رغم مرور 40 عاما من البحث المكثف، لم ينجح العلماء بعد في إيجاد علاج نهائي لفيروس نقص المناعة البشرية.ويعاني الأشخاص المصابون بالمرض من تفاقم الفيروس بعد أسابيع قليلة فقط من التوقف عن العلاج. ولكن الآن، ربما يكون فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء في جامعة آرهوس ومستشفى جامعة آرهوس، قد خطوا خطوة أخرى نحو أدوية علاجية.في العام الماضي، أثبت الباحثون أن الأفراد الذين تم تشخيصهم لديهم استجابة مناعية أقوى ضد الفيروس ومستويات أقل من الفيروس في دمائهم عندما تم إعطاؤهم ما يسمى بـ"الأجسام المضادة وحيدة النسيلة" ضد فيروس نقص المناعة البشرية، إلى جانب بدء العلاج الطبي المنتظم. والأجسام المضادة وحيدة النسيلة ضد فيروس نقص المناعة البشرية هي أجسام مضادة محددة وقوية للغاية ويتم إنتاجها صناعيًا بكميات كبيرة وتستخدم في العلاج التجريبي.علاج فيروس نقص المناعة البشريةوفي دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Nature Medicine، أظهر الباحثون أن المرضى الذين يتلقون العلاج لسنوات يستفيدون أيضا من هذا العلاج الجديد. وعلى وجه التحديد، يسمح العلاج بالأجسام المضادة للمشاركين في الدراسة بقمع الفيروس لأكثر من 3 أشهر. بينما يستمر بعض المشاركين في قمع فيروس نقص المناعة البشرية تلقائيًا لأكثر من 18 شهرًا بعد توقف علاجهم المنتظم.وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أولي شميلتز سوجارد من قسم الطب السريري بجامعة آرهوس "تعد هذه الدراسة واحدة من أولى التجارب التي تم إجراؤها على البشر باستخدام الدواء الوهمي، حيث أظهرنا طريقة لتعزيز قدرة الجسم على مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية - حتى عندما يتم إيقاف العلاج القياسي مؤقتًا. لذلك، فإننا نرى الدراسة كخطوة مهمة نحو العلاج".الأجسام المضادة تُعيد المناعةوفي التجربة، تم تقسيم المشاركين من الدنمارك والنرويج وأستراليا بشكل عشوائي إلى 4 مجموعات: تلقت إحدى المجموعات عقار ليفيتوليمود، المصمم لتعزيز استجابة الخلايا المناعية ضد الفيروس.تلقت مجموعة أخرى اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (3BNC117 + 10-1074) ضد فيروس نقص المناعة البشرية والتي يمكنها القضاء على الفيروس وتقوية جهاز المناعة في الخلايا. تلقت المجموعة الثالثة العلاج القياسي من دون أدوية تجريبية.تلقت المجموعة الرابعة كلا النوعين من الأدوية التجريبية.وعن نتائج الدراسة، قال الدكتور يسبر دامسغارد جونست من مستشفى جامعة آرهوس إنها "مشجعة للغاية".وتابع: "لسوء الحظ، لم تكن هناك فائدة إضافية من عقار ليفيتوليمود، لكن دراستنا تظهر أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون أجسامًا مضادة وحيدة النسيلة قبل التوقف مؤقتًا عن علاج فيروس نقص المناعة البشرية المعتاد، يمرون بفترة حوالي 3 أشهر قبل ظهور الفيروس مرة أخرى".وأوضح أن أولئك الذين تلقوا أجسامًا مضادة وحيدة النسيلة يمكنهم قمع الفيروس جزئيًا أو كليًا، حتى بعد مغادرة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الجسم.وعلى الرغم من النتائج الرائعة للدراسة وفق "ميديكال اكسبرس"، لا يزال هناك طريق طويل لقطعه قبل أن يتوفر العلاج للناس.(ترجمات)