لم يعد اتّباع نظام غذائي إلى جانب ممارسة الرياضة، الحلّ الوحيد لخسارة الوزن هذه الأيام، بل دخلت إلى المعادلة حُقن وأدوية تُسرّع من هذا الأمر.وهنا نتحدث تحديدًا عن دواء "مونجارو"، الذي يجتاح اسمه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وارتفع الطلب عليه عالميًا، لارتباط اسمه بالتخسيس.فما هو دواء مونجارو؟ هل يساعد فعلًا في خسارة الوزن؟ كلّ التفاصيل في هذا الموضوع الشامل من منصة "المشهد". ما هو دواء مونجارو؟"مونجارو" هو دواء لمرض السكري، يأتي على شكل حُقن تؤخذ مرة واحدة في الأسبوع"، وفق ما قالت اختصاصية الغدد الصمّاء والسكري في "Mediclinic Dubai mall" نسرين الغزال لمنصة "المشهد".ولفتت إلى أنّ "مونجارو" لمرض السكري لكن لا يحتوي على "أنسولين،" وهو يعمل على تخفيف الشهيّة، ويساعد على حرق السكر بطريقة فاعلة.هذا يعني أنّ "مونجارو" هو دواء لعلاج مرض السكري من النوع 2، حيث يساعد على خفض مستويات السكر في الدم.والسكري هو مرض مزمن، يحدث عندما تعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين - الذي تنتجه - بشكل فاعل. وهذا يؤدي إلى زيادة تركيز الغلوكوز في الدم، وفق منظمة الصحة العالمية.ويتميز السكري نمط 1 بقلة إنتاج الأنسولين، بينما يَنتج السكري نمط 2 عن عدم فاعلية استخدام الجسم للأنسولين.هل تُستخدم حقن مونجارو للتخسيس؟إنطلاقًا ممّا تقدم، تمت الموافقة على "مونجارو" من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لعلاج مرض السكري من النوع 2 فقط، في مايو 2022.وهذا ما أكدته الغزال، مشيرة إلى أنّ "الاستعمال الوحيد الموافَق عليه لهذا الدواء من قبل إدارة الغذاء، هو لمرضى السكري لتخفيض مستوى السكر بالدم". حيث يجب استخدامه إلى جانب نظام غذائي محدد وممارسة الرياضة.لكن ماذا عن علاقة دواء مونجارو بالتخسيس؟ هنا، أوضحت المتحدثة، أنّ "بعض الدراسات أُجريت على غير المصابين بالسكري، لكن يعانون وزنًا زائدا، وأظهرت فاعلية "مونجارو" من ناحية خسارة الوزن إلى حدّ 20% منه".وعن سبب فقدان الوزن عند تناول هذا الدواء، ذكر موقع "هيلث لاين" الطبي، أنه يبطّئ من عملية الهضم، ما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبّب هذا الدواء الغثيان أو انخفاض الشهيّة، ما قد يؤدي أيضًا إلى فقدان الوزن.ورغم أنّ التجارب السريرية أظهرت أنّ حقن مونجارو مفيد في إنقاص الوزن، إلا أنه ليس من بين أدوية إنقاص الوزن المعتمَدة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) حاليًا.الأعراض الجانبية لإبرة مونجاروهل لهذا الدواء أعراض جانبية؟ الجواب "نعم". ففي دراسات المرحلة الثالثة حول الدواء، توقف عدد أكبر من المرضى الذين يتلقون كميات أكبر من الحقنة، بسبب الآثار الجانبية المعوية، وذلك بنسبة 0.4% أكثر من المرضى الذين يتلقون العلاج الوهمي.كما تحدثت معظم التقارير عن الغثيان والقيء أو الإسهال، عند زيادة الجرعات في بداية العلاج وتناقصها بمرور الوقت.وفي هذا الإطار، تابعت الغزال أنّ لـ"مونجارو أعراضًا جانبية، لكن لم يكن عليه مضاعفات خطيرة".ويعدّ الغثيان والإسهال وانخفاض الشهية، من الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا، التي تمّ الإبلاغ عنها في الدراسات التي أُجريت مع مونجارو.وأشارت الغزال إلى أنّ أبرز الأعراض الجانبية هي:الغثيان.التقيّؤ.مشاكل بالمعدة.الإسهال أو الإمساك.الصداع.وفي أكتوبر 2022، منحت إدارة الغذاء هذا الدواء العصري، تصنيف "المسار السريع" للمساعدة في تسريع الموافقة المحتملة على فقدان الوزن، ما يعني أنها توافق عليه للاستعمال لفقدان الوزن في وقت أقرب، وفق " diaTribe Foundation".قبل استخدام دواء مونجاروهل تصف الغزال هذا الدواء لمرضاها؟ تجيب أنّ "إدارة الغذاء لم تعطِ موافقةً لاستعمال مونجارو لفقدان الوزن، لذا عندما نقابل مريضًا في العيادات يريد أن يخسر الوزن ولا يعاني السكري، نعطيه أدوية موافقًا عليها من الإدارة لخسارة الوزن".أما بالنسبة إلى الأشخاص الذي يريدون تناول هذا الدواء بغاية فقدان الوزن، فمن الأفضل لهم التواصل مع الطبيب، خصوصا إن كانوا يعانون:حساسية تجاه مكوّنات مونجارو.أمراضًا سابقة في البنكرياس أو الكلى.مشاكل في المعدة مثل صعوبة هضم الطعام.اعتلالَ الشبكية السكري.الحمل أو عند التخطيط للحمل أو الرضاعة الطبيعية.كيف يعمل دواء مونجارو؟من فوائد دواء "مونجارو" أنه يساعد على إنقاص الوزن عن طريق تقليل تناول الطعام، بالإضافة إلى إبطاء سرعة انتقال الطعام عبر الجهاز الهضمي ما يعني إفراغ المعدة، وقد يساعد هذا الأمر على الشعور بالشبع لفترة أطول، إلى جانب تقليل كمية الطعام المتناول، وفق موقع "دروغ" الطبي.كما يبطّئ "مونجارو" حركة الطعام التي تتجه من المعدة نحو الأمعاء الدقيقة. وكلّ هذا يشعر الشخص بالشبع بسرعة أكبر، وأيضا لفترة أطول من الوقت. كيفية استخدام دواء مونجارو؟لكن كون الدواء غير موافق عليه من قبل إدارة الغذاء الأميركية لفقدان الوزن، وكون مرضى السكري بحاجة إلى متابعة دائمة من قِبل الطبيب، فلا بدّ من معرفة أنّ استخدام هذا الدواء لا يجب أن يكون عشوائيًا.1- الجرعةسيبدأ الطبيب عادةً بجرعة منخفضة من مونجارو، ويقوم بتعديلها بمرور الوقت للوصول إلى الكمية المناسبة للشخص.لكن بالإجمال، يوصى باعطاء جرعة 2.5 ملغرام تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيًا، وتزيد إلى 5 ملليغرامات مرة أسبوعيًا بعد 4 أسابيع.بينما تصل الجرعة القصوى إلى 15 ملليغراما تحت الجلد مرة واحدة أسبوعيًا.2- كيف يُستعمل؟يأتي مونجارو كمحلول سائل في قلم حقن يُستخدم لمرة واحدة. يتم إعطاؤه كحقنة تحت جلد البطن أو الفخذ.3- كم مرة يُستخدم؟يتم حقن مونجارو مرة واحدة في الأسبوع، وفي أيّ وقت من اليوم.متى يبدأ مفعول علاج مونجارو؟على الرغم من عدم الموافقة على الدواء للتخسيس، فقد وصل فقدان الوزن لدى البالغين إلى 11.4 كجم (25 رطلًا) بعد أكثر من 40 و 52 أسبوعًا، وذلك في دراسات المرحلة 3 من مونجارو المقدمة للموافقة عليها إلى إدارة الغذاء والدواء.وذكرت الدراسات وفق موقع "دروغ"، أنّ الجرعات العالية من "مونجارو" أدت إلى فقدان الوزن بشكل أكبر، ولكن يمكن أن تترافق مع المزيد من الآثار الجانبية المتكررة في المعدة.بينما تميل هذه الآثار الجانبية إلى أن تكون موقتة في معظم المرضى.وعن بدء ظهور مفعول هذا الدواء، يبدأ مونجارو في العمل مباشرةً بعد تناول الجرعة الأولى، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل ملاحظة التغيير في نسبة السكر في الدم. ويبدأ بعض الأشخاص في رؤية التأثير في غضون أسابيع قليلة من بدء العلاج. موانع استخدام حقن مونجارولا ينبغي استخدام ابرة "مونجارو" لدى فئات عدة من المرضى، حيث أشارت الغزال إلى أنّ بعض المرضى لا يجب عليهم تناول منجارو وهم:المصابون بسرطان الغدة الدرقية الوراثي. المصابون بالتهاب البنكرياس سابقا.مكونات دواء مونجارومن ناحية تركيبة الدواء، نشير إلى أنّ العنصر النشط فيه هو مادة "تيرزيباتيد"، أما الموادّ الأخرى غير الفاعلة فهي كلوريد الصوديوم، وفوسفات الصوديوم، وهيبتاهيدراتي ثنائي القاعدة، وماء للحقن. كما يمكن إضافة محلول حمض الهيدروكلوريك، أو محلول هيدروكسيد الصوديوم لضبط الرقم الهيدروجيني.مقارنة دواء مونجارو مع دواء أوزمبيك"مونجارو" ليس وحده الدواء "التريند" عالميًا لفقدان الوزن، بل سبقه "أوزمبيك" الذي يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع 2.وتمت الموافقة على "أوزمبيك" أيضًا لتقليل مخاطر حدوث حدث قلبي وعائي كبير (مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية) في مرضى السكري من النوع 2، بينما لم يتلقّ مونجارو حتى الآن هذا المؤشر، على الرغم من استمرار الدراسات.ومن ناحية فقدان الوزن، فقد يؤدي "مونجارو" و"أوزمبيك" إلى فقدان الوزن بشكل كبير، ولكن لم تتم الموافقة عليهما بشكل خاص من قبل إدارة الغذاء والدواء لهذا الاستخدام.أما الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي تظهر مع هذه الأدوية، فهي الغثيان والإسهال.وعن الجرعات المطلوبة منها، فيتم إعطاؤهما كحقنة أسبوعية تحت الجلد في البطن أو الفخذ.وفي سياق متصّل، قارنت إحدى التجارب السريرية "مونجارو" و"أوزمبيك" لعلاج مرض السكري من النوع 2، ولم تنظر هذه الدراسة على وجه التحديد في فقدان الوزن.لكن وجد الباحثون وفق "ميديكال نيوز توداي"، أنّ الأشخاص الذين استخدموا "مونجارو" لعلاج مرض السكري من النوع 2 فقدوا وزنًا أكبر من الأشخاص الذين استخدموا "أوزمبيك" لهذا الغرض.ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية مقارنة "مونجارو" مع "أوزمبيك" عند استخدام الأدوية لفقدان الوزن.ماذا تفعل عند نسيان جرعة مونجارو؟كأيّ دواء آخر يمكن أن ينسى الشخص تناول جرعته الأسبوعية من مونجارو، فكيف عليه التصرف في هذه الحالة؟ هنا، توجد حالتان مختلفتان:الأولى: طالما تذكّر الشخص تناول الدواء في غضون 4 أيام من وقت استحقاق الجرعة، فيمكن تناوله بمجرد أن تذكّره، ثم الاستمرار في جدول الجرعات المعتاد.الثانية: إذا مر أكثر من 4 أيام على الجرعة، فيُنصح بتجاوز الجرعة الفائتة، ثم الاستمرار في جدول الجرعات المعتاد.أما في حالة تناول جرعة زائدة، فيجب مباشرة التواصل مع مقدم الرعاية الصحية، خصوصًا في حال ظهور أعراض كصعوبة بالتنفس أو غيرها."مونجارو" والمدى الطويلكلّ ما تقدم يشير إلى أنّ الدواء بحاجة إلى مزيد من الدراسات المتعلقة بفقدان الوزن، وحاليًا يدرس العلماء الآثار طويلة المدى لـ"مونجارو" حول هذا الأمر، كما يدرسون أيضًا ما إذا كان يتم الحفاظ على فقدان الوزن بعد إيقاف الدواء.فكانت قد نظرت تجربة سريرية سابقة بالتغيرات في وزن الجسم بعد علاج "أوزمبيك"، وتبيّن أنه بعد مرور عام على إيقاف الدواء استعاد المشاركون بعض الوزن الذي فقدوه أثناء العلاج.وهذا ما قد يجعل الحاجة إلى تناول دواء مونجارو لمدى طويل للحفاظ على فقدان الوزن.كيف تُحفظ الحقن؟وبالنسبة إلى الحفاظ على حقن مونجارو، فهي تحفظ في الثلاجة، حيث يجب أن تكون درجة الحرارة بين 36 درجة فهرنهايت إلى 46 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية إلى 8 درجات مئوية)، لكن يجب الانتباه لعدم تجميد أقلام الدواء.كما يجب تخزين الأقلام في العبوة الأصلية لحمايتها من الضوء.ونشير أيضًا إلى أنّ القلم له أجزاء زجاجية، أي أنه يجب التعامل معه بعناية، ففي حال سقط على الأرض أو على أيّ سطح صلب لا يجب استخدامه.بالمحصلة، لا يجب تناول الدواء "التريند" من دون استشارة ومتابعة طبية، لتفادي أيّ أعراض جانبية غير مرحّب بها.للمزيد: سعر حقن مونجارو في مصر(المشهد)