على مرّ السنوات، أدت دراسات عدة إلى نتائج تؤكد أن الحيوانات يمكنها التواصل فيما بينها، وأن هناك أنواعا منها تملك لغة صوتية خاصة بها وحركات جسم تساعدها في التحدث مع بعضها البعض.ومؤخرا حقق العلماء عدداً من الاكتشافات المثيرة في مجال التواصل عند بعض أصناف الحيوانات مع باقي أفراد قطعانها، بفضل الذكاء الاصطناعي.وتوصّلت الدراسات إلى أنّ الدلافين مثلا ينادي بعضها بعضاً بالأسماء، وأنّ أمهات الخفافيش تتحدث إلى صغارها وتُعلِّمها أو تؤنِّبها كما تفعل الأم البشرية، كما أنَّ نحل العسل يستخدم حركات الجسم وأصواتاً للتواصل.واتّجه العلماء إلى الذكاء الاصطناعي وكان عليهم فقط تزويده بكمّيّات جيّدة من البيانات للحصول على تحليل أشمل لسلوك الحيوانات.ومن المتوقّع أن تشهد السنوات المقبلة إطلاق المزيد من المشاريع، التي يمكن أن تُحدث صدىً كبيراً في مجال فهم قدرات التواصل لدى الحيوانات. "كائنات الأرض"ويعدّ مشروع "كائنات الأرض" (Earth Species Project) المعروف اختصاراً بـ (ESP)، أحد أبرز تلك المشاريع، وهي مجموعة غير ربحية يقع مقرها في كاليفورنيا تأسست عام 2017، وتهدف إلى فكّ تشفير الاتصالات غير البشرية، باستخدام شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي يسمى التعلم الآلي. وتهدف المجموعة التي تضمّ عدداً كبيراً من العلماء والباحثين إلى إنشاء خوارزميات مختصّة قادرة على ترجمة كلام الحيوانات، إذ جمَع العلماء البيانات من مصادر عدّة، كالكاميرات المثبتة على أجساد الحيوانات، أو المزروعة في الحظائر والغابات وعلى ضفاف الأنهار، إضافة إلى طائرات الدرون وأنظمة الإنترنت. وبعد ذلك خزَّنوا البيانات في خوادم الحواسيب، لتقوم الخوارزميات بإيجاد تفسيرات للأصوات المسموعة عبر ربطها مع سلوك الحيوانات أو ردَّات فعلها، ولتقديم ترجمة منطقية للأصوات التي تُطلِقها الحيوانات. وبدورها أنشأت الخوارزميات أصواتاً حيوانية أو حشريّة مقَلَّدةً تحمل أمراً معيناً، ويُطلق الصوت في حضور المخلوقات المدروسة لمراقبة ردود أفعالها وما تثيره فيها من مشاعر. وجرى تجريب هذه التقنية على نحل العسل، إذ توصّل الباحثون إلى أنّ النحل يُطلق إشارات لها دلالات واضحة من قبيل: "توقف" أو "تحرك" أو "احترس"، فضلاً عن إشارات أخرى أكثر تعقيداً تعبّر عن"الاستجداء" و"الاستغاثة" وتوجيه أوامر جماعية. وبعد اختبار 7 أو 8 نماذج أولية من الترجمات اللغوية للنّحل، صُنعت نحلةٌ روبوتية يمكنها الدخول إلى خليّة النحل وتوجيه أوامر (أصوات) يستجيب لها أفراد نحل الخلية. وبحسب الباحثين استطاعت النحلة الروبوتية إعطاء أوامر بالتوقف أو التحرك ونفَّذت بعض أساليب التخاطب المعقّدة لدى النحل، مثل الرقصة الدائرية التي يقوم بها النحل عادةً لإرشاد باقي أفراد الخلية إلى أماكن الرحيق.وإضافة إلى ما سبق، هنالك أيضاً مشاريع كثيرة واعدة تتعلّق بترجمة كلام الحيتان والفيلة، وغيرها من الحيوانات.(ترجمات)