من العدوى الجلدية، إلى المشاكل المعوية، نصل إلى أمراض الكبد، كلها تعصف بسكان غزة منذ الأسبوع الأول من الحرب بين حركة "حماس" وإسرائيل.وآخر فصول هذه الأمراض، هو ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عن أن الظروف غير الإنسانية بقطاع غزة ستؤدي لانتشار الالتهاب الكبدي بشكل كبير، مع تأكيد تسجيل 24 إصابة بالمرض. والتهاب الكبد "أ" هو فيروس يسبب التهابا حادا بالكبد، وفق ما قال استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي د. إلياس فيعاني لمنصة "المشهد"، مشيرا إلى أن غياب النظافة هو العامل الأبرز لانتقال العدوى.وتابع أن الفيروس ينتقل عن طريق البراز والفم أي عند تناول أطعمة أو مياه ملوّثة ببراز شخص ما مصاب بالعدوى بالمرض. كما تنتقل في الأماكن المكتظة (كحال الملاجئ في غزة) عن طريق الأيدي الملوثة.وذكر أن في غزة ومع تلوث المياه يرتفع احتمال شرب ماء ملوث يحتوي على الفيروس، ما يزيد الإصابات.أعراض التهاب الكبد "أ"لهذا الفيروس أعراض عدة تظهر على المريض ويمكن أن تتطور في بعض الحالات. وتشمل أعراض وفق فيعاني:الصفيرة.الغثيان والقيء.ارتفاع درجة الحرارة.التعب الشديد.ارتفاع الإنزيمات إلى الألوف في الجسم.وذكر المتحدث أن مضاعفات عدة قد يسببها هذا الفيروس أيضا منها:امتلاء الجسم بالماء.سيلان الدم.الشعور بالضياع.وتابع أن "هناك نسبة تصل إلى 1% من المصابين تؤدي إصابتهم بالفيروس إلى فشل بالكبد، ما يجعل المريض يحتاج إلى زراعة الكبد".وتشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن أي شخص لم يطعَّم أو لم يسبق تعرضه للإصابة يمكن أن يُصاب بفيروس التهاب الكبد "أ".علاج التهاب الكبد "أ"في هذا الإطار، ذكر فيعاني خلال حديثه لـ"المشهد" أنه لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد "أ"، مشيرا إلى أن "90% من الحالات تشفى من تلقاء نفسها، لكن المرضى عليهم متابعة أي تطور يحصل معهم من ناحية فشل الكبد".ودعا لعدم تناول أدوية المسكنات لأنها تضر الكبد خصوصا ما يعرف بالـ"باراسيتامول"، لافتا إلى أنه "يمكن علاج أعراض المريض مثلا في حال القيء الكثير يجب إعطاء المريض أدوية مخصصة ضد الجفاف".ودعا للحصول على لقاح التهاب الكبد أ، بالإضافة إلى الحفاظ على النظافة، وعدم الاختلاط بالمصابين، مشددة على أهمية أن يكون للمصاب مرحاض خاص به لتفادي نقل العدوى.بينما ذكرت الصحة العالمية أنه يمكن الحد من انتشار التهاب الكبد "أ" من خلال:توفير إمدادات كافية من مياه الشرب المأمونة.التخلص بطرق سليمة من مياه الصرف الصحي داخل المجتمعات المحلية.اتباع ممارسات النظافة الشخصية من قبيل الانتظام في غسل اليدين قبل الوجبات وبعد دخول الحمام.هل الفيروس خطير؟بالإيجاب، ردّ فيعاني عن هذا السؤال، مشيرا إلى أن التهاب الكبد "أ" فيروس "خطير على الصحة لأنه ينتقل بكمية كبيرة بين الناس".وأضاف أنه في حال أدى لفشل كبد فلا يوجد بالاجمال الآن في غزة خدمات زراعة الكبد خصوصا إن كان عدد الإصابات كبير، موضحا أن النظام الصحي الضعيف قد يؤدي إلى أضرار إضافية.أمراض وأوبئة ومنذ شهرين، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر متزايد لانتشار الأمراض في قطاع غزة بسبب تعطل النظام الصحي وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وتكدس الناس في الملاجئ.وتابعت أن "الزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي يضيف خطرا آخر هو الانتشار السريع للأمراض المعدية مثل الإصابة بالإسهال".وهذا ما توافق مع كلام رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية البروفسور جورج جوفيليكيان، لمنصّة "المشهد"، الذي أكد أن "نوعية الهواء في الملاجئ حيث يختبئ الناس غير جيدة، وبالتالي فهم معرضون لمشاكل أكبر لها علاقة بالالتهابات والأمراض المعدية كالإنفلوانزا".بينما ذكرت الأسبوع الماضي الصحة العالمية أن 150 ألف شخص يعانون من أمراض تنفسية حادة فى غزة.ووسط كلّ هذه المشاكل والمخاطر الصحية، فإن وضع المستشفيات "مرعب للغاية"، وفق ما وصفه منسق فريق الطوارئ الطبي بمنظمة الصحة العالمية شون كيسي، مسلطا الضوء على التدهور السريع للنظام الصحي وتزايد الاحتياجات الإنسانية وانخفاض مستوى وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال. (المشهد)