لا يزال خبر وفاة 3 أمهات أثناء الولادة في المغرب يُثير ضجّة واسعة، خصوصا في ظل عدم وضوح السبب الرئيسي وراء المأساة التي حدثت في المصحة نفسها بمدينة الدار البيضاء.وتعود تفاصيل الواقعة الغامضة إلى يوم الأربعاء الماضي، حيث دخلت 3 سيدات لإجراء عملية ولادة قيصرية وهن في صحة جيدة، لكنهن غادرنها جثثا هامدة، من دون تقديم تفسيرات، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام المغربي، وسط دعوات بمحاسبة المسؤولين في حال وجود تقصير طبي.مخاطر العملية القيصريةفي السياق، قال استشاري جراحة النساء والتوليد زهير لهنا إن أول سؤال تطرحه لجنة التحقيق عقب وفاة امرأة أثناء أو بعد عملية قيصرية هو: ما سبب إجراء العملية القيصرية؟، مضيفا أنه على الرغم من أن العمليات القيصرية غالبًا ما تمر بسلام إلا أنها تبقى عملية جراحية تحمل مخاطر كبيرة، و"لكننا استصغرتا هذه المخاطر ولا تعطى كل التفاسير اللازمة للناس".وأكد الخبير في تدوينة على منصة "إنستغرام" أن العمليات القيصرية لا تجرى بناءً على رغبة الأم أو الأهل أو حتى الطبيب من دون وجود أسباب طبية واضحة. ومع ذلك نجد أن عددًا كبيرًا من العمليات القيصرية يُجرى لأسباب غير مبررة مثل خوف المرأة من الولادة الطبيعية أو من آلامها وأسباب أخرى واهية. وأضاف الطبيب المغربي أن النسبة المثلى للعمليات القيصرية يجب أن تتراوح بين 20% و25% من إجمالي الولادات في أي مرفق طبي. لكن الواقع في المصحات الخاصة في المغرب يشير إلى أرقام مرتفعة جدًا، تصل إلى 80% أو 90%، مشيرا إلى أن:ما أثار الدهشة والاستياء في الواقعة الأخيرة هو غياب التصريحات أو التوضيحات الموجهة للرأي العام من قِبل الأخصائيين أو جمعيات طب النساء. هذا الصمت يترك الناس في حالة من التخبط بين التكهنات والشائعات، مما يضاعف معاناة عائلات الأمهات المتوفيات ويضر بسمعة المرفق الطبي.بحسب المعلومات المتاحة التي وصلتني فإن وفاة الأمهات عقب العمليات القيصرية قد تكون ناجمة عن مضاعفات مرتبطة بالتخدير الموضعي وعلى الرغم من نجاح الفرق الطبية في إنقاذ الأطفال فإن الأمهات فارقن الحياة لاحقًا في قسم الإنعاش.واعتبر المتحدث ذاته أن مثل هذه الحوادث تحتم على المجتمع وأطباء نساء إعادة تقييم الوضع وألا نستسهل العمليات القيصرية خصوصا في الحالات التي لا توجد فيها أسباب طبية واضحة تُبررها، داعيا إلى أخذ الحيطة والحذر لأن العملية القيصرية تبقى عملية بمخاطر كل عملية وعلينا إعادة الأمور إلى نصابها لنوجه النساء نحو الولادة الطبيعية، وتصبح القيصرية آخر ما نلجأ إليه.(المشهد)