شهدت مختلف مناطق المغرب مهرجانات ولقاءات فنية غزيرة، بعضها عام وبعضها الآخر متخصص في مواضيع محددة، وقد زاد من رواج هذه اللقاءات دخول الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وانتعاش السياحة الداخلية رغم ظروف الغلاء وارتفاع الأسعار التي ألهبت جيوب الطبقات المتوسطة والهشة.صيف منتعش في المغربوتشهد المهرجانات الصيفية بالمغرب تناميًا ملحوظًا في الأعوام الأخيرة، بين لقاءات فنية وثقافية، وأخرى للفرجات الشعبية والاحتفاء بالتقاليد العريقة، ويحاول معظم منظمي هذه اللقاءات تنويع أنشطتهم والمزاوجة بين الترفيه والفائدة، حيث بجانب أنشطة فنية غنائية ورياضية ومسابقات ثقافية، تتم العناية بتنظيم الندوات الفكرية والموائد المستديرة من أجل تطارح وجهات النظر في قضايا تهمّ الشأن المحلي، وتشارك النخب المحلية بشكل نشيط في هذه اللقاءات الثقافية التي يعتمد عليها الفاعلون الجمعويون من أجل تجميع الأفكار الجديدة، واستخلاص توصيات بهدف العمل بها على الصعيد التنموي، خصوصًا وأنّ الكثير من المناطق المغربية تشكو من ضعف الموارد ومن التهميش الناتج عن تمركز الرساميل الاقتصادية في المدن الكبرى وخاصة الساحلية منها.ومن أبرز نتائج هذه المهرجانات الصيفية مردوديتها التجارية التي تتمثل في انتعاش العديد من الحرف المحلية بتوافد أعداد كبيرة من السياح الداخليّين المغاربة، وكذا الحصول على موارد مالية من طرف المنظمين لصرفها في مشاريع تنموية محلية خلال السنة. ما يجعل مختلف العاملين في مجالات الصناعات التقليدية والأنشطة التجارية ينتظرون هذه الأنشطة طوال السنة.ومن أهم اللقاءات التي عرفها الصيف المنصرم مهرجانات نظمت بالعالم القروي، الجبلي على الخصوص، ومنها مهرجان "تيفاوين" أي أضواء بالأمازيغية، والذي يرفع شعار "الانتصار لفنون القرية"، دعمًا لتقاليد منطقة "تافراوت" بجبال الأطلس الصغير، في مواجهة تبعات العولمة وآثارها السلبية، وكذلك التأثيرات القاسية للجفاف وللهجرة الداخلية والخارجية.إشكاليات الإحصاء الرسمي للسكان وبنهاية شهر أغسطس يعود معظم المغاربة إلى عملهم، ليعرف الدخول الاجتماعيّ لهذه السنة حدثًا مهمًا وهو الإحصاء الرسميّ للسكان الذي يتم تنظيمه كل عشر سنوات، حيث كان آخر إحصاء عرفه المغرب سنة 2014. وتثار مع كل عملية إحصاء قضايا وإشكاليات عديدة نظرًا لأهمية هذه العملية وتأثيرها في وضع السياسات المستقبلية والخطط والبرامج التنموية للدولة، ما يثير قضايا مثل طرق تنظيم هذه العملية ومدى نجاعتها والموظفين الذين يتم تجنيدهم لهذه المهمة، كما يثير مجددًا نتائج الإحصاء السابق وما عرفه من نقاش عموميّ آنذاك.وقد دعا الملك محمد السادس في خطاب رسميّ إلى الحرص على ضمان الشروط الضرورية لإنجاح هذه العملية، وجعلها تحظى بالمصداقية المطلوبة لدى المواطنين، الذين تعتمد عملية الإحصاء بنسبة كبيرة على تعاونهم. ومن القضايا الشائكة التي يطرحها الإحصاء مدى دقة الاستمارة التي تتم تعبئتها من طرف المشرفين على هذه العملية، حيث يعتبر ملاحظون بأنّ ثمة أمورًا يتم إغفالها، ما يجعل الاستمارة غير دقيقة، ويؤدي بالتالي إلى جعل نتائجها غير موضوعية في المستوى المطلوب الذي يسمح ببناء تصورات محكمة في تدبير الشأن العام.ويطرح العديد من الفاعلين المدنيّين موضوع اللغات في الإحصاء وخصوصًا اللغة الأمازيغية، التي يرون أنها تعرضت لحيف كبير في الإحصاء السابق، بسبب اعتبار "المندوبية السامية للتخطيط" التي تشرف على هذه العملية أنّ هذه اللغة منطوقة في بعض جهات المغرب، بينما هي لغة مستعملة في المدن والبوادي على السواء بسبب الهجرة الكثيفة التي عرفها المغرب من البوادي في اتجاه المدن الكبرى منذ عقود طويلة. ويعرف المغرب حملات عدة لمناسبة عملية الإحصاء الرسمي، تدعو بعضها إلى التعامل بجدية مع هذه العملية، بينما يركز بعضها الآخر على قضايا جزئية لا ينبغي إغفالها في التعامل مع المشرفين المباشرين على عملية الإحصاء.