يُشكّل سور الأردن العظيم، المعروف أيضًا باسم "خط شبيب"، اكتشافًا أثريًا هامًا يزخر بحكايات وأسرار عدة تعكس عبق الحضارات القديمة التي تعاقبت على المملكة. يمتدّ هذا السور الضخم، بِطولٍ يُقارب 150 كلم عبر تضاريس متنوعة، بدءا من منطقة الحسا في محافظة الطفيلة جنوبًا، مرورًا بِوادي رم، وصولًا إلى منطقة رأس النقب في أقصى جنوب المملكة، فما هو سور الأردن العظيم؟ويُعدّ سور الأردن العظيم ثاني أطول سور في العالم بعد سور الصين العظيم، ممّا يجعله معلمًا أثريًا فريدًا من نوعه. ولعلّ أكثر ما يميز هذا السور هو قدمه، حيث يعود تاريخ بنائه إلى العصر النبطي، أي ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي، ممّا يجعله أقدم أسوار العالم من فئة الأسوار الطويلة التي يزيد طولها على 100 كلم.ما هو سور الأردن العظيم؟ سور الأردن العظيم عبارة عن سلسلة حجرية تمتد لمسافة 150 كلم تقريبًا. لم تحدّد الدراسات الأثرية التاريخ الدقيق لبناء السور، ولكن من المرجح وفقًا للمعطيات أنه قد شُيّد على مراحل زمنية مختلفة، وأنّ أقدمها تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، خلال العصر الحديدي أو العصر النبطي، بينما أُضيفت إليه تحصينات وتوسيعات لاحقة في العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية. ويُعتقد أنّ الهدف من بناء هذا السور كان حماية مملكة الأنباط من الغارات الخارجية، بالإضافة إلى كونه طريقًا تجاريًا هامًا ربط شمال الجزيرة العربية بجنوبها.أهمية سور الأردن العظيم يُعدّ سور الأردن العظيم اكتشافًا أثريًا هامًا ذا قيمة تاريخية وسياحية كبيرة؛ فهو يُتيح لنا فرصة استكشاف حضارة الأنباط العريقة وفهم أنماط حياتهم وأساليبهم الهندسية. وقد أطلق خبراء الآثار والأكاديميون حملات تثقيفية عن السور من أجل إدخاله ضمن المسارات السياحية الهامة في الأردن من أجل تطوير المنطقة لتصبح قادرة على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ممّا يُساهم في تنشيط السياحة في الأردن. (المشهد)