يمثل روبرت كينيدي جونيور أمام مجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء حيث ستتم مساءلته بشأن تاريخه في نشر معلومات مضللة حول اللقاحات، في حين يستعد لتولي منصب وزير الصحة في إدارة دونالد ترامب. وإذا تم تثبيت تعيينه، سيتولى كينيدي (71 عاما) وهو ومحام بيئي سابق، رئاسة وزارة تشرف على أكثر من 80 ألف موظف وميزانية مقدارها 1,7 تريليون دولار، في وقت يحذّر العلماء من احتمال أن تؤدي إنفلونزا الطيور إلى حدوث جائحة بشرية. وصفه المنتقدون بأنه غير مؤهل على الإطلاق للمنصب، مستشهدين بترويجه لادعاءات مفضوحة تربط لقاحات الحصبة بمرض التوحد، واقتراحه بأن فيروس نقص المناعة البشرية لا يسبب مرض الإيدز، بالإضافة إلى مصالحه المالية في شركات محاماة تقاضي شركات أدوية. في الوقت نفسه، أشيد بالديمقراطي السابق على شعاره "لنجعل أميركا صحية مجددا" المتناغم مع شعار ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" وتركيزه على مكافحة الأمراض المزمنة المنتشرة في البلاد من خلال تناول الأطعمة الصحية وإعطاء الأولوية للرفاه. وما يزيد من تعقيد عملية تثبيت تعيينه، المخاوف التي أثارتها مجموعة محافظة أسسها نائب الرئيس السابق مايك بنس بشأن تبرعات سابقة قدمّها كينيدي لمنظمات تدعم الوصول إلى الإجهاض، وهي قضية يمكن أن تنفر الجمهوريين وتهدد فرصه في الحصول على الأصوات الخمسين اللازمة. وقالت عالمة الأوبئة في مركز "هارفرد بيلفر" سيرا مدد لوكالة فرانس برس إن "موقفه بشأن العديد من القضايا الصحية يتعارض مع المعرفة العلمية الراسخة وهذه إشارات منذرة".معارضة اللقاحات رغم محاولته التخفيف من شكوكه حول اللقاحات في الأشهر الأخيرة، أمضى كينيدي عقدين في الترويج لنظريات المؤامرة بشأن اللقاحات، خصوصا في ما يتعلق بلقاحات كوفيد-19 التي وصفها بأنها "الأكثر فتكا على الإطلاق". وذكر أيضا أنه يشرب الحليب الطازج حصرا، قائلا إن الحليب غير المبستر "مفيد للصحة" وهو موقف ما زال يتمسك به حتى مع انتشار إنفلونزا الطيور بين الماشية في الولايات المتحدة والذي ثبت أنه يلوث الحليب غير المبستر. ومن الأمور الأخرى التي يتحدّث عنها بشكل دائم وجود الفلورايد في إمدادات المياه العامة في البلاد والذي أدخل منتصف القرن الـ20 لتقليل تسوس الأسنان. وفي حين أثارت انتقاداته لهذه الممارسة جدلا، حظي بدعم البعض في المجتمع العلمي الذين يتساءلون عما إذا كانت فوائد فَلورة المياه تفوق خطر السمية العصبية المحتملة لها، خصوصا أن الفلورايد أصبح الآن متاحا بسهولة من خلال معجون الأسنان.(أ ف ب)