لقد شهد العالم تقدمًا هائلًا في مكافحة الأوبئة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية خلال العقدين الماضيين. فمنذ عام 2010، تراجعت الوفيات الناجمة عن الفيروس بنسبة 51%، بينما انخفضت الإصابات السنوية الجديدة من 2.1 مليون حالة إلى 1.3 مليون حالة في عام 2023، أي بانخفاض قدره 39%.يرجع هذا التقدم الكبير إلى تنفيذ برامج عالمية واسعة النطاق للوقاية والعلاج. ففي عام 2003، لم يكن سوى 400 ألف شخص في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل قادرين على الحصول على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، بينما تجاوز العدد اليوم 25 مليون شخص.يُعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى "خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز" (بيبفار)، التي أطلقها الرئيس جورج دبليو بوش عام 2003. وقد أصبحت بيبفار تشكل نحو 70% من إجمالي التمويل العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، وظلت نموذجًا نادرًا على نجاح الدعم الحزبي المشترك في الولايات المتحدة.إلا أنّ هذا النجاح تعرض لضربة قوية عندما أدرجت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب برنامج بيبفار ضمن خططها لخفض الإنفاق على المساعدات الخارجية.خفض الإنفاق ففي يناير، شمل التجميد الأولي للمنح المساعدات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، وفي فبراير، وقّع وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو على تخفيضات أثرت على أكثر من 90% من منح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما أدى إلى وقف التمويل الأميركي العالمي لمكافحة الفيروس. وبذلك، أُغلقت برامج بيبفار في جنوب إفريقيا فورًا، وأُبلغت منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بوقف التمويل الأميركي لها.مع تدمير بيبفار في شكله الحالي، تبددت الآمال في استمراره بأيّ صورة مؤثرة. وبحلول نهاية عام 2024، كانت بيبفار تموّل علاج أكثر من 20 مليون شخص في 55 دولة، وتدعم أكثر من 90% من استخدام العلاج الوقائي قبل التعرض للفيروس، وتوفر اختبارات الفحص لملايين الأشخاص سنويًا. كما لعبت دورًا حيويًا في تدريب ودعم مئات الآلاف من العاملين الصحيين حول العالم.ووفق موقع "ميديكال إكسبرس"، فإنّ وقف الدعم الأميركي لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية يمثل كارثة، خصوصًا على الدول منخفضة الدخل.(ترجمات)