توعّد نشطاء مناهضون للسياحة في إسبانيا بإحداث فوضى عارمة في جميع أنحاء البلاد هذا الصيف، مع تصعيد حملتهم ضد المصطافين والسياح عبر إغلاق المواقع السياحية وإحراق السيارات المستأجرة قبل انعقاد القمة الدولية المقررة لمناقشة أساليب الاحتجاج.وأُصيب زوار إيبيزا بخيبة أمل الشهر الماضي بعد إغلاق المعلم الجذاب الشهير إس فيدرا في أحدث مؤشر على تنامي استياء السكان المحليين من السياحة الجماعية.رفض للسياح في إسبانياواكتسبت إس فيدرا شهرتها بحيث بات يتجمع الآلاف في هذه الجزيرة لمشاهدة غروب الشمس خلف الجبال كل مساء. إلا أنها اليوم أصبحت محظورة بعدما أعلن مالكو الأراضي فيها أنهم سئموا من ازدحام الحشود.وباتت هناك لافتة واضحة تحذر الزوار من دخول المنطقة: "ملكية خاصة. الدخول ممنوع".لكنّ إغلاق الطرق والمعالم هذه المرة بدا هادئًا مقارنةً بالعنف والفوضى التي اندلعت في تينيريفي الأسبوع الماضي، حيث أفادت التقارير بأنّ ناشطين غاضبين أحرقوا وحطّموا أسطولًا من السيارات المستأجرة في عملٍ احتجاجيّ صادم.وأظهرت لقطات مُقلقة مُتداولة على الإنترنت مخرّبين مقنّعين يُغرقون حوالي 20 سيارة مستأجرة بسائل قابل للاشتعال قبل إشعال النار فيها في منتجع كوستا أديجي الشهير، وهو وجهة مُفضّلة لدى المصطافين البريطانيين.واستهدف المتظاهرون الغاضبون الزوار العام الماضي، مُحمّلين إياهم مسؤولية ارتفاع الإيجارات وأزمة غلاء المعيشة التي تُجبر السكان المحليين على مغادرة منازلهم. حتى أنّ بعض المُشاركين هدّدوا بتصعيد احتجاجاتهم عبر إغلاق المطارات.وتكتسب الحركة المناهضة للسياحة زخما متزايدا في مختلف أنحاء جنوب أوروبا حيث من المقرر أن تجتمع ما لا يقل عن 15 مجموعة ناشطة من وجهات سياحية مشهورة في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا وغيرها في برشلونة الشهر المقبل لوضع خطة لخطواتها التالية.وتواجه إسبانيا منذ فترة احتجاجات متصاعدة ضد السياحة في الوقت الذي يطالب فيه النشطاء باتخاذ إجراءات لحماية السكان والبيئة.وتكثف الجماعات المناهضة للسياحة في إسبانيا جهودها لتعطيل موسم الصيف، وقد غذّت هذه الاحتجاجات الإحباط المتزايد إزاء ما يعتبره الناس تقاعساً من جانب الحكومة.وفي العام الماضي، اندلعت الاحتجاجات مع خروج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع، مطالبين بوضع حد للسياحة غير الخاضعة للرقابة.ويزعم الناشطون أن نموذج السياحة الحالي يلحق الضرر بالبيئة ويستنزف الموارد الحيوية مثل المياه. ويزعم السكان المحليون أيضًا أن أسعار العقارات ارتفعت بسبب تحويل المستثمرين المنازل إلى أماكن للإيجار لقضاء العطلات، وكذلك أسعار السلع والمنتجات.وطوال عام 2024، استهدفت الاحتجاجات بعض الوجهات الأكثر زيارة في إسبانيا، بما في ذلك جزر البليار وجزر الكناري.(ترجمات)