الوحدة هي عامل خطر كبير للمرض والوفاة المبكرة. ووفقًا لبعض التقديرات، فإن عدم وجود علاقات اجتماعية قد يزيد من فرص الوفاة بنسبة تصل إلى 50%. والوحدة هي رد فعل عاطفي للعزلة الاجتماعية. لكن أظهرت الأبحاث التي أجرتها الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (EuroHeartCare 2018) أن الوحدة تضر بالقلب ومؤشر قوي للوفاة المبكرة.وفقًا للمبادئ التوجيهية الأوروبية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن أولئك الذين يعانون من العزلة الاجتماعية أو الانفصال هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي والوفاة بسببه قبل أوانهم. تأثير العزلة الاجتماعية على البالغينوقال استشاري أمراض القلب التداخلية براشانت باوار إن "البالغين المنعزلين اجتماعيًا كثيرًا ما يعانون من التوتر المزمن، علاوة على ذلك، وبسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية، أصبح عدد متزايد من الناس في المجتمع المعاصر عرضة للوحدة".وتابع وفق موقع "أونلي ماي هيلث" أن "انخفاض التفاعلات الاجتماعية، والعيش بمفردك لفترات طويلة من الزمن، وارتفاع وتيرة الشعور بالوحدة، كلها أمور مرتبطة بالتقدم في السن"، مشيرا إلى أنه "مع ذلك، يمكن أن تحدث الوحدة في أي مرحلة من مراحل الحياة وليست مجرد نتيجة للخسائر المرتبطة بالشيخوخة".وأحدث الإنترنت تغييرًا جذريًا في كيفية تواصل الناس وعيشهم. يشعر المزيد من الناس بالعزلة الاجتماعية على الرغم من زيادة إمكانية الوصول إلى الوسائط الرقمية. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون في الواقع ضارًا برفاهية الفرد بدلاً من تحسينها.مضاعفة خطر الوفاةبالنسبة لكل من الرجال والنساء، ارتبطت الوحدة بمضاعفة خطر الوفاة تقريبًا. تبين أن الأفراد الذين عانوا من الوحدة، بغض النظر عن الجنس، لديهم نوعية حياة أسوأ بكثير، وكانوا أكثر عرضة 3 مرات للتعبير عن مشاعر القلق واليأس.ورأى باوار أن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الصحية مثل التدخين، وعدم كفاية النوم، والخمول البدني ترتبط بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة. كما أن اليأس والقلق والانزعاج والانفصال الاجتماعي كلها مرتبطة بالوحدة. بالنسبة لكل من الرجال والنساء، تعد الوحدة مؤشرًا أعلى بكثير للوفاة المبكرة، وتدهور الصحة العقلية، وانخفاض نوعية الحياة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالعيش بمفردهم.(ترجمات)