تحل ذكرى وفاة السلطان قابوس اليوم 10 يناير، حيث يتذكر العُمانيون السلطان الراحل الذي أطلقوا عليه لقب سلطان القلوب، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2020. وكان السلطان قابوس هو السلطان التاسع لسلطنة عُمان، والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد، حيث كان يحصل حاكم عُمان على لقب إمام قبل إطلاق لقب السلطان عليه. ذكرى وفاة السلطان قابوس اليوم لم يكن للسلطان قابوس وريث من نسله لخلافته في حكم سلطنة عُمان، وبعد وفاته في يوم 10 يناير 2020 انعقد مجلس العائلة الحاكمة لاختيار سلطان جديد لعُمان وفقًا للدستور. وأعلن مجلس العائلة الحاكمة أنه قرر تثبيت من أوصى به السلطان قابوس في حكم عُمان، وتم فتح الوصية يوم 11 يناير 2020، وإعلان اختيار هيثم بن طارق بن تيمور سلطانًا جديدًا لسلطنة عمان. من هو السلطان قابوس؟ ولد قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بو سعيدي، في يوم 18 نوفمبر من عام 1940، وكان الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور، وتلقى تعليمه بالمرحلتين الابتدائية والثانوية في صلالة، وسافر بعدها إلى المملكة المتحدة لاستكمال تعليمه في إحدى المدارس الخاصة. وفي عام 1960 التحق السلطان قابوس بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، ودرس فيها لمدة عامين وتخرج برتبة ملازم ثان، وبعد عودته إلى سلطنة عُمان درس علوم الدين الإسلامي.السلطان قابوس يتولى حكم عمان تولى السلطان قابوس حكم سلطنة عُمان يوم 23 يوليو من عام 1970، وتم تسمية هذا اليوم بـ"يوم النهضة المباركة" واستمرت فترة حكمه لنحو 50 عامًا حتى وفاته في يوم 10 يناير 2020. وحقق السلطان قابوس عددًا من الإنجازات خلال فترة حكمه، حيث بدأت سلطنة عُمان التصدير التجاريّ للنفط، والذي تم اكتشافه بكميات كبيرة في عام 1968، لتشهد عُمان نهضة اقتصادية، كما ساهم في انتقال بلاده من الحكم القبليّ التقليديّ إلى الحكم النظاميّ الديمقراطي. وقام السلطان قابوس بإنشاء المجلس الاستشاريّ للدولة، ثم استبدله بمجلس الشورى الذي يمثّل أعضاؤه جميع أقاليم سلطنة عُمان، كما أنشأ سلطة تنفيذية لإدارة الدولة تتضمن مجلس الوزراء والوزارات المختلفة والدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة. وتميزت السياسة الخارجية لسلطنة عُمان خلال فترة حكم السلطان قابوس، بحرصه على إقامة علاقات جيدة مع جيرانه، حيث انضمت عُمان لجامعة الدول العربية بعد عام واحد من توليه الحكم، وفي عام 1981 انضمت عُمان إلى مجلس التعاون الخليجي. كما أقام السلطان قابوس علاقات ودية مع عدد كبير من دول العالم، وتم إنشاء عدد كبير من السفارات والقنصليات الأجنبية في سلطنة عُمان. وعلى المستوى الداخلي، قام السلطان قابوس بتنفيذ خطة لتطوير التعليم في سلطنة عُمان، من خلال إنشاء المدارس بجميع أنحاء عُمان، بالإضافة إلى تطوير القطاع الصحي وإنشاء عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية في المدن والقرى. كما بدأت سلطنة عُمان في عهده خطة لإنشاء مصانع لتكرير البترول، ومصانع إنتاج الأسمنت ومصانع لتعليب الأسماك والتمور ومنتجات أخرى، بالإضافة إلى خطة لتطوير الزراعة باستخدام الطرق الزراعية الحديثة من أجل زيادة إنتاج البلاد الزراعي. كما عمل السلطان قابوس على تنفيذ خطة لتطوير وسائل النقل، من خلال إنشاء موانئ بحرية وجوية لربط سلطنة عُمان بدول العالم. (المشهد)