في حلقة جديدة من بودكاست "عندي سؤال" عبر قناة ومنصة "المشهد"، استضاف الإعلامي محمد قيس الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة في لقاء صريح ومليء بالمفاجآت. خلال الحوار، تناولت دانييلا العديد من المواضيع الشخصية والفنية، حيث تحدثت عن بداياتها في عالم التمثيل والتحديات التي واجهتها، بالإضافة إلى مشاريعها المستقبلية.بدأت دانييلا رحمة حوارها مع الإعلامي محمد قيس بترحيب دافئ ومليء بالمحبة، عبّرت فيه عن سعادتها الكبيرة بلقائه، ووصفت العلاقة التي تجمعهما بالصداقة القديمة المتجذّرة منذ البدايات. تحدثت عن لحظات الانطلاقة الأولى التي جمعت بينهما، وعن الأحلام التي نسجاها معًا منذ سنوات، وكيف تحقق بعضها بعد الكثير من التعب والمثابرة. الحلم لا يُمنح بل يُؤخذ بتعب أشارت دانييلا إلى أنّ ما وصلت إليه لم يكن سهلًا، بل تطلّب منها سنوات من العمل الشاق، معتبرة أنّ الحلم لا يتحقق من دون تعب. وكشفت أنها منذ فترة قصيرة جلست مع نفسها وسألت سؤالًا وجوديًا: "هل يستحق كل هذا العناء؟"، وأجابت بأنها وجدت أنّ الجواب نعم، رغم الإرهاق والضغط المستمر، فكل لحظة كانت تستحق. تحدثت دانييلا بشفافية عن ضرورة إيجاد توازن بين العمل والحياة الشخصية، محذرة من أنّ عدم التوازن يؤدي إلى فقدان الذات. وعبّرت عن لحظات شعرت فيها بالإرهاق الشديد والاستنزاف، قائلة إنها كانت تتحدث مع فنان مخضرم عن قسوة المهنة وخيبات الأمل المتكررة، خصوصًا عندما تكون التوقعات عالية جدًا، فيأتي الواقع أقل بكثير. رحلة الحياة... ليست دائمًا بيضاء وعند الاختيار بين الأبيض والأسود، رأت دانييلا أنّ حياتها كانت مليئة باللون الأسود، وأنها تفضل رؤية النور الذي يأتي بعد العتمة، على أن تعيش في نور دائم بلا اختبار. حين تمر بلحظات سوداء، تكون محاطة بعائلتها وأحبائها، وهم من يساعدونها على النهوض مجددًا. وصفت دانييلا مرحلة الفرح والنجاح بأنها لحظات تطير فيها، لكنها دائمًا تتوقع بعدها هبوطًا بسيطًا، معتبرة أنّ هذه هي طبيعة الحياة. وأكدت أنها تعلمت أنّ الحياة تُعلمنا أكثر من أن نُعلم أنفسنا، وأنه ليس بالضرورة أن نضع ضغطًا على أنفسنا طوال الوقت لنكون مثاليين. النِعم في حياة دانييلا: من العائلة إلى الحب والجمهور عندما سألها محمد عن أهم النعم في حياتها، عدّدت خمسة أشياء أساسية، وهي عائلتها الكبيرة التي وصفتها بأنها السند الحقيقي، وزوجها ناصيف زيتون، الذي اعتبرته كل شيء في حياتها وشريك أحلامها، والصحة، التي تراها أساسًا لا يُعوّض. كذلك، ترى دانيلا رحمة أنّ عملها ونجاحها الفني من أهم النعم في حياتها، وأخيرًا محبة الناس والجمهور، التي وصفها بأنها أغلى نعمة لا تُشترى بالمال. رغم تواصلها الدائم مع عائلتها عبر المكالمات، عبّرت دانييلا عن ألم البعد الجسدي، وتمنت لو كان بإمكانها الانتهاء من الحوار لتذهب وتشرب القهوة مع أختها أو تعانق والدتها. عبّرت بصدق عن القلق الدائم الذي يرافقها من فَقد أحد أفراد عائلتها وهي بعيدة، مشيرة إلى أنّ العمر علّمها تقدير اللحظات البسيطة.طفولة دانيلا رحمة بين صخب وهدوء ولدت دانييلا في سيدني بأستراليا، في بيت مليء بالحياة، حيث والدها من منطقة الأرز ويميل إلى الصخب والمرح، ووالدتها من ضيعة أكثر هدوءًا. تحدثت عن طفولة تنقلت فيها بين أستراليا ولبنان، الأمر الذي كوّن شخصيتها المتنوعة، لكنها لم تخفِ أنّ التنقل بين المدارس والبلدان كان صعبًا، خصوصًا في ظل الاختلافات في الثقافة واللهجات. روت دانييلا لحظة فارقة حين شاهدت فيديوهات قديمة لها، وتفاجأت بأنها لم تكن تلك الطفلة الصاخبة كما كانت تظن، بل بالعكس، كانت ساكنة، تراقب بصمت، وعينيها مليئتان بالأسئلة. هذه اللحظة، كما وصفتها، كانت مدخلًا لفهم ذاتها الحقيقية، الطفلة التي تراقب أكثر مما تتكلم. كشفت دانييلا أنها تمارس التأمل بطريقتها الخاصة، عبر إغلاق عينيها، الاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة الصور في ذهنها كأنها حلم. بالنسبة لها، التأمل هو استرجاع لأحداث اليوم، مراجعة لما قيل وما لم يقال، وما كان يجب أن يكون. تحدثت دانييلا عن شعور خاص يرافقها، كأنه هبة من الله، حيث ترى أشياء وكأنها تتحقق لاحقًا، وتؤمن بأنّ هذه القدرة ليست حكرًا عليها، بل موجودة بداخل كل إنسان. علينا فقط أن نكتشف طاقتنا الداخلية. وأضافت: "نحن مبنيين من الطاقة، وبإمكاننا أن نحقق كل ما نريده إن صدقنا بقدرتنا على ذلك". بالعودة إلى الطفولة، وصفت علاقتها العاطفية المتوازنة مع والديها، وذكرت مدى قربها من كليهما. أما عن علاقتها بأشقائها، فأشارت إلى أنها كانت في المنتصف بين أختها وشقيقها الأصغر شربل، الذي أصيب بمشكلة في القلب خلال الطفولة، ما عمّق ارتباط العائلة به وزاد من مشاعر الخوف والحنان تجاهه. التنمر وأثره في تكوين الشخصية روت دانييلا أنها تعرضت للتنمر في طفولتها بسبب مظهرها ولهجتها بعد انتقالهم بين أستراليا ولبنان. من بين التعليقات الجارحة، أنهم كانوا يلقبونها بـ "دادي لونغ ليغز" بسبب ساقيها الطويلتين، كما شبهوها بمساعدي سانتا كلوز، بسبب أذنيها الكبيرتين. كما تعرضت لمواقف مؤذية كأن يسكب عليها دواء حب الشباب من قبل زملائها. وتقول إنها تجاوزت تلك المرحلة من خلال تعلّم حب الذات، وقالت: "تعلمت أن أحب عيوبي.. هذه العيوب تجعلني فريدة ولا أحد يشبهني". تنقلت دانييلا بين ثقافتين: أستراليا ولبنان، ما ولّد عندها أزمة هوية لفترة. ففي أستراليا تنمروا عليها لأنها لبنانية، وفي لبنان لأنها لا تجيد العربية جيدًا. أدركت دانييلا أهمية إتقان اللغة واللهجة في مهنتها كممثلة، فعملت على تحسين لغتها العربية ولهجتها اللبنانية احترامًا للمهنة والجمهور. دانيلا رحمة: لا أحب أن أكون مكسورة أشارت دانييلا إلى أنها مرت بانكسارات كثيرة، خصوصًا من أشخاص مقربين، وهو ما اعتبرته موجعًا وصادمًا، لكنها تقول: "أنا بنكسر شوي وبرجع بقوى.. مثل الفازات اليابانية اللي بينلحموا بالذهب، الجرح بضل موجود لكن منرجع منقوم". وأكدت دانيلا رحمة على تعرضها للخذلان، وتحدثت عن ضرورة المسامحة، لكنها أكدت أنّ المسامحة لا تعني النسيان، بل هي راحة نفسية. قالت دانييلا إنها توقفت عن العطاء ليس كقرار، بل نتيجة تراكم الجراح. وأوضحت: "مش قرار إني ما أعطي، هذا الشي بيجي من وجع حقيقي.. لما الجرح يكبر، تبطل تقدر تعطي". الطريق إلى حلم التمثيل والشهرة أوضحت دانيلا رحمة أنها منذ طفولتها كانت تحب تمثيل الأدوار، حتى في حياتها اليومية. لكنها لم تتخيل يومًا أن تصل إلى التمثيل في العالم العربي. اختارت دراسة الإعلام لأنها لم تكن واثقة بقدراتها كممثلة. إلا أنّ مشاركتها في ملكة جمال المغتربين فتحت لها أبوابًا غير متوقعة، حيث فازت باللقب، وبدأت شهرتها في أستراليا، لتنتقل لاحقًا إلى العالم العربي وتبدأ مسيرتها الفنية. تحدثت دانييلا عن بدايات الشهرة، وتأثيرها المفاجئ على حياتها، حتى في تفاصيل يومها العادي، وقالت إنها شعرت بالضغط لكنها تعاملت معه بذكاء ووعي. دانييلا رحمة تكشف تفاصيل علاقتها العاطفية مع ناصيف زيتون بدأت دانييلا الحديث عن اللحظة التي شعرت فيها بشيء مختلف تجاه ناصيف زيتون، وقالت إنه كان غير عن كل الأشخاص الذين قابلتهم من قبل. أول من علم بالعلاقة كانت والدتها، التي أخفت الخبر عن والدها في البداية. ثم، عندما أصبح الأمر جديًّا، أخبرت والدها وقالت له ببساطة: "بحبه وبدي كون معه". أشارت دانييلا إلى أنّ العلاقة مرت بصعوبات، ولكنها كانت مبنية على فهم ونضج. أوضحت أنها شعرت براحة كبيرة وهي تخبر والدها بوجود شخص مميز في حياتها، من دون الحاجة للحديث عن الزواج في تلك المرحلة. كانت تختبر العلاقة وتنتظر التأكد قبل اتخاذ أي قرار نهائي. عن سبب عدم إعلان العلاقة في وقت مبكّر، قالت دانييلا إنّ علاقتها مع ناصيف كانت شيئًا خاصًا أرادت حمايته من تدخلات الناس، وقالت: "ما كنا بدنا نرضي العالم، كنا بدنا نرضي حالنا"، مؤكدة أنّ كلام الناس لا ينتهي سواء أعلن الأمر أم لم يُعلن. وعن حفل الزفاف، أكدت دانييلا أنه كان بسيطًا جدًا وخاصًا. لم يكن هناك هواتف أو تصوير، وكان التركيز كله على عيش اللحظة. ناصيف، كعادته، أضفى جوًا من الفرح بالغناء، وكان اليوم، بحسب وصفها: "أحلى نهار بحياتي". تحدثت دانييلا بتأثر عن العلاقة القوية بين عائلتها وناصيف، لدرجة أنهم أصبحوا يحبونه أكثر منها. من جهته، شعر ناصيف أنه وجد عائلته الثانية، خصوصًا مع بعد والدته عنه ووفاة والده. شعرت دانييلا أنّ كل طرف في العلاقة كمل العيلة للآخر.شائعات الحمل وردة فعل الصحافة خلال الحديث، تناول محمد قيس موضوع الشائعات التي تطارد الثنائي، خصوصًا خبر حمل دانييلا. وردّت الأخيرة بأسلوب صريح وعفوي، قائلة إنها شعرت أحيانًا بأنّ الناس يتصرفون وكأنّ الأمر واقع فعلًا، وأشارت إلى أنه حتى الصحافة بدأت تروّج للأمر. وعن مدى انزعاجها من تلك الأخبار، أوضحت أنها لا تنزعج كثيرًا، بل ترى في ذلك نوعًا من المحبة والفرح من قبل الناس، رغم أنّ الأخبار المغلوطة تسبب لها بعض الإزعاج، وعلقت: "مش هقولك إنه ما مزعج... بس شوي ثقيل، لأنه توعى وتليفونك ما يوقف، كل نهار تسمع: سمعنا هيك بالصحافة". (المشهد)