بـ"المأساة المستمرة" يمكن وصف ما عاشه وسيعيشه سكان المناطق التي ضربها زلزال تركيا وسوريا.فمن خسر قريبه،منزله، حياته الهادئة، ربما يكون قد خسر وللأسف أيضا سلامة صحته النفسية من دون أن يدرك ذلك.من هنا، تختلف استجابات الفرد لهذه التحديات والكوارث، فمنها ما يمرّ في حياته مرور الكرام، ومنها ما قد يشكل له نوبات من الخوف والقلق. ونوبة الهلع هي شعور بالخوف الشديد يظهر فجأة ويترافق مع أعراض جسدية وفكرية مختلفة. وذكرت المعالجة النفسية أنجيلا برهوش لمنصة المشهد أنه "خلال نوبات الهلع يحلل الشخص الأعراض الجسدية التي تصيبه بطريقة خاطئة ويعتقد أنه بخطر وأنه سيموت". أعراض نوبة الهلع قد يصاب نحو 10 إلى 15% من الأفراد مرة أو مرتين بنوبات الهلع خلال حياتهم، وفق المعالجة النفسية. وأوضحت برهوش أن: "أعراض نوبة الهلع الجسدية تزيد عندما يفكر الشخص فيها". وتشمل الأعراض: سرعة دقات القلب. ضيف التنفس. الرعشة. الدوران. الصداع. الخوف الشديد من دون سبب. الأفكار السلبية وأفكار عن الموت. وأكدت أنه "نادرا ما تؤدي نوبة الهلع إلى الوفاة أو فقدان الوعي أو الإصابة بمرض مزمن"، موضحة أنه "عند الإصابة بالتوتر الشديد يرتفع الضغط والأكسيجين في الجسم كما تصبح دقات القلب أسرع، ما يجعل نسبة فقدان الوعي أقل". مدة النوبة تحدث نوبات الهلع في أوقات مختلفة من حياة الأشخاص، ويمكن أن تثير أماكن أو مواقف أو أنشطة معينة نوبات الهلع. وأشارت برهوش إلى أن "فترة استمرار نوبة الهلع تختلف بين شخص وآخر"، موضحة أنها "عادة ما تستمر من 5 إلى 20 دقيقة". وعادة ما تكون الأعراض في حدتها أول 10 دقائق من بدء النوبة. وقد يصاب أي شخص بنوبات الهلع في حياته، لكن وجود أكثر من نوبة واحدة قد يكون علامة على الإصابة باضطراب الهلع. واضطراب الهلع هو حالة صحيّة عقلية تتميز بنوبات الهلع المفاجئة والمتكررة التي تصل إلى حدّ تعطيل حياة الفرد. ما الأسباب؟ السبب الأبرز لحصول نوبات الهلع هو الشعور بالقلق أو التوتر حيال تغيرات في فترات معينة من الحياة. وتشمل هذه المواقف: قرار مصيري كترك العمل أو السفر أو الزواج. وفاة أحد أفراد الأسرة أو فقدان شخص عزيز. الوراثة. المرور بضغوطات نفسية تسبب القلق والتوتر. إدارة نوبات الهلع لا تعد نوبات الهلع مميتة، ولا تحتاج إلى علاج دوائي أو جراحي، بل يمكن للفرد أن يتخطاها بنفسه من خلال طرق عدة، كما أن للمحيطين به دور مهم في ذلك. من قِبل المُصاب: قدمت برهوش نصائح عدة للشخص المصاب بنوبة الهلع لكي يخفف من أثرها عليه، وهي: أن يدرك أنه يتعرض لنوبة هلع لا لنوبة قلبية. يضع انتباهه خارج عوارضه الجسدية لأن التفكير بها سيؤزم الوضع. إلهاء النفس. عدم تحليل العوارض بطريقة خاطئة. أن يدرك أن بعد دقائق ستختفي هذه الأعراض.طمأنة الذات أن أعراض نوبة الهلع لا تهدد الحياة.الاسترخاء. من قِبل المحيطين بالمصاب: للأشخاص المحيطين بالفرد الذي يتعرض لنوبة الهلع دور كبير في التخفيف من حدة نوبته، وذلك عبر: عدم جعله يركز في أعراضه الجسدية. إلهائه بالحديث أو بمشاهدة فيديوهات مسلية. نمط حياة صحي صحيح أنه لا يمكن إيقاف المشاكل التي قد تصيب الفرد خلال حياته، لكن يمكنه إدارتها والتعامل معها بطرق تقلل من تأثيرها على صحته النفسية، كما أن اتباع نمط حياة صحي يخفف من الآثار السلبية لها. ومن أبرز هذه التغيرات: تقليل وإدارة مصادر التوتر. تعلم كيفية التعرف على الأفكار السلبية وإيقافها. ممارس تمارين رياضية منتظمة. ممارس التأمل أو اليوغا. التقليل من استهلاك الكحول والكافيين. الإحاطة بأشخاص إيجابيين ويحبون خوض المغامرات المسلية. إذا لا يمكن التنبؤ بموعد نوبات الهلع الفجائية أو السيطرة عليها، لذا على الشخص ألا يضع تركيزه على الأعراض ولا تحليلها بطريقة خاطئة لكي يساعد نفسه على التأقلم مع النوبة. وفي حال زادت المخاوف تجاه نوبات الهلع يمكن استشارة المعالج النفسي من أجل وضع إستراتيجية مناسبة لإدارة نوبات الهلع بشكل خاصّ والقلق بشكل عام. (المشهد)