الجسم الممشوق، العضلات المنتفخة، والطاقة أمور يرغبها بشدة كلّ رياضي، لذا يجاهد للالتزام بممارسة التمارين الرياضية في النوادي الرياضية لكن البعض يختار طريقا آخر من خلال تناول حبوب الهرمون.يلجأ الكثير من الرياضيين إلى هرمونات النمو للحصول على نتائج سريعة وأجسام ضخمة في وقت قليل، دون حساب المخاطر الجسيمة، ما جعل خبراء ورياضيين وأطباء يحذرون من المخاطر الصحية الكبيرة للهرمونات.ما هو هرمون النمو البشري؟ في البداية نشير إلى أن هرمون النمو، الذي تنتجه الغدة النخامية، يحفز النمو لدى الأطفال والمراهقين. كما أنه يساعد على تنظيم تكوين الجسم، وسوائل الجسم، ونمو العضلات والعظام، واستقلاب السكر والدهون، وربما وظيفة القلب. يزيد إفراز هذا الهرمون خلال فترات النمو السريعة مثل الطفولة والمراهقة، ويمكن أن يتأثر بعوامل مثل التغذية والنوم والتمرينات الرياضية.طبياً، تستخدم حبوب هرمون النمو البشري لعلاج الأطفال الذين لا ينمون، والبالغين الذين يعانون نقص هرمون النمو. كما أنها تستخدم لدعم الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. لكن تعاطي هرمون النمو من دون استشارة طبية ينطوي على مخاطر جدية، وفق مواقع طبية. "ترند" هرمون النمو في السياق، أكد المدرب الرياضي رامي متى في حديث لمنصة "المشهد" أهمية دور العضلات في الجسم، مشددا على أهمية الاهتمام بها، مشيرا إلى أنها متعدّدة المهام: تساعد لتحريك المفصل تشد العضلة.تتحمل التعب والضربات من الخارج أو الصدمات.تغلّف العظام وتحميها.لكن، عد متى أن "ترند عصرنا اليوم هو اللجوء لتناول حبوب أو عقاقير هرمونات لنمو العضلات"، مشيرا إلى أن هذه الهرمونات تجعل جسم الفرد يتغيّر وفق الشكل الذي يريده بفترة قياسية تصل لـ3 أشهر.أضرار هرمون النمو في المقابل، أوضح المدرب الرياضي أن من يتناول هرمون تتراجع صحته، حيث تتغير هرمونات الجسم وقد تسبب الإصابة بالسرطان أو مشاكل بالقلب، موضحا أن الهرمونات تعطي شكلا خارجيا جيدا لكن من الداخل خطرة ولا يمكن معرفة أي نوع ضرر ستصيب الشخص. وعدّد أضرار هرمون النمو أبرزها، تغيير هرمونات الجسم ما يؤثر على الإنجاب والخصوبة، تضخّم شرايين القلب، ارتفاع الكوليسترول، لافتا إلى أن هذه الأضرار لا يتأثر بها كلّ شخص يتناول حبوب الهرمون إنما نسبية. وهذا فعلا ما أكده الأطباء معتبرين أن هذه الهرمونات تعمل على تنمية العضلات بشكل سريع عبر زيادة نسبة هرمون التستوستيرون الأمر الذي يؤثر على عملية التمثيل الغذائي وزيادة نمو العضلات وحتى الإنجاب.ولفت متّى النظر إلى أنه لم يعد تناول الهرمون حكرا على الذكور بل بتنا نرى فتيات أيضا تتناولنه. هرمون النمو محظور ورغم أن هرمون النمو يستعمل بشكل كبير من قبل لاعبي كمال الأجسام والرياضيين مثلا، فإنه محظور من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، ومنظمات رياضية عالمية، والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. وفي السياق، أجرى فريق من الباحثين من كاليفورنيا وفق "هارفارد" مراجعة تفصيلية لـ 44 دراسة عالية الجودة حول هرمون النمو لدى الرياضيين. كان المشاركون صغارًا (متوسط العمر 27 عامًا)، ونحيفين (متوسط مؤشر كتلة الجسم 24)، ولائقين بدنيًا؛ 85% منهم ذكور. تلقى ما مجموعه 303 متطوعين حقن هرمون النمو، بينما تلقى 137 علاجًا وهميًا. بعد تلقي الحقن اليومية لمدة 20 يومًا في المتوسط، زاد الأشخاص الذين تلقوا هرمون النمو من كتلة الجسم النحيلة بمعدل 4.6 أرطال لكنه لم يُترجم إلى تحسين الأداء. في الواقع، لم ينتج هرمون النمو زيادات قابلة للقياس في القوة أو القدرة على ممارسة الرياضة. كما كان الأشخاص الذين حصلوا على هرمون النمو أكثر عرضة للاحتفاظ بالسوائل والإصابة بالتعب مقارنة بالمتطوعين الذين حصلوا على العلاج الوهمي. ماذا بعد التوقف عن تناول حبوب هرمون النمو؟أما عند توقف تناول الهرمون سيخسر الفرد الكتلة العضلية التي بنيت بنسبة 60%، وفق متى، لافتا إلى أن هنا لن يتقبّل الشخص شكله وطاقته لذا يعود ويتناول الهرمون من جديد ليصبح مدمنا عليه. ودعا إلى الاهتمام بالعضلات من دون اللجوء لتناول حبوب هرمون، لافتا إلى أهمية ممارسة التمارين الصحيحة للعضلات، تناول طعام صحي والنوم لساعات كافية يوميا. وعن نمو العضلات في حال عدم اللجوء لحبوب الهرمون، قال متى إنه:في الشهر الأول يجد الشخص نتيجة سريعة. عند الشهر الثالث يشعر باستقرار. بعد 6 أشهر أو سنة تبدأ التغيرات في حال المثابرة وطلب المساعدة من قبل مختص رياضي لتحقيق النتيجة المرادة.إذا يعتقد بعض الناس أن هرمون النمو البشري يمكن أن يزيد الأداء الرياضي، لكن الأبحاث تظهر أن الفائدة على الأداء الرياضي غير مؤكدة. وجدت إحدى المراجعات أنه على الرغم من أن الهرمون يزيد من كتلة العضلات، فإنه قد لا يحسن القوة كما يؤدي لمضاعفات صحية.بسبب المخاطر الصحية لهرمون النمو البشري، يجب استخدامه فقط تحت إشراف الطبيب. (المشهد)