التهابات الأذن عند الرضّع والأطفال، مشكلة صحية شائعة منذ الولادة وحتى السنوات الأولى من عمرهم. فوفق المعاهد الوطنية للصحة الأميركية، يعاني 5 من كل 6 أطفال التهابًا في الأذن قبل عيد ميلادهم الثالث.وفي السياق، سلطت دراسة جديدة الضوء على التأثير طويل المدى لالتهابات الأذن المزمنة على تطور اللغة لدى الأطفال. وكشفت الدراسة أنّ فقدان السمع المتكرر والمؤقت الناجم عن التهابات الأذن، يمكن أن يؤدي إلى عجز في المعالجة السمعية والمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة.كما وُجد أنّ الأطفال الذين لديهم تاريخ من التهابات الأذن المتعددة قبل سن الثالثة، لديهم صعوبة في التعرف إلى الصوت والكلام.لذا لا بدّ من تشخيص هذه الحالة لدى الأطفال، إلى جانب علاجها لتفادي المشاكل في حياتهم اللاحقة.تقسيمات الأذن في البداية نبدأ بنظرة عامة عن شكل الأذن، فتتكون من 3 أجزاء رئيسية، وفق ما قال طبيب الأنف والأذن والحنجرة دكتور إندريه عازار لمنصّة "المشهد". 1- الأذن الخارجية تمتدّ الأذن الخارجية التي تسمى "الصيوان"، من الأجزاء الخارجية إلى المجرى أو القناة لحد حدود طبلة الأذن. وطبلة الأذن عبارة عن غشاء يفصل بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى. 2- الأذن الوسطى تقع الأذن الوسطى بين الطبلة والأذن الداخلية، وتتركز فيها عظام السّمع، وهي عبارة عن 3 عظام صغيرة تسمى المطرقة والسندان، والركاب التي تنقل الاهتزازات الصوتية من طبلة الأذن إلى الأذن الداخلية. وفي هذا الجزء من الأذن يحدث التهاب الأذن عند الأطفال. 3- الأذن الداخلية تضم الأذن الداخلية مركز التوازن والشعيرات العصبية للسمع. التهاب الأذن عند الأطفال عندما يعاني الطفل التهاب الأذن يعني أنه يعاني تحديدًا التهاب الأذن الوسطى نتيجة تضخّم لحميات الأطفال، وفق عازار. واللحمية هي حشوات صغيرة من الأنسجة تقع خلف مؤخرة الأنف وفوق الحلق، وبالقرب من قناة إستاكيوس. وأوضح عازار أنه "عند الالتهاب الأذن الوسطى، تتكون اللحمية داخل القناة التي تمتدّ من الأذن الوسطى إلى الحلق، وتُعرف باسم قناة إستاكيوس، وتمنع تصريف الموادّ المخاطية من الأذن الوسطى إلى الحلق".وقناة إستاكيوس هي ممرّ صغير يربط الجزء العلويّ من الحلق بالأذن الوسطى. وتتمثل مهمتها في:توفير الهواء النقيّ للأذن الوسطى.تصريف السوائل.الحفاظ على ضغط الهواء عند مستوى ثابت بين الأنف والأذن.أسباب التهاب الأذن عند الأطفالبالتالي، تقف أسباب عدة خلف التهاب الأذن عند الأطفال بالتالي انسداد قناة إستاكيوس، أبرزها: الحساسية نتيجة عوامل خارجية خاصة استنشاق الروائح.عدوى البرد.ارتجاع الحمض من المعدة. تسرّب الحليب إلى أذن الطفل أثناء الرّضاعة.أعراض التهاب الأذن عند الأطفالمن الطبيعي ألا يعرف الأطفال التعبير عما يشعرون به من أعراض مؤلمة، لذا يقع على عاتق الأهل دور كبير في مراقبة أبنائهم وصحتهم.وتعدّ العلامة المنبّهة لعدوى الأذن، هي الألم في أذن الطفل وحولها، كما تظهر الأعراض التالية وفق عازار:ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ.فتح الطفل فمه أثناء النوم.امتلاء أنف الطفل بالإفرازات.خروج سائل من الأذن.فقدان التوازن.البكاء.صعوبة في سماع الإشارات السمعية أو الاستجابة لها.ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التهابات الأذن ليست مثعدية ولا تنتقل من طفل لآخر.ما العلاج؟ قد تتحسن بعض حالات التهابات الأذن من دون استخدام المضادات الحيوية. بينما أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إرشادات في عام 2013، تشجع الأطباء على مراقبة الأطفال المصابين بعدوى الأذن، خصوصًا الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى سنتين. وفي حال لم يكن هناك تحسن في غضون 48 إلى 72 ساعة من بدء الأعراض، فإنّ الإرشادات توصي الأطباء ببدء العلاج بالمضادات الحيوية. وقال عازار:تشخيص التهاب الأذن لدى الأطفال يبدأ عبر صورة شعاعية لمعرفة حجم اللحميات ونسبة انسداد القناة.في الدرجات الثلاث الأولى من تضخّم اللحميات، يمكن العلاج عبر وصف المضادات الحيوية أو بخاخ في الأنف.وعقب بدء العلاج بأيام من المحتمل أن يبدأ الطفل بالتحسن، لكن في حال لم يظهر أيّ تحسن واستمر الالتهاب فيجب مراجعة الطبيب من جديد. ومن الأدوية قد ينتقل الطبيب إلى الجراحة، وإحدى الجراحات تكمن في وضع أنبوب تهوية صغير في طبلة الأذن، من أجل تحسين تدفق الهواء ومنع تراكم السوائل في الأذن الوسطى. وتبقى الأنابيب الأكثر استخدامًا لمدة 6 إلى 9 أشهر وتتطلب زيارات متابعة للطبيب.أما إذا كان وضع الأنابيب لم يمنع العدوى، فقد يفكر الطبيب في إزالة اللحمية لمنع انتشار العدوى إلى قناة إستاكيوس. وذكر عازار أنه "إذا تكررت التهابات الأذن الوسطى لدى الطفل أكثر من 3 مرات خلال 7 أشهر، يعني أنه يجب اللجوء إلى الجراحة أي استئصال اللحمية".الطرق الوقايةقد لا يستطيع الأهل حماية أطفالهم من التهاب الأذن بنسبة 100%، إلا أنّ بعض الخطوات تساعد على الحماية من الإصابة، منها: أن يكون رأس الطفل أعلى من مستوى جسمه ورجليه خلال الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وذلك لمنع السوائل من التدفق إلى الأذن الوسطى. فلدى الطفل الحديث الولادة تكون قناة الأذن الوسطى مسطّحة ومع مرور السنوات تصبح عمودية، ما يسهّل دخول الحليب إليها.إبعاد وجبة العشاء عن موعد نوم الطفل لأكثر من ساعتين لتفادي ارتجاع "أسيد" المعدة.خلو وجبات المساء من الموادّ التي تسبب ارتجاع "أسيد" المعدة مثل الشوكولا أو الكاتشب أو البهارات وغيرها من المأكولات.المراقبة الدائمة للطفل من قبل الأهل إن كان لديه أيّ ردّ فعل تحسّسي، خصوصًا تجاه الروائح. ومن أبرز ردود الفعل التحسّسية هي العطس.تجنّب تعريض الطفل لدخان السجائر، وتشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبيّ أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن، بنسبة تصل إلى 3 أضعاف مقارنة بأولئك الذين لا يتعرضون له.تلقيح الطفل عامل مساعد في مكافحة التهابات الأذن مقارنة بالأطفال غير الملقّحين.إبعاد الطفل عن أشخاص آخرين مصابين بعدوى أو إنفلوانزا. (المشهد)