ماذا لو كان لأفكارك تأثير حقيقي على حياتك؟ هذا ما يقترحه عليك قانون الجذب، وهو تيار من التفكير الإيجابي يربط الوعي بالنتيجة. يفترض قانون الجذب الفكري أن كل ما تعتقده سيظهر في حياتك. لذا إذا ركزت على المشاكل، سيكون لديك المزيد منها. أما إذا ركزت على الحلول والأشياء الجيدة في حياتك، فستجد المزيد من الفرص.فما هو قانون الجذب الفكري؟ هل طاقة الجذب حقيقية؟ وما هي خطوات تطبيقه؟ وكيف أعرف أن قانون الجذب قد نجح معي؟ أسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها في التقرير التالي.تعريف قانون الجذب الفكريقانون الجذب الفكري هو أداة وطريقة لرؤية الأشياء في حياتنا بوضوح. يساعدنا على بناء الحياة التي نحلم بها. من خلال التركيز على الجانب الإيجابي. نستعيد من خلاله قوتنا ونؤمن بالأشياء التي نطمح إليها، فنحققها من خلال اختياراتنا وأعمالنا اليومية. ما تفكر فيه وتركز عليه يصبح حقيقة وأنت تجذب إليك ما تركز عليه.قانون الجذب هو الاعتقاد بأن الأفكار الإيجابية يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية. يعتقد الأشخاص الذين يؤمنون بهذه الفلسفة أن الأفكار قوية وأن الأفكار الإيجابية يمكن أن تجذب الأشياء الجيدة إلى حياتنا.وفقا لقانون الجذب فأنت تصنع واقعك الخاص. ما تركز عليه هو ما ترسمه في حياتك. تتضمن بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لدمج قانون الجذب في حياتك ما يلي: الامتنان، تصور الأهداف، التأكيدات الإيجابية اليومية.في حين أن قانون الجذب قد لا يكون حلا فوريا لجميع تحديات الحياة، إلا أنه يساعدك على تعلم تنمية نظرة أكثر تفاؤلاً للحياة. قد يساعدك أيضا على البقاء متحمساً لمواصلة العمل لتحقيق أهدافك.تاريخ قانون الجذب الفكري يعرف معظم الناس قانون الجذب من خلال كتاب أو فيلم "السر"، وبالتالي يعتقد كثيرون أنه ابتكار حديث. لكن هذا ليس صحيحًا. ترجع جذور قانون الجذب إلى الحضارات القديمة والممارسات التعبدية التي كانت تعتمد قانون الجذب وإن لم يكن يطلق عليه هذا المصطلح. نجد مثلا في البوذية مبدأ يشير إلى أن " أفكارنا تجعلنا ما نحن عليه".شكّل القرن التاسع عشر بداية قانون الجذب كتيار فكري. الرحالة والمؤلفة الروسية هيلينا بلافاتسكي اشتهرت بنشر مفاهيم قانون الجذب والتوجيه لتطبيقه في مختلف بلدان العالم. أكدت أن أفكارنا عن أنفسنا وهويتنا هي التي تحدد من نحن وما نحن قادرون عليه. شددت أيضا على قدرتنا على تشكيل واقعنا.بالمثل، يُعتقد أن توماس تروارد الكاتب الإنجليزي، تأثر في مفاهيم قانون الجذب وكان مؤمنا بأفكار السيدة بلافاتسكي. من أشهر مقولاته: "الإيمان بالحد هو الشيء الوحيد الذي يسبب التقييد" و" سر الاستمتاع بالحياة هو التفكير بإيجابية فيها".بعد المنشورات الملهمة لكل من هيلينا بلافاتسكي وتوماس تروارد، بدأ قانون الجذب في الانتشار في أوائل القرن العشرين. وتحديدا عام 1906 مع عالم النفس الأميركي ويليام أتكينسون، الذي دعا من خلال كتاباته ممارسي قانون الجذب على تعزيز قوة إرادتهم وتحسين تركيزهم لجذب الأشياء الجيدة إلى حياتهم.من أشهر مقولاته "يجب على جميع الأشخاص ممارسة قوتهم التصورية، وهذا سوف يتفاعل مع الإدراك ويجعله أكثر واقعية وسيشكل التصور عادة دماغية لتذكر الأشياء بشكل أكثر دقة لتترجم على أرض الواقع".عام 1910 سينشر كتاب "علم الثراء" لمؤلفه الأميركي والاس واتلز، شرح وشجع في هذا الكتاب على تصور ما نريد أن نكون عليه وكيف يمكن لأي شخص أن يصبح ثري من خلال تنميته الذاتية. من أشهر أقواله "قم بكل العمل الذي يمكنك القيام به كل يوم، وقم بكل جزء من العمل بطريقة ناجحة تمامًا، ضع قوة النجاح والغرض من الثراء في كل ما تفعله".يقول واتلز أيضا "بالفكر، الشيء الذي تريده يأتي إليك، عن طريق العمل تحصل عليه".في منتصف القرن العشرين أصبح قانون الجذب أكثر شهرة وتأثيرا. على سبيل المثال، الكاتبة لويز هاي التي لعبت دورا أساسيا في الترويج لفكرة استخدام التأكيدات لدعم أهداف قانون الجذب الخاصة بك. من أشهر مقولاتها "لديك القدرة على التشافي، نعتقد في كثير من الأحيان أننا عاجزون، لكننا لسنا كذلك. نحن دائمًا نمتلك قوة عقولنا.. ادعي قوتك واستخدمها بوعي".في القرن الحادي والعشرين، حول كتاب روندا براين The Secret والفيلم المرتبط به، قانون الجذب من اهتمام متخصص إلى مفهوم يتمتع بشهرة عالمية لدى عامة الناس. يقدم كتاب السر آراء وتعاليم ممارسي قانون الجذب. يخرج القراء والمشاهدون باعتقاد مفاده أنه يمكن لأي شخص استخدام قانون الجذب للوصول إلى ما يريد، وليس من اختصاص خبراء القانون فقط.حقق كل من الفيلم والكتاب نجاحا هائلا. بيع أكثر من 20 مليون نسخة من الكتاب وله تأثير كبير لدى المشاهير. مثلا الممثل الأميركي ويل سميث ينسب فضل تحقيق نجاحاته إلى كتاب قانون الجذب. أوبرا وينفري أيضا روجت لـ "السر" ودعت متابعيها لمشاهدته.خطوات تطبيق قانون الجذب بشكل عام هناك 3 مبادئ رئيسية يستند إليها قانون الجذب الفكري: اسأل عما تريد، اعتقد أنك ستحصل عليه، واعرف كيف تحصل على ما تريد. معرفة ما تريده بالضبط هو أمر أساسي لقانون الجذب. يجب أن تكون واضحا ولديك اليقين أنك ستحصل على ما طلبته لأنك تعمل جاهدا للوصول إليه. إليك بعض الخطوات لتحقيق الحياة التي تتمناها:1- تسخير قوة التفكير الإيجابي:يعتمد قانون الجذب على مبدأ "الكون يخلق ويقدم لك مجموعة من أفكارك"، لذا إن كنت شخصا متفائلا، تفكر بشكل إيجابي، فإن العقل الباطن سيعمل خلف الكواليس لجذب التجارب والأحداث الإيجابية إليك.من جهة أخرى، إذا سمحت لنفسك بالتغلب على حالة ذهنية سيئة يغذيها القلق والخوف، فإن قانون الجذب سيستمر في إخضاعك لتجارب تترجم صراعاتك الداخلية. إنه تأثير الروح على الواقع.2- حدد ما تريد:أول شيء يجب أن تفعله هو كتابة ما تريده بشكل واضح. صف كل تفاصيل هدفك. مثلا إذا كنت تحلم بوظيفة معينة، حدد كل تفاصيلها من مكان العمل وظروف العمل والراتب الذي تطمح إليه، وخطط كيف ستصل إلى هذه الوظيفة. كن محددا ودقيقا في طلبك ووصفك لأمنياتك.3- تصور نجاحك:تخيل ما خططت له بدقه هو تقنية قوية. اقض بضع دقائق من يومك تتخيل أنك تعيش حلمك بكل تفاصيله. لا يهتم عقلك الباطن بما إذا كان ما تتخيله حقيقيا أم لا، فهو يتفاعل مع الموجات التي تنبعث من داخلك.4- ابدأ في العمل لتحقيق حلمك:إذا كنت تقضي يومك على أريكتك لا تفعل شيئًا سوى التخيل، فلن تحقق مشاريعك بطريقة سحرية لمجرد أن الحلم يدور في عقلك وتكتبه في ورقة على مكتبك.5- استخدم قوة التأكيدات:مقاومة الأفكار الإيجابية غالبا ما نصطدم به خلال تفكيرنا في أحلامنا، فمثلا إذا كنت تريد جني المزيد من الأموال، سيخبرك ضميرك أن "المال لا ينمو على الأشجار". هنا يجب أن تجيب ضميرك وتؤمن بالعكس وتقول مثلا "أنا أستحق أن أربح المزيد من المال وأنا لدي القدرة على تحقيق ذلك". إذا غيرت فكرك والكلمات المستخدمة وعيك ونظرتك للحياة ستتغير أيضا.6- اشعر بنجاحك المستقبلي:"تصرف كما لو" هذا التعبير هو أحد الأساليب القوية لإبراز طموحاتك. الفكرة هي أن تتصرف كما لو كنت حققت هدفك بالفعل، بمجرد أن تتصرف وكأنك حققت الحياة التي تريدها، ستتغير عاداتك ومعتقداتك ومواقفك، مما سيجلب بك حياة تتماشى مع رؤيتك.7- ممارسة الامتنان:ركز على ما لديك وكن ممتنا للنعم التي تعيش فيها، لا تتردد كل ليلة قبل الذهاب إلى النوم، في تدوين الأشياء التي تشعر بالسعادة والامتنان لوجودها في حياتك مهما كانت بسيطة، لا يستغرق الامتنان الكثير من الوقت، ولكنه يزيد من فعالية قانون الجذب ويسمح لك بتحقيق أهدافك.إيجابيات قانون الجذب الفكرييعتقد مؤيدو قانون الجذب الفكري أنه يغير حياة الشخص للأفضل وله تأثيرات إيجابية، تتمثل فيما يلي:التأثير الروحي: قد ينتج عن قانون الجذب الفكري تعزيز روحانية الإنسان التي تجعله أقل توترا وتخفض من أعراض الاكتئاب والقلق، بشكل عام يعزز من سلامك الداخلي.حياة أفضل: التركيز على الوصول إلى هدف جديد والاعتقاد بأنه ممكن، يجهز العقل إلى تحمل المزيد من التحديات في الحياة ويجعله منفتحا على ملاحظة المزيد من الفرص والآفاق. يعتمد قانون الجذب أساسا على التفكير الإيجابي وتشير الأبحاث إلى أن نمط التفكير الصحي يجعل الناس يشعرون بسعادة أكبر ويحققون نجاحات أكثر من غيرهم.سلبيات قانون الجذب الفكريعندما يتعلق الأمر بإظهار رغباتك وأفكارك عن طريق ردود فعل إيجابية دائما، فهناك تأثيرات سلبية لذلك، هناك ثقافة نتجت عن الانتشار الواسع لقانون الجذب، تسمى "الإيجابية السامة" وهي الاعتقاد بغض النظر عن مدى صعوبة مواقف الحياة، يجب على الناس الحفاظ على تفكير إيجابي ومشاعر جيدة.هذا من شأنه أن يؤدي إلى قمع عاطفي للمشاعر الحزينة الطبيعية في البشر. الحالات المزاجية السيئة هي واقع ويجب على الشخص أن يعترف بها أولا ثم يكون لديه تفاؤل وأمل في الشفاء منها وتجاوزها. لأننا حين نقمع مشاعرنا الحقيقية قد نتعثر.علامات نجاح قانون الجذبلتعرف ما إذا كان تطبيقك صحيحا لقانون الجذب الفكري فستظهر في حياتك بعض الإشارات، من ضمنها:أقل مقاومة للتغيير: يقال "ما تقاومه يصبح قائمًا". بمعنى أنك تصبح غير مقاوم للتغييرات في حياتك وتؤمن أن التغيير أمر طبيعي وعادي. حين تقاوم التغيير فأنت تخلق المزيد من الأفكار السلبية في وعيك وتجذب المزيد من التجارب السيئة. التغيير يحدث لسبب ما، عادة يجب أن نفكر بأنه خير ونطوعه لخلق تجارب إيجابية. تشعر أنك منفتح وجاهز للتغيير لأنه سيساعدك على التطور.تنام بشكل أفضل: النوم بسهولة يعني أن لديك ضغطا أقل في حياتك. ليس لديك الكثير من الأفكار التي تجعلك مستيقظا في الليل، وقد وجدت السلام في حياتك.تركز في اللحظة: أنت تعلم أن أفكارك تخلق واقعك كل يوم، لذلك تحافظ على انتباهك نحو الوقت الحالي حتى لا تنشغل كثيرًا في الماضي والمستقبل. لا يمكننا جذب ما نريده في الماضي أو المستقبل. لدينا هذه اللحظة فقط ويجب العمل من أجلها.تعرف ماذا تريد: لديك أهداف واضحة، وأنت شخص تعرف ما تريده في الحياة. بسبب هذا اليقين تجذب بسهولة ما تصبو إليه.تشعر بالسعادة: يعمل قانون الجذب بناء على الأفكار والنوايا التي تحددها. إذا كنت تعمل بطاقة إيجابية كل يوم على تحقيق أهدافك فحتما ستشعر بالسعادة لأنك راض على مجهودك وتقدره.الأشياء الجيدة تتحقق: تبدأ في ملاحظة أن الأمور الجيدة في حياتك أكثر من الأمور السيئة.الحدس: إذا أتقنت قانون الجذب الفكري فستلاحظ إحساسا متزايدًا بـ "المعرفة"، التي ترشدك على طول الطريق حتى تصل حلمك بأقل التحديات الممكنة.النجاح المالي: المال يجعل حياتنا أسهل، أليس كذلك؟ إذا كنت تطبق قانون الجذب بشكل صحيح فستلاحظ المزيد من الفرص لجني الأموال.عيش حياتك: أنت تبدأ في عيش حياتك التي لطالما تخيلتها، تبدأ أحلامك ورغباتك في التحقق بمعدل أسرع مما سبق.قانون الجذب الفكري ليس له أساس علمي، لذلك يبدو من الصعب التأكيد على أنه ينجح في كل موقف ولصالح الجميع. على الرغم من أن الافتراض الأولي لهذه النظرية هو أن طاقة الأفكار قوية جدا، إلا أنها تعمل حسب طريقتك أنت. بمعنى أنه لا يكفي التفكير الإيجابي لتحقيق ما تريده، بل عليك أيضا تسخير كل الوسائل الممكنة للحصول عليه والمثابرة من أجله.يمكن أن يكون قانون الجذب محرضا للبعض على الشعور بالذنب في حال لم يتحقق ما يريدونه. قد تكون لأفكارك تأثير على حياتك لكن ليس لديهم القدرة على إصلاح كل شيء. مشكلة قانون الجذب أنه يعمل في كلا الاتجاهين، الإيجابي والسلبي، يمكننا أن نجذب لأنفسنا ما نريد تجنبه، مثلا إذا كنت قلقا من أن تصاب بمرض وتفكر في كيفية تجنبه في كل وقت، فإنك ستشعر بأعراض ذلك المرض.لذا تأكد دائما من التركيز على الأشياء الإيجابية ليعمل قانون الجذب بالطريقة الصحيحة.(المشهد)