وصل مسلسل بالدم إلى منتصف حلقاته، قاطعًا الشوط الأوّل من رحلته من دون تسجيل أخطاء. حبكة القصة تنسجم بشكل مميّز مع الإخراج المبهر، أمّا الأداء الاستثنائي للممثلين فعَكَس الجهد الكبير الذي قدمه فريق العمل ممّا جعل المسلسل يستحق كل هذا النجاح والاهتمام.نساء المسلسل قصصهنّ تشبهنا الأدوار النسائية في مسلسل بالدم تنبض بالحياة. قصصهنّ تُشبه قصصنا، تلامس قلوبنا، تتنوع بين الأمل والألم، القوة والضعف. فنجد المرأة المظلومة، والمرأة الحنونة والمضحية. هناك أيضًا المرأة العاقر والمرأة التي تعرضت للخيانة، كما نجد المرأة المكافحة القوية المحنّكة الناجحة، والمرأة العاشقة والحالمة. في المقابل، نرى المرأة الضعيفة، والحماة القاسية، والمرأة الشريرة التي تلعب على وتر الأذى والمكر، والمرأة الكاذبة، والمراهقة المتعبة، وصاحبة الكاباريه. كما نجد الحامل من دون زواج، التي سلّط المسلسل الضوء عليها، وعن التحديات الصعبة التي تواجهها في المجتمع وعن استغلال الناس لها. اللافت أنّ المشاهد يلمس أحيانًا غالبية الصفات في امرأة واحدة، فتكرهها أحيانًا، وتتعاطف معها أحيانًا أخرى. كل هذه الشخصيات موجودة في قصة واحدة، فترى كلّ النساء في العمل بطلات، بخيرهنّ وشرّهنّ، لتصل إلى النتيجة الأساس وهي العائلة بكل ما تحمله من روابط معقدة ومؤثرة.هذه الشخصيات النسائية تُظهر التنوع الحقيقي في الحياة وتجسد تجارب كل امرأة في المجتمع، مما يجعل المسلسل أكثر واقعيّة وقربًا لقبول المشاهدين.العشق لا يعرف العمر.. ورجال يعكسون عمق المشاعر اللافت في المسلسل أنّه كسر الصورة النمطية للحب والعشق ولم يحصرها بعمر الشباب. فسلّط الضوء على قصة عشق بين شخصين متقدمين في السن، "جانيت" و"روميو"، في رسالة قوية تؤكّد أنّ العواطف والمشاعر يمكن أن تزدهر في أي مرحلة من الحياة، ومشاعر الغيرة على الحبيب أو الحبيبة، لا تتوقف أبدًا مهما تقدمنا في العمر.للرجل في المسلسل، صورة غير تقليدية، حيث لا يخجل في إظهار دموعه وتأثره العميق وأحاسيسه.هو ليس شخصية جامدة من دون مشاعر، بل هو كائن إنساني يحق له التعبير عن مشاعره مثل أي شخص آخر، يبكي، يتأثّر، يتقهقر لإنجاب طفل، هو عاشق يسعى جاهدًا لإرضاء زوجته.الممثلون لم يمثّلوا المتابعون والنقاد أثنوا على أداء الممثلات والممثّلين المتميّز. بالفعل كانت أدوارهم بطولية بكل ما للكلمة من معنى. لم يعتمد المسلسل على بطولة أحادية، بل اعتمد التناغم الجماعي الرائع. فحتى أصغر المساحات زادت عمقًا استثنائيًا إلى العمل.المشاعر كانت فعلاً صادقة، والأداء خلا من التصنع أو المبالغة، فكل مشهد كان ينبض بالواقعية والبساطة، والسلاسة. انتقادات على الرغم من النجاح طالت المسلسل بعض الانتقادات، بدايةً مع الحديث عن أنّ العمل "مسروق" من قصة امرأة حقيقية تدعى غريتا الزغبي حيث كانت هي الأخرى تبحث عن والديها الحقيقييْن بعدما تم استبدالها في المشفى عند ولادتها. ثم تبعتها انتقادات من الجمهور بسبب تعدد القضايا والمواضيع الاجتماعية التي يتناولها المسلسل، مما جعل المشاهد يشعر أحيانًا بالتشتت والضياع وسط هذا الكم من المواضيع المتنوعة والشخصيات والأحداث، في ظلّ البطئ الذي تشهده القصة الأساسية وهي إيجاد والدَيْ "غالية" البيولوجيين. إضافةً إلى أنّ الحزن والقهر والمشاكل والشقاء تسيطر على غالبية المشاهد في المسلسل، فلا توجد حتّى الساعة فسحة أمل أو لحظة فرح وسط هذه الضبابية والسوداوية، فتنتهي الحلقة تاركةً المشاهد في لحظات سلبية حيث بدوره يسيطر التأثّر والحزن عليه.أخيرًا، يمكن القول إن هذا العمل الذي وصل إلى منتصف حلقاته، استطاع أن يثبت نفسه كعمل فنيّ متكامل ومتميّز على الرغم من بعض السلبيات التي تكاد لا تُذكر. وما التعليقات الإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى حلول المسلسل في المراتب الأولى من حيث المشاهدات، إلاّ دليلاً قاطعًا على نجاح العمل وتفوّقه. للمزيد : - افضل المسلسلات اللبنانية .(المشهد)