فمثلًا، عندما يتم تصوير مشاهد داخل منزل عائلة سعودية، فإن النساء في العادة لا يرتدين الحجاب داخل بيوتهن، لكن الممثلة المحجبة ستكون مجبرة على ارتدائه طوال الوقت، مما يجعل المشهد أقل واقعية. كما لاحظت أن عدد الممثلات المحجبات في الدراما الخليجية قليل، وأن أدوارهن غالبًا ما تكون محدودة مقارنة بالممثلات غير المحجبات. وقالت إن الممثلة غير المحجبة يمكنها أن تؤدي دور سيدة محجبة كما فعلت الفنانة منى زكي في مسلسل تحت الوصاية، لأنه من المؤكد ستكون هناك مشاهد من الطبيعي أن تظهر فيها الممثلة بشعرها. (المشهد)