"الصعاليك".. مصطلح تاريخي ما زال البعض يستخدمه في أيامنا هذه، في سياق أحاديث إيجابية وحتى سلبية للدلالة على فئة معينة من المجتمع، من دون الاطلاع بشكل دقيق على أصل ومعنى هذه الكلمة منذ ظهورها.
من هم الصعاليك؟ ولماذا يطلق البعض هذه التسمية على مجموعات مختلفة من الناس وما هو القصد منها؟
من هم الصعاليك؟
في الحقيقة، يعود مصطلح صعاليك إلى حقبة ما قبل الإسلام، وهي كلمة تدل على الفقراء الذي كانوا يعيشون في قبائل قبل أن يقرروا التمرد على واقعهم والانشقاق عن جماعاتهم بهدف البحث عن وسائل تغنيهم وتساعدهم في جني الأموال.
يقسّم الصعاليك إلى فئات:
- هناك فئة الخلعاء الذين خالفوا أعراف قبائلهم فتم طردهم أو خلعهم.
- فئة السّود وهم أبناء القبائل الذين لم يعترف بهم آبائهم فتم نبذهم.
- فئة الملتحقين بالصعاليك أي من اختاروا سلوك طريق الصعلكة والتمرد لإثبات أنفسهم من خلال بطولات فردية.
ما يجمع الصعاليك هو أنهم كلهم فقراء وينتمون إلى مجموعات من الشعراء والفرسان. هم قرروا التمرد على قيم ومبادئ مجتماعتهم للبحث عن سبل تغنيهم كانت في معظم الأحيان باستخدام القوة على الأغنياء وأصحاب المال والنفوذ للثأر منهم وأخذ ما يملكون.
وليس كل فقير صعلوك حتى وإن كان المعنى اللغوي للكلمة يعني ذلك. فما يميز الصعاليك هو طريقة خروجهم من الفقر بشكل جعلهم يتصادمون مع المجتمعات.
التمرد هي صفتهم الأساسية الأولى التي قادتهم للحصول على المال عن طريق السيف أي بالقوة.
فرضوا أنفسهم في المشهد القديم منذ الجاهلية بغض النظر عن الأفكار التي كانوا يؤمنون بها.
وفي أشعارهم، يعرف الصعاليك عن أنفسهم بأنهم يشتركون بالفقر مع باقي الفقراء لكنهم أقوياء ومجتهدون وشجعان أكثر منهم، لا ينصاعون لأوامر الأغنياء بل يثأرون منهم.
لا يأكلون كثيرا ولا ينامون نوما طويلا. هدفهم تغيير نظرة العالم لهذه الفئة المهمشة، ومساعدة الفقراء وإعانتهم وزرع القلق في نفوس أعدائهم.
بالمختصر، يعتبر الصعلوك شخصا يعيش في الفقر إلى أن يقرر التغلب على ظروفه الاجتماعية والاقتصادية ليتساوى مع سائر أفراد المجتمع ولكن ليس بالطرق المتعارف عليها بالعمل والتعاون، بل بالصدام والصراع، ما يخيف أعداءه.
هدفه رفع الظلم عن المظلومين وإحداث نوع من المساواة بقوانين خاصة به.
وحتى اليوم، من يستخدم كلمة صعلوك لوصف أحدهم، قد يعني بها القول إنه فقير ومنبوذ من المجتمع وخارج عن القانون والقيم والمبادى، وقد يعني بها أيضا وصفه بالمتمرد والثائر على مجتمعه والظروف المفروضة عليه.
(المشهد)