في لقاء مع الإعلامي محمد قيس عبر بودكاست عندي سؤال على قناة "المشهد"، تحدثت النجمة كارول سماحة عن مسيرتها الفنية الطويلة والمليئة بالنجاحات والتحديات. وحيث كشفت عن أهم محطاتها الفنية خلال مسيرتها.المسرح والأصدقاء كمصدر دعم نفسي عندما سألها محمد قيس عن المكان الذي تفرّغ فيه طاقتها ومشاعرها، قالت كارول إن المسرح كان دائمًا مساحة لتفريغ مشاعرها، حيث تشعر بأنها تستطيع التعبير عن نفسها بالكامل على خشبة المسرح. كما أشارت إلى أن الأصدقاء المقربين كانوا مصدر دعم كبير لها خلال الأوقات الصعبة. وأضافت كارول "أنا محظوظة بأصدقائي. وقفوا جنبي وقت مرض زوجي، وكانوا سند لي في أصعب الأوقات".انتقل الحوار إلى الحديث عن الشهرة وتأثير السوشيال ميديا على النجومية. قالت كارول إنّ الشهرة لم تعد كما كانت في السابق، حيث أصبحت الأضواء متاحة لأي شخص على منصات التواصل الاجتماعي، حتى لو كان لا يملك الموهبة أو الكاريزما. وتابعت "صار في ناس بيطلعوا على السوشيال ميديا، ما عندهم موهبة ولا كاريزما، ومع ذلك بياخدوا الأضواء". ورأت كارول أن الفنان يشبه الذهب، قد ينخفض وهجه في بعض الأوقات، لكنه يبقى ذهبًا في النهاية. وأضافت أن الشهرة أصبحت مثل البورصة، ترتفع وتنخفض، لكن القيمة الحقيقية للفنان تظهر مع الزمن.تحديات العصر الرقمي في الموسيقى ناقشت كارول تحديات الفن في عصر السرعة، مشيرة إلى أن الأغاني أصبحت أقصر بسبب طلبات منصات الموسيقى مثل "سبوتيفاي" و"أنغامي". وقالت إن هذا التحوّل أثّر على القيمة الفنية للأعمال الموسيقية، حيث أصبحت الأغاني تفتقر إلى المقدمة الموسيقية الطويلة التي كانت تتميز بها الأغاني الكلاسيكية. وأعربت كارول عن قلقها من أن الأغاني الكلاسيكية باتت أقل حضورًا في حياتنا اليومية، مشيرة إلى أن الأجيال الجديدة قد لا تتعرف على رموز الفن العربي مثل فيروز وأم كلثوم، لأنهم لم يعودوا يسمعونهم بنفس التكرار الذي كان يحدث في الماضي. وأكدت كارول أن الأغاني الجيدة لا تموت، لكنها تحتاج أحيانًا إلى ظروف مناسبة لتعود وتحقق انتشارًا جديدًا.الفنان الراحل محمد رحيم وتأثيره في الساحة الفنية في جزء مؤثر من الحوار، تحدثت كارول عن صديقها الملحن الراحل محمد رحيم، مشيرة إلى أنه كان شخصية محبوبة للغاية في الوسط الفني. ووصفت كيف كان يُبارك للمنافسين على نجاحاتهم، حتى إن كانوا يعملون معه في نفس الألبوم، وهو تصرف نادر في الوسط الفني. "لا يمكنك العثور على شخص بهذه الروح النبيلة"، قالت كارول، مضيفة أنها تأثرت بوفاته بشكل عميق. مشيرة إلى أنها بكت كثيرًا على رحيله، لأنه كان يتمتع بصفات نادرة من التواضع والمحبّة. اعتبرت كارول أن محمد رحيم قاد موجة جديدة في الأغنية المصرية والعربية المعاصرة بعد أسماء لامعة مثل صلاح الشرنوبي وحميد الشاعري. وأشارت إلى أغنية مشتركة بينهما، عملا عليها 4 ساعات متواصلة في الاستوديو، وتعتبرها واحدة من أجمل الأغاني التي تعاونت فيها معه. وأضافت أنها تحضر لعمل موسيقي جديد كـ"تحية" لذكراه. علاقة خاصة مع مروان خوري.. ما سبب الخلاف؟ استرجعت كارول تعاونها الأول مع مروان خوري، الذي كان وقتها غير معروف، حيث ساهمت في انطلاقته كما ساهم هو في شهرتها. أولى الأغاني التي جمعتهما حققت انتشارًا عربيًا واسعًا وأثبتت نفسها في الساحة الفنية، مؤكدةً أن نجاحهما كان متبادلاً. وصفت هذه المرحلة بأنها كانت مليئة بالإبداع المشترك الذي عزز مكانتهما الفنية معاً. رغم العلاقة المتينة التي جمعت كارول بمروان، تحدثت عن وجود جفاء بينهما في الفترة الأخيرة. أشارت إلى وقوع موقف لم يعجبها ولم تتردد في التعبير عن استيائها. ورغم محاولات مروان لتصحيح الأمر، شعرت كارول بعدم وجود النية الصادقة للإصلاح. لافتا إلى أنها ليست من النوع الذي ينشر خلافاته على الملأ، مشيرة إلى أن الكرامة تأتي أولاً بالنسبة لها، وأنها ترفض المساومة أو التنازل. الحظ والنجاح في مسيرة كارول سماحة كارول أكدت أن الحظ ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج ظروف ملائمة تدعم المجهود المبذول. وأشارت إلى أن نجاحها في بداية مسيرتها جاء في الوقت المناسب، عندما كان هناك فراغ في الساحة الفنية اللبنانية. ذكرت أن انطلاقتها مع أغنية "صباح الألف الثالث" كانت خطوة مهمة في مسيرتها، حيث قدمت لونًا غنائيًا جديدًا في ذلك الوقت. أوضحت كارول أن توقيت قراراتها كان دائمًا عاملًا حاسمًا في نجاحها. مثلًا، عندما قررت الانتقال من المسرح الرحباني إلى الغناء الفردي، كان ذلك في الوقت المناسب، رغم التحديات التي واجهتها. وأضافت: "كنت خائفة من تسليم مسيرتي لشركة إدارة أعمال، وفضلت أن أتعلم وأفهم سوق الموسيقى بنفسي". التحديات في المسرح الغنائي تحدثت كارول عن تجربتها في المسرح الغنائي، وخصوصًا دورها في مسرحية "زنوبيا". أشارت إلى أن هذا الدور كان محطة مهمة في مسيرتها، حيث قدمت بطولة مطلقة تحت إدارة الراحل منصور الرحباني. رغم النجاحات، أكدت أنها واجهت بعض الإحباطات، خاصة عندما شعرت بأنها لم تحصل على ما تستحقه من دعم. وأوضحت أنها قررت الانفصال عن المسرح الغنائي والتركيز على مسيرتها الغنائية. كان إصدار ألبوم "حلم" خطوة انتقامية إيجابية بالنسبة لها، حيث عملت على إنتاجه بنفسها وحقق نجاحًا كبيرًا. تعدد المواهب وتأثيره على المسيرةتطرقت كارول إلى تعدد مواهبها، حيث قالت إنها تمثل، تغني، وترقص. ورغم أن هذا التعدد يمكن أن يكون ميزة، إلا أنه كان متعبًا لها، إذ لم تجد في العالم العربي من يستطيع استيعاب فنان متعدد المواهب. أضافت "في الغرب، هناك قبول لفكرة الفنان الشامل، بينما هنا يُعتبر الأمر ضياعًا". كارول أكدت أنها تعرفت على نقاط قوتها وضعفها مع مرور الوقت، وتعلمت من أخطائها. وأشارت إلى أنها أحيانًا لم تكن ترى الصورة الكاملة إلا بعد مرور فترة من الزمن، حيث قالت: "عندما تأخذ مسافة من الحدث، ترى الأمور بشكل أوضح وتتعلم من أخطائك". رؤيتها للفن في العالم العربي وعن رؤيتها للفن في العالم العربي، أكدت كارول أن الساحة الفنية اليوم تواجه تحديات كبيرة، خصوصًا مع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ترى كارول أن هذا التطور يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين، إذ أنه يسهم في انتشار الأعمال الفنية بسرعة، لكنه في الوقت نفسه يقلل من أهمية العمل الجاد والموهبة الحقيقية. "نعيش اليوم في عصر السرعة، حيث أصبح الوصول إلى الجمهور أسهل بكثير مما كان عليه في الماضي. لكنني أؤمن بأن الجمهور العربي ما زال يقدر الفن الحقيقي والموهبة الصادقة. لهذا، أحرص على تقديم أعمال ذات جودة عالية ومضمون يحمل رسالة مهمة." هكذا عبرت كارول عن إيمانها بأن الفن الحقيقي لا يمكن أن يُختزل في عدد المشاهدات أو الإعجابات على المنصات الرقمية. تطرقت كارول خلال اللقاء إلى دور الموسيقى في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية. أكدت أن الفن يجب أن يكون مرآة تعكس هموم المجتمع وقضاياه، وأنها تسعى دائمًا إلى تقديم أغنيات تحمل رسائل هادفة. "أنا مؤمنة بأن الموسيقى يمكن أن تغير العالم. قد تكون أغنية واحدة كفيلة بإحداث فرق في حياة إنسان أو تسليط الضوء على قضية معينة. لذلك، أحرص دائمًا على اختيار الكلمات والألحان التي تلامس وجدان الناس وتثير فيهم مشاعر إيجابية." هكذا وصفت كارول إيمانها بقدرة الموسيقى على إحداث التغيير. (المشهد)