قد لا تكون بيئة العمل مريحة للكثير من الأشخاص، بسبب الضغوط العملية والنفسية وكثرة المتطلبات، من دون الانتباه لصحة الموظف النفسيّة أو حاجاته إلى المكافأة بين فترة وأخرى، لتحفيزه على العمل.وفي الإطار، وجدت دراسة جديدة أنّ الرجال الذين تعرضوا لظروف عمل مرهقة، والذين شعروا أيضًا أنهم بذلوا مجهودًا كبيرًا ولكنهم حصلوا على مكافآت منخفضة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف، مقارنة بالرجال الذين لم يتعرضوا لتلك الضغوط النفسية الاجتماعية.وفي دراسة أُجريت على 6500 عامل في كندا، بمتوسط عمر 45 عامًا، تناولت التأثير المشترك للضغط الوظيفيّ وعدم التوازن في الجهد والمكافأة في العمل.وتم استخدام مصطلح "الضغط الوظيفي" لوصف بيئات العمل التي يواجه فيها الموظفون متطلبات وظيفية عالية، و"تحكّم منخفض" في العمل. وتصف العبارة الأخيرة الموظفين الذين ليس لديهم رأي يُذكر في عملية صنع القرار وكيفية أدائهم لمهامّهم.وفي الوقت نفسه، وفقًا للدراسة، يحدث عدم التوازن بين الجهد والمكافأة عندما يستثمر الموظفون جهدًا كبيرًا في عملهم، ولكنهم يحصلون على مكافأة قليلة في المقابل.وعلى مدار 18 عامًا، قام الباحثون بمراقبة المشاركين وقياس الضغط الوظيفي، وعدم توازن الجهد والمكافأة، من خلال نتائج الاستبيانات والمعلومات المسترجعة عن أمراض القلب.أمراض القلب التاجيةوفي بيان صحفيّ للدراسة، خلص الباحثون إلى أنّ "تأثير الضغط الوظيفيّ وعدم التوازن بين الجهد والمكافأة مجتمعين، كان مشابهًا لحجم تأثير السّمنة على خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية".لكن كيف يؤثر التوتر على القلب؟ يجيب طبيب القلب التداخليّ الدكتور برادلي سيروير، أنه يرى أنّ الآثار الجسدية للإجهاد موثّقة جيدًا، وأظن أنّ الشعور بنقص أو فقدان السيطرة، في موقف مرهق بالفعل، يؤدي إلى تفاقم الاستجابة الجسدية للإجهاد".بينما يعتقد استشاريّ أمراض القلب في مستشفى ويلينغتون الدكتور أوليفر جوتمان وفق "هيلث لاين"، أنّ عدم الشعور بالرضا في وظيفة منخفضة المكافأة، يلعب أيضًا دورًا من الناحية النفسية.ويقول إنّ التوتر يمكن أن يؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية بطرق عدة.بالتالي يمكن أن يساهم إجهاد العمل في تراكم الترسبات، وانقباض الشرايين، وزيادة ضغط الدم.وأشار إلى أنّ إحدى الآليات المحتملة هي معدل اللويحات لدى الشخص، والتي يمكن أن تزيد بسبب الإجهاد وتتراكم في الشرايين. ويمكن أن تصبح الصفائح الدموية بعد ذلك لزجة، ما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات، والتي يمكن أن تسدّ الشرايين في الأوعية الدموية المحيطة بالقلب.في المقابل، يقول الخبراء إنّ اليقظة الذهنية وممارسة الرياضة والاستمتاع بالهوايات، يمكن أن تساعد على إدارة التوتر في مكان العمل بشكل أفضل.بالمحصّلة، إنّ الوظيفة البائسة والمُجهدة لا تعرّض الصحة العقلية للخطر فحسب، حيث توضح هذه الدراسة أنه عند مواجهة مطالب غير واقعية من دون مكافأة على المجهود، فقد يكون لذلك تأثير خطير على القلب أيضًا.(ترجمات)