مع زيادة الإقبال على صابون حليب الحمير، تضاعف الأتن في مزرعة جنوبي العاصمة عمّان جهودها لإدرار الحليب، بغية نقله إلى مصنع ينتج صابونا يعتبره كثيرون سرا من أسرار نضارة البشرة، ويسعى مؤسسوه إلى الانتقال بالحمير من دورها التقليدي إلى آخر يتماشى مع متطلبات السوق.وطورت أسرة أردنية آلية الاستفادة من حليب الأتان أو أنثى الحمار، وصنعت منه مستحضرات تجميل بهدف الاستفادة من مركبات هامة فيه يعتقد أنها تحمي البشرة وتعزز مناعتها، ما أعاد الحمير إلى الخدمة بعد سنوات من خروجها بفعل التطورات الزراعية. ويدخل الحليب بعد جمعه إلى مختبر المصنع، ويمزج مع خليط خاص من الزيوت وزبدة الشيا، ويكفي لتر الحليب الواحد لصناعة 30 قطعة من الصابون. ويحصل المزارع على نحو لتر واحد يوميا من كل أتان بينما يذهب الباقي لصغيرها "الجحش" إلى حين فطامه في عمر ستة أشهر، بحسب ما يؤكد الشريك المؤسس في مزرعة ومصنع صابون الأتان عماد العطيات. ويواجه المزارعون ندرة في الأتان رفعت من سعره في الأعوام الأخيرة بعد ارتفاع الطلب عليها وشح المعروض. وبدأ مؤسسو المشروع رحلتهم مع صناعة صابون الأتان بتوزيع عينات مجانية ينتجونها في المنزل، وعندما لاقت الفكرة استحسان المهتمين، قرروا شراء الأتن، وتأسيس خطوط الإنتاج. وراودت فكرة المشروع للمرة الأولى مؤسسته سلمى الزعبي، التي تحمل باعا طويلا من الخبرة في صناعة الصابون المنزلي، وقررت الاستفادة من خبراتها المتراكمة في صناعة صابون الأتان بأجود طريقة ممكن وباستحداث مزرعة خاصة للأتان لفتح باب إنتاج حليب خاص للمصنع بعيدا عن الاعتماد على الحليب في المزارع الأخرى. ويعتبر حليب الأتان من أغلى أنواع الحليب في العالم لندرته ومكوناته الفريدة. (الأردن - المشهد)