أصدرت المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة أحكاماً بحقّ رئيس البرلمان السابق وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. وفي التفاصيل، أصدرت المحكمة يوم الأربعاء، أحكامًا بالسجن على عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والأمنية في القضية المعروفة باسم "إنستالينغو". فماذا في التفاصيل؟ الحكم على راشد الغنوشي حكمت المحكمة على رئيس البرلمان السابق راشد الغنوشي بالسجن لمدة 22 عاماً. وتعود قضية "إنستالينغو" إلى تحقيقات بدأت في سبتمبر 2021، حيث داهمت الشرطة مقر الشركة المتخصصة في الإنتاج الإعلامي والرقمي في محافظة سوسة. ووجهت النيابة العامة للمتهمين عدة اتهامات خطيرة، من بينها غسل الأموال، والتآمر على أمن الدولة، ومحاولة قلب نظام الحكم، والتحريض على الفوضى. وشملت القضية عشرات الأشخاص، بمن فيهم سياسيون وصحفيون ومسؤولون أمنيون سابقون. كما تم توجيه تهم تتعلّق بارتكاب جرائم تهدّد أمن الدولة الداخلي والخارجي، وإثارة الفتنة والتحريض على العنف، إضافة إلى اتهامات تتعلّق بتمويل غير مشروع لأنشطة سياسية وإعلامية. وقد تحدّثت بعض التقارير الإعلامية عن أنّ هذه الاتهامات استندت إلى تقارير أمنية وتحقيقات استمرت لأكثر من عامين. وقد أثارت الأحكام ردود فعل متباينة، حيث اعتبر حزب حركة النهضة أن المحاكمة سياسية وتهدف إلى تصفية الخصوم السياسيين، فيما دافعت السلطات عن الأحكام باعتبارها جزءًا من جهود مكافحة الفساد وحماية أمن الدولة. وفي المقابل، أبدت منظمات حقوقية وصحفية استغرابها من قسوة العقوبات، خصوصاً بحق بعض الصحفيين. وتأتي هذه الأحكام ضمن سلسلة من القضايا التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة، وسط جدل واسع حول استقلالية القضاء ودوافع هذه المحاكمات.(المشهد)