في لقاء حصري مع الإعلامي محمد قيس ضمن بودكاست عندي سؤال على قناة "المشهد" تحدث الفنان السوري دريد لحام عن مسيرته الفنية وآرائه الشخصية. تناول الحوار جوانب متعددة من حياته المهنية والشخصية، بما في ذلك رؤيته للمشهد الفني الحالي وتطلعاته المستقبلية، وآرائه السياسية، علمًا بأن الحلقة قد صًورت قبل سقوط نظام الأسد في سوريا.استذكر دريد لحام تجربته مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عندما كان نقيبًا للفنانين. أشار إلى موقف طريف يُظهر كيف كان الأسد مدركًا لأهمية سماع الحقيقة مباشرة من مصدرها، بعيدًا عن تقارير الجهات الرسمية، وقال إن حافظ الأسد قال له: "احكي لي شو عم بيصير، لأن الكرسي ما بيسمع".وعند سؤاله عن حرصه على حضور حافظ الأسد للعروض الافتتاحية لمسرحياته، قال دريد لحام إنه كان يفعل ذلك لضمان عدم تعرضهم للحبس، فالرئيس بذاته قد حضر العرض وأبدى إعجابه، وهو ما شكل حماية ضمنية للفنانين المشاركين.روى موقفًا آخر يُظهر ذكاء الأسد في التعامل مع المواقف اليومية أثناء عرض مسرحية "كاسك يا وطن"، حيث كان يستدعي الوزراء الحاضرين مباشرة لحل مشكلات يلاحظها في العمل، فحينما كان المشهد المعروض يناقش قضية الكهرباء، كان الأسد يلتفت إلى وزير الكهرباء ويشير إليه بأن تلك الرسالة موجهة له، وكذلك عندما يتعلق المشهد بإحدى قضايا التموين، كان يلتفت إلى وزير التموين ويشير إليه.في ذلك الزمن، كان الفن والمسرح يحملان رسالة مباشرة أو ضمنية، وكان الأسد حريصًا على ألا يتحول المسرح إلى مساحة للصدام مع السلطة. ولكنه يتذكر أن رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد قال من قبل: "دريد لحام بده قطع لسان"، وذلك بسبب مواقفه السياسية في مسرحياته.وقال إن رفعت الأسد قد حضر إحدى المسرحيات، وأهداه كلاشينكوف، وبعد غلق الستار، قال أحد زملاء دريد لحام إن السلاح غير مؤمن، أي بإمكانه إطلاق النار فور الضغط عليه، وهو ما كان سيترتب عليه مجزرة حقيقية في حال وضع لحام إصبعه على الإطلاق.لم تخلُ رحلة دريد لحام الفنية من صدامات مع الرقابة، التي وصفها بالخائفة والمترددة والجبانة، فهم يرفضون أفضل من السماح والوقوع في متاعب. أشار إلى حادثة شهيرة من مسلسل "عودة غوار"، حيث رفض أحد مشاهد العمل بسبب أن الحمار – الذي كان في المشهد فيلسوفًا رمزيًا – ينتقد الحصان، بحجة أن ذلك قد يثير حساسية لأن باسل الأسد، ابن الرئيس، كان محبًا للخيل. هذا الحادثة تلخص العلاقة المعقدة بين الفن والرقابة في بيئات مشبعة بالحساسية السياسية، حيث تميل الرقابة غالبًا إلى الرفض لتجنب أي جدل أو مساءلة.رأي دريد لحام في الحراك السوري بعد 2011 في الحوار الذي دار بين محمد قيس ودريد لحام، تم التطرق إلى عدة قضايا هامة تتعلق بالأحداث التي مرت بها سوريا بعد عام 2011. رأى دريد لحام تأثير تلك الأحداث على المجتمع السوري، وكيف أن الحراك الشعبي الذي بدأ في ذلك العام قد انقسم بين وجهات نظر مختلفة. فهناك من اعتبر ما جرى ثورة، بينما رأى آخرون أنه مؤامرة. هذا الانقسام كان له تأثير عميق على وحدة السوريين، الذين لم يعد بإمكانهم الاتفاق على تسمية ما حدث.ثم تحدث لحام عن كم السلاح الذي دخل إلى سوريا في تلك الفترة، مشيرًا إلى أنه فاجأه وجود كميات ضخمة من الأسلحة، بما فيها المدفعية الثقيلة. وعبر عن دهشته من كيفية وصول هذه الأسلحة إلى داخل البلاد عبر المعابر الحدودية، التي كانت تُستخدم لتهريب مواد أخرى مثل المازوت.وقال إنه كان قد طرح هذا الموضوع أمام الرئيس المخلوع بشار الأسد، لكنه لم يتلقَ إجابة واضحة. وذكر أيضًا حادثة وقعت خلال زيارة له إلى جنوب لبنان حيث اكتشف كيف يتم تهريب المازوت السوري إلى لبنان بأسعار أرخص، مما يعكس فسادًا مستشريًا يساعد في دخول الأسلحة.تطرق محمد قيس إلى مفهوم الحريات، حيث تحدث عن أهمية القضاء على الفساد الاجتماعي والاقتصادي. وقال إن الحريات لا تمنح بسهولة، بل يجب على المواطن أن ينتزعها على حد قول لحام.(المشهد)