هل تشعر بالقلق في كلّ مرة يصل أي إشعار لهاتفك؟ هل هو بريد إلكتروني عاجل من العمل؟ أو رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أم ربما خبر عاجل؟ تفتح الإشعار لتكتشف أنه مجرد تنبيه عشوائي. ومع ذلك، تتكرر هذه الحالة مرارًا.لماذا تجعلنا هذه الأصوات البسيطة نشعر بالقلق ونبقى في حالة توتر؟الخوف من تفويت شيء مهم (FOMO)تعد الرهبة من تفويت شيء مهم أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الإشعارات تثير القلق. تقول كبيرة مستشاري الطب النفسي في مستشفى سير جانجا رام، نيودلهي، الدكتورة آرتي أناند إن "في الوظائف ذات الضغوط العالية، حيث يتم تبادل المعلومات المهمة عبر الواتساب أو البريد الإلكتروني، يمكن أن يؤدي الفحص المستمر للإشعارات إلى القلق."هذا السلوك المدفوع بالخوف من فقدان التحديثات أو المواعيد النهائية أو الفرص ليس مقتصرًا على العمل فقط. تضيف الدكتورة أناند أن الكثيرين يشعرون بالحاجة إلى البقاء على اتصال مع الأصدقاء، والعائلة، والأحداث العالمية. فعدم متابعة الأخبار الرائجة أو المحادثات العادية يمكن أن يجعلنا نشعر بالعزلة، مما يزيد من توترنا.الانقطاعات التي تعيق الإنتاجيةكل مرة تقاطع الإشعارات تركيزنا، تُحدث ما يُعرف بـ"تكلفة التبديل"، مما يعني أن الدماغ يحتاج للتوقف وإعادة التركيز على المهمة الأصلية، مما يستنزف الطاقة العقلية ويقلل الكفاءة.وتوضح الدكتورة أناند أن المهام غير المكتملة بسبب الانقطاعات المتكررة يمكن أن تزيد من مشاعر التوتر والقلق. وترافق هذه الحالة مشاعر الذنب حيال عدم إنجاز المهام، مما يؤدي إلى الإحباط.الاهتزازات الوهميةهل شعرت يومًا أن هاتفك أصدر تنبيهًا، لكن عندما تفحصه تجد أنه لا يوجد إشعار؟ هذه الظاهرة تُعرف بـ"متلازمة الاهتزاز الوهمي"، حيث يخدعك دماغك ويدفعك للتحقق من هاتفك دون سبب.أظهرت دراسة أجريت عام 2017 حول إدمان الهواتف الذكية أن الإشعارات تغيّر كيمياء الدماغ، مما يخلق عدم توازن يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب وحتى الاندفاع. وفي الحالات القصوى، يرتبط الاستخدام المفرط للهواتف الذكية بسلوكيات انتحارية.القلق الناتج عن الهواتف بين الأجياليختلف رد فعلنا تجاه إشعارات الهاتف حسب الفئات العمرية. فقد أظهرت دراسة أجريت في المملكة المتحدة عام 2019 أن 76% من جيل الألفية و40% من جيل الطفرة السكانية تنتابهم أفكار مقلقة عند سماع رنين الهاتف.يرتبط هذا القلق غالبًا بالضغوط الاجتماعية. على سبيل المثال، يميل جيل الألفية إلى تجنب المكالمات؛ 61% مقارنة بـ42% من جيل الطفرة السكانية. هذا السلوك ناتج عن انشغالهم بما يعتقده الآخرون عنهم، مما يضيف طبقة أخرى من التوتر.ما العلم وراء هذه العملية المسببة للقلق؟عندما تسمع إشعارًا، يطلق دماغك مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة. يؤدي ذلك إلى حالة من التوقع والرغبة.كل صوت تنبيه يهيء دماغك لانتظار الصوت التالي، مما يدخلك في حلقة مفرغة من فحص الهاتف بشكل مستمر. ومع مرور الوقت، يمكن لهذه الدورة أن تزيد من القلق، مما يجعل من الصعب عليك الانفصال عن الهاتف.(ترجمات)