أصدرت دائرة كوبرنيكوس لتغير المناخ (واختصارها C3S) مؤخرًا تقرير "حالة المناخ في أوروبا لعام 2024".وأفاد العلماء في الدائرة بأن العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في أوروبا، وهي القارة التي ترتفع فيها درجات الحرارة بوتيرة أسرع من أي قارة أخرى.وكتبوا أن "60% من أوروبا شهدت موجة حر غير مسبوقة وأيامًا حارة أكثر من المتوسط مع "إجهاد حراري شديد" على الأقل".ومع ذلك، كانت هناك أجزاء من آسيا، مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ترتفع فيها درجات الحرارة أيضًا بمعدل ضعف المتوسط العالمي.موجة حر غير مسبوقةأوروباعانت منطقة جنوب شرق أوروبا من موجات حرّ العام الماضي أكثر من غربها. وأشار الباحثون إلى "6 موجات حرّ خلال صيف 2024، بما في ذلك أطول موجة حرّ في المنطقة وثاني أشدّها على الإطلاق".وأضافوا أنه في صيف 2024، كانت الحرارة في جنوب شرق أوروبا أعلى بمتوسط 3.3 درجة مئوية من المعدل الطبيعي طوال الصيف.وبلغت درجة الحرارة المحسوسة 32 درجة مئوية على الأقل لمدة 66 يومًا، ما يعني حرارة خطيرة لوقت طويل.وكان هذا أكثر من ضعف المعدل المعتاد وهو 29 يومًا، وهو أعلى رقم مُسجَّل على الإطلاق منذ زمن.وأسوأ يوم كان 13 أغسطس، عندما ضربت حرارة شديدة المنطقة بأكملها تقريبًا (99%)، وشهد أكثر من نصف السكان (53%) ظروفًا أكثر تطرفًا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).الشرق الأوسطحاليا، يشهد الشرق الأوسط ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، مع ازدياد وتيرة وشدة موجات الحر. هذه المنطقة، المعروفة بمناخها الجاف، تواجه الآن ظروفًا تتجاوز قدرة الإنسان على تحملها.ولا يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على الحياة اليومية فحسب، بل يُشكل أيضًا مخاطر جسيمة على الصحة والبيئة.وغالبًا ما تُعزى موجات الحر هذه إلى مزيج من الأنماط المناخية الطبيعية وتغير المناخ الناجم عن بعض الأنشطة البشرية.ومع ارتفاع درجات الحرارة، يصبح من الضروري فهم الأسباب الكامنة والآثار المحتملة لهذه الظاهرة الحرارية.وتلعب جغرافية المنطقة، التي تتميز بصحاريها الشاسعة، دورًا في تضخيم الحرارة، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق حرارة على وجه الأرض.حرارة غير مسبوقةباختصار، يعتبر تغير المناخ السبب الرئيسي في مضاعفة مدة موجات الحر البحرية 3 مرات، ما يؤدي إلى تفاقم وضع الأنظمة البيئية الحيوية في المحيطات.وتقول دراسات حديثة إن أزمة المناخ باتت تؤثر على موجات الحر في محيطات العالم، ودرجات حرارة البحر الأبيض المتوسط ارتفعت بمقدار 5 درجات مئوية.أما عدد أيام موجات الحر البحرية فيبدو أنها قفزت من 15 يوما سنويا في الأربعينيات إلى حوالي 50 يوما في المتوسط العالمي حاليا.(المشهد)