في اكتشاف علمي مذهل، عثر علماء أميركيون على فيروسات ضخمة عمرها أكثر من مليار ونصف المليار عام في ينابيع الطاقة الحرارية الأرضية بمنطقة "يلوستون" بالولايات المتحدة. وفي الوقت الذي تبدو هذه الفيروسات كائنات مرعبة، إلا أنّ العلماء طمأنوا العالم بأنها لا تشكل أيّ خطر على البشر ولا تنتشر بينهم. فيروسات عملاقة وتُعتبر هذه الفيروسات المكتشفة، فريدة من نوعها لاحتوائها على جينومات ضخمة للغاية، تفوق بأشواط جينومات الفيروسات العادية، وقد أطلق العلماء عليها اسم "الفيروسات العملاقة" تمييزًا لها عن باقي أنواع الفيروسات. وتساعد هذه الفيروسات في تقديم بوابة جديدة لفهم أصول الحياة على كوكب الأرض، ويعتقد العلماء أنّ دراستها قد تُساعد في تفسير كيفية نشوء الكائنات الحية على الأرض قبل ملايين السنين، وكيف تكيّفت مع الظروف البيئية القاسية في ذلك الوقت، وفقًا لما نقلته صحيفة "الديلي ميل". تنتمي بعض هذه الفيروسات إلى عائلة البكتيريا، بينما ينتمي البعض الآخر إلى عائلة العتائق، وهي كائنات وحيدة الخلية تشبه البكتيريا، وتتطلب بيئات قاسية للبقاء، كما تضمّ هذه الفيروسات نوعًا ثالثًا ينتمي إلى عائلة حقيقيات النواة، وهي العائلة التي تضمّ الفطريات. تُشير النظريات السابقة إلى أنّ الفيروسات هي كائنات حديثة نسبيًا، نشأت بعد الكائنات الحية الخلوية، لكنّ هذا الاكتشاف يُقدم أدلة جديدة تُشير إلى أنّ الفيروسات قد تكون موجودة على الأرض منذ فجر الحياة، أي منذ أكثر من مليار سنة. تعزى هذه الفيروسات إلى الينابيع الساخنة الموجودة في منطقة "يلوستون"، تتكون هذه الينابيع من حمم براكين خامدة تسخن المياه الجوفية، ما يؤدي إلى صعود البخار والمياه الساخنة. وتُعتبر هذه البيئة القاسية موطنًا مثاليًا لهذه الفيروسات الضخمة التي تزدهر في درجات حرارة مرتفعة للغاية، وضغوط عالية وتركيزات ملحية هائلة. يعتقد العلماء أنّ هذه الفيروسات تتكاثر عن طريق إصابة الطحالب الحمراء الموجودة في الينابيع الساخنة، وتقدم هذه الاكتشافات العلمية الجديدة، نظرة ثاقبة لفهم لتاريخ الحياة على كوكب الأرض، وتُؤكد على تنوع ومرونة الكائنات الحية التي تسكن الكوكب.ما الذي يجعل الفيروس "عملاقا"؟ هذه الفيروسات المكتشفة مؤخرًا ليست هي الفيروسات النموذجية التي نواجهها، ويشير مصطلح "العملاق" إلى جينومات الكبيرة بشكل استثنائيّ مقارنة بالفيروسات الأكثر شيوعًا، وعلى الرغم من اسمها، إلا أنها لا تشكل أيّ خطر على البشر. وبدلًا من ذلك، توفر هذه الفيروسات العملاقة معلومات قيمة عن الفترة التي بدأت فيها الكائنات وحيدة الخلية في الظهور على الأرض، فهي تساعد العلماء على فهم الظروف والعمليات التي أثرت على التطور المبكّر للحياة. ومن خلال دراسة الفيروسات القديمة، يمكن للباحثين الحصول على فهم أفضل للتاريخ التطوري والعوامل البيئية التي شكلت أصول الحياة على كوكب الأرض.(ترجمات)