تجنّبت النجمة العالمية شاكيرا الاثنين، محاكمة بتهمة التهرب الضريبي في إسبانيا، إثر اتفاق أبرمته في اللحظة الأخيرة مع النيابة العامة في برشلونة، ينص على تغريمها بأكثر من 7 ملايين يورو.عند وصولها إلى محكمة برشلونة قرابة الساعة 9 صباحًا بتوقيت غرينتش، مرتدية زيًا ورديًا ونظارتَين شمسيّتين، أجابت الفنانة الكولومبية (46 عامًا) بـ"نعم" على رئيس المحكمة الذي سألها، في بداية الجلسة، إذا كانت تقرّ بذنبها وتقبل بالأحكام الصادرة في حقها. وبعد فترة وجيزة من تركها المحكمة من دون الإدلاء بأيّ تصريح للصحافة، حُكم على مغنية "واكا واكا" و"هيبس دونت لاي" بالسجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ، وخُفف الحكم إلى عقوبة مالية وغرامة تزيد عن 7.3 ملايين يورو، بما يعادل 50 % من مبلغ الاحتيال الضريبي، وفق الاتفاق المبرم بين الجانبَين. وبذلك، أفلتت المغنية التي دفعت أيضًا 17.2 مليون يورو لسلطات الضرائب في هذه القضية بهدف تسوية وضعها، من محاكمة طويلة كانت لتتكشف فيها تفاصيل كثيرة عن حياتها في عاصمة إقليم كاتالونيا، حيث عاشت لأعوام مع لاعب كرة القدم السابق جيرارد بيكيه قبل انفصالهما الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة عام 2022. وأكدت المغنية التي تعيش مع طفليها في ميامي منذ انفصالها عن بيكيه في بيان، "كان أمامي خياران: الاستمرار في القتال حتى النهاية، وتعريض راحة بالي وبال طفليّ للخطر والتوقف عن إنتاج الأغنيات والألبومات والجولات"، أو "إغلاق هذا الفصل من حياتي وتركه خلفي". أين عاشت شاكيرا؟اتهم الادعاء شاكيرا بالتهرب عن دفع ضرائب مرتبطة بدخلها وممتلكاتها بإسبانيا في أعوام 2012 و2013 و2014، رغم أنها كانت تعيش، بحسب قوله، أكثر من نصف العام في البلاد، وهو الحدّ الذي يُعتبر الشخص عند بلوغه مقيمًا ضريبيًا في البلاد. وطلب الادعاء الحكم عليها بالسجن 8 سنوات وشهرين وبغرامة مقدارها 23.8 مليون يورو. ونفت النجمة الكولومبية هذه الاتهامات، مؤكدة أنها حتى لو كانت قد بدأت علاقة في العام 2011 مع بيكيه، فإنها استمرت في التنقل حول العالم خلال تلك الأعوام بسبب التزاماتها المهنية. ويقول محامو شاكيرا إنّ المغنية استقرت بشكل دائم في برشلونة فقط نهاية العام 2014، قبل أن تنقل إقامتها الضريبية من جزر بهاماس إلى إسبانيا في عام 2015، قبل ولادة طفلها الثاني مباشرة. وصرّحت المغنية الكولومبية عام 2022 في مقابلة مع مجلة "إيل"، أنّ "سلطات الضرائب رأت أنني على علاقة بمواطن إسباني، ما فتح شهيّتها"، لافتة إلى أنّ الذهاب إلى المحكمة "مسألة مبدأ". إلا أنّ شاكيرا التي ورد اسمها في "أوراق باندورا"، وهو تحقيق صحافيّ واسع نُشر نهاية عام 2021، واتّهم مئات الشخصيات بإخفاء أصول في شركات خارجية، لم تنتهِ بعد من القضاء الإسباني. فقد أطلقت النيابة العامة خلال الصيف الفائت إجراءً منفصّلًا ضدّها بتهمة تهرّب ضريبيّ مفترض آخر في عام 2018، بقيمة تُقدّر بـ6 ملايين يورو. نفقات تصفيف الشعروكان يمكن أن تتحول هذه المحاكمة التي كان مقررًا أن يتمّ فيها الاستماع إلى ما يقرب من 120 شاهدًا، إلى عرض لتفاصيل كثيرة من حياتها داخل المحكمة. في الواقع، من أجل إثبات اتهاماتها، استجوبت سلطات الضرائب الإسبانية جيران شاكيرا، وفحصت حساباتها على الشبكات الاجتماعية، كما دقّقت في نفقاتها بصالونات تصفيف الشعر في برشلونة أو في العيادة التي تمّت متابعتها فيها خلال فترة حملها بين عامَي 2012 و2013، وشرّحت نفقات أقاربها. وكانت شاكيرا، وهي من أبرز النجمات في موسيقى البوب اللاتينية منذ أكثر من عقدين، في دائرة الضوء أخيرًا بسبب انفصالها الصّعب عن بيكيه، وهو ما روته في أغنية ناجحة حملت عنوان "بي زي آر بي ميوزك سيشنز #53" ("Bzrp Music Sessions, Vol. 53"). وحقّق هذا التعاون مع الأرجنتيني بيزاراب نجاحًا عالميًا، إذ فازت شاكيرا الخميس بجائزة غرامي اللاتينية لأغنية عام 2023، بفضل هذه الأغنية التي تشير كلماتها أيضًا إلى "مديونيّتها لدى سلطات الضرائب". إلى جانب شاكيرا، واجهت شخصيات مشكلات عدة مع سلطات الضرائب الإسبانية، بينهم كريستيانو رونالدو وميسي اللذان حُكم عليهما بالسجن لمدة تقلّ عن عامَين من دون أن يُفرض عليهما تمضية العقوبة بسبب خلوّ سجلّهما العدليّ من أيّ ارتكابات سابقة. ودينَ جيرارد بيكيه عام 2016 بتهمة التهرب الضريبيّ وحُكم عليه بدفع أكثر من 2.1 مليون يورو لسلطات الضرائب. (رويترز)