ينطوي عالم السيارات على سباق إبداعيّ نحو التطوّر والابتكار، وتعتبر "كلير موشن" العالمية المتخصصة في تصنيع الهياكل المُعَرفة بالبرمجيات من الشركات الرائدة في هذا القطاع.يمثل نظام التعليق ركناً جوهرياً في كينونة السيارة، فهو المسؤول عن الثبات والتوازن في الهيكل والمقصورة، وهو ما يحافظ على "الاستقرار" على الطرقات والمنعطفات بغية ضمان راحة الركّاب، إذ يقوم بامتصاص الصدمات الناتجة عن عدم استواء الطريق ويمنع وصولها إلى الداخل. تستخدم "كلير موشن" نظام تعليق استباقي يوفر تجربة سلسة في القيادة، فهو يتخطى الصدمات التي قد تتعرض لها السيارة على الطريق عبر مواجهة خشونتها، الأمر الذي يضمن الراحة للركاب ومستوى حماية متقدم للسيارة في مواجهة الطرق الوعرة وتأثير الحفر، فضلاً عن تحسين عمل أنظمة التحكم والثبات. يجمع نظام التعليق الاستباقي بين البرامج والأجهزة بغية التخفيف من حركة السيارة لدى مواجهة الطرق غير المستوية. كانت أنظمة التعليق تاريخياً، وفي غالبيتها، سلبية وشبه نشطة، بيد أن "كلير موشن" ابتكرت نظام تعليق نشطاً يمكنه ضبط المركبة على الطرقات ودفع العجلات وسحبها وتوفير مستويات محسنة من الراحة والتعامل والسلامة. وهنا، يقوم هذا النظام بدور سماعات الأذن المانعة للضوضاء.توقُّع الظروفتعمل تقنيات نظام التعليق من "كلير موشن" معاً لتحسين السلامة والأداء وفرض الراحة من خلال استخدام "التعلم الآلي" بهدف جمع بيانات سطح الطريق بغية تمكين السيارة من توقع الظروف المقبلة واتخاذ قرارات استباقية. ويتم تشغيل التقنية عبر أنظمة معلومات وبيانات تعبّر بشكل مذهل عن ابتكارات تكنولوجية، وتستخدم أجهزة كهروهيدروليكية. يمكن تثبيتها إلى جانب ممتص الصدمات القياسي للسيارة مع الحد الأدنى من التعديل على الهيكل والشاسيه، وتعمل في الوقت الفعلي لاستشعار ظروف الطريق. وبما أن مستقبل صناعة السيارات يتجه دوماً نحو تحسين تجربة الركاب، فإن العمل سيكون قائماً، كما درجت العادة، على تقديم تجربة مريحة وآمنة ومثمرة. وتعمل "كلير موشن" حالياً على استنساخ تجربة تطوّر السفر بالطائرة. وتنطلق الشركة من واقع مضطرب عاشته الطائرات في السابق خلال تحليقها في أجواء مناخية صعبة، وكيف أن الوضع تغيّر بشكل جذري لدى تقديم أول طائرة ذات مقصورة مضغوطة، الأمر الذي أحدث تحولاً في تجربة السفر وفتح حقبة جديدة في عالم الرحلات الجوية. ويبدو بأن الشركة الأميركية تسعى إلى فرض التجربة ذاتها خلف عجلة قيادة السيارة، على أن تضاف إليها كماليات عدة في المقصورة. اللافت أن "كلير موشن" وشركة "بورشه إيه جي" الألمانية العريقة وقّعتا، في الآونة الأخيرة، اتفاقية تعاون في مجال أنظمة الشاسيه المتقدمة. ستتعاون الشركتان بموجب تقنية تعليق نشطة ذات نطاق ترددي عالٍ، فضلاً عن برنامج لـ "بصمات الأصابع" على سطح الطريق للتحكم الاستباقي بالهيكل. من شأن هذه الاتفاقية أن توفر لسيارات "بورشه" تحسيناً للهيكل الشهير عالي الأداء بشكل أكبر.هدر الوقتمع ظهور المركبات ذاتية القيادة، لم يعد السائق والركاب بحاجة إلى القلق بشأن التركيز على الطريق، بل سيتمكنون من تحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والراحة أثناء التنقل. وفي هذا الإطار، تمهّد "كلير موشن" الطريق للمستقبل بحيث لن يمثل التواجد في السيارة بعد الآن هدراً للوقت، بل سيصبح جزءاً ثميناً من الحياة اليومية. وبالنظر إلى المستقبل، يمكن استخدام تقنية "كلير موشن" من قبل الجهات المطوّرة لوسائل النقل من دون سائق، خصوصاً أن المستوى الثالث من القيادة الذاتية يقوم على القيادة من دون استخدام اليدين والعينين. وفي حال رأت هذه الإمكانية النور في السيارة، سيكون العام 2030 موعداً يصبح من خلاله نظام التعليق الخاص بـ"كلير موشن" أكثر أهمية لأنه سيتيح للركاب وقتاً ثميناً داخل المركبة خلال التنقل، للعمل على جهاز الكمبيوتر أو القراءة أو مشاهدة فيلم، كل ذلك في أجواء من الهدوء المترافق مع الحد البيّن من الحركة.