لم تكن الفتنة بعيدةً، بعدما تسلّلت الأيدي العابثة، وأشعلت فتيلَ الخلاف بدءًا من الفرقة 8200 التي تُتقن صناعة الفوضى مرورًا بأذرع خفيّة لا أريد التسارع إليها وانتهاءً بمن يبحثون عما يشبع حقدهم بعناوين مثيرة من خلال خزعبلات مواقع التواصل الاجتماعي،هي أبواق رخيصة لا تعيش إلا على التحريض ومهما ارتفعت يعلو عليها صوت العقل فلا بد أن تشرق الحكمة ليخفت ضجيج الفوضى ثلاثة أيام بلياليها بل أكثر هبّت عاصفة من الغضب، صرخوا، وهاجموا، وأقسموا أن لا ينسوا لكنهم ناموا غاضبين واستيقظوا متناسين كل شيء ولأن من حرّكهم لم يكن يبحث عن حق، بل يقودهم إلى معركة وهمية خاسرة، ليعود لاحقًا ويدفعهم إلى جبهات جديدة من المناكفات العبثية، ثم ماذا وكأن شيئًا لم يكن،عادوا لنبش الماضي وإخراج أكفان قوم لوط، من أجل الرقص على أمجاد زائفة، محاولين امتطاء موجة مواقع التواصل الاجتماعي، مع أنهم يعلمون أنها مجرد أجنحة ورقية فارغة، سرعان ما تمزقها الحكمة والمنطق في النهاية، المودة تنتصر وصلة الدم والتاريخ والقربى، ولا بد أن يتغلّب العقل على الغثاء، وتبقى الحكمة هي الفاصل بين الحقيقة والوهم "فأما الزبد فيذهب جفاءً" فهذا الصخب، والضجيج، وهذه الفوضى، ليست إلا رغوة عابرة، ما تلبث أن تزول، لأنها بلا قيمة، بلا وزن، بلا أثر، وأما ما ينفع الناس، فيبقى راسخًا في الأرض، بالحكمة، والوعي، وبعد النظرفالقرار منا كأردنيين أن نكون صنّاع وحدة لا أدوات تفريق أن نكون حماة للعلاقات الأخوية الراسخة لا وقودًا للخلافات المصطنعة يبقى السؤال فهل نركب أجنحة الإعلام لتكون جسرًا للحكمة والعقل، أم نحولها إلى سلاح ساذج بيد من يريد إشعال نار الفتنة؟ الخيار لنا وحدنا لا أحد يفرض علينا، القرار هو أن نكون عقولًا تنير، فمن يتفق أو نذهب في مهب الريح ونصبح أدوات تُستَخدم ثم تُرمى.