"عجوز يرعى عجوزا" هذا هو الحال في 63.5% من الأسر في اليابان، حيث يتلقى شخص يبلغ من العمر 65 عامًا أو أكثر، رعاية، يكون مقدم الرعاية أيضًا كبيرًا في السن، حيث يبلغ على الأقل 65 عامًا، وفق دراسة نُشرت الشهر الماضي.ففي آخر الدراسات العالمية، احتلت اليابان المرتبة الأولى عالميا من حيث نسبة عدد المسنّين، وبلغت 29.1% من إجماليّ السكان. وتجاوزت نسبة الذين يبلغ أعمارهم 80 عاما أو أكثر نسبة 10% من الشعب اليابانيّ للمرة الأولى. وبعد اليابان، تأتي إيطاليا (24.5%) وفنلندا 23.6%. فكيف ينعكس وجود نسبة كبيرة من كبار السنّ على المجتمع؟ويحدث التقدم في السن نتيجة تراكم طائفة واسعة من أوجه التلف في الجزيئات والخلايا مع مرور الزمن. وهذا ما يؤدي إلى تراجع تدريجيّ في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمال الإصابة بالأمراض والوفاة في النهاية. وترافق الشيخوخة مشاكل صحية عدة، منها فقدان السمع، وإعتام عدسة العين، وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العظام والمفاصل، وداء الانسداد الرئوي المزمن، والسكري، والاكتئاب، والخرف. ومع تقدم الأشخاص في السن، من الأرجح أن يواجهوا مشاكل صحية عدة في وقت واحد. أسباب شيخوخة المجتمعوبالعودة إلى الأرقام حول نسب كبار السن، أوضحت المساعدة في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية د. سوزان منعم لمنصة "المشهد"، أنّ "ارتفاع نسبة كبار السن في المجتمع، يحوّله إلى مجتمع هرم أو كهل ويؤثر ذلك على أصعدة عدة في البلد، منها الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والديموغرافية وغيرها". وتابعت أنّ "نسبة الزيجات تتغير أيضا، ما يؤدي إلى تغيّر في التركيبة السكانية في المجتمع".وعن أهمية أن يكون المجتمع من أعمار شابة، لفتت إلى أنّ "الفئة الشابة هي التي تُنتج في البلاد وتصنع القرار"، مشددة على أهمية أن يكون المجتمع بغالبيته في عمر الشباب، لأنّ الشباب هم الأكثر إنتاجية وطاقة. وذكرت أنّ الفئة العاملة تتراوح أعمارها بين 15 و64 عاما، أما كبار السنّ فهم فوق 64 عاما. لكن ما الأسباب التي تجعل المجتمع هرمًا؟ أشارت منعم هنا إلى أنّ أسبابا عدة تلعب دورًا في كهولة المجتمع، ومنها: غياب التشجيع على الزواج. عدم إنجاب الأطفال. الهجرة تلعب دورا خصوصا وأنّ فئات الشباب هم أكثر من تهاجر.في إطار الحديث عن كبار السنّ، تُشير الأمم المتحدة إلى أنّ أسرع الشرائح الاجتماعيّة نموا، هي شريحة من هم في سنّ الـ65 أو أكبر. وبحسب البيانات الواردة لعام 2019 من تقرير التوقعات السكانية في العالم، فمع حلول عام 2050 سيكون 16% من عدد سكان العالم (1من كل 6 أفراد في العالم) أكبر من سن 65 عاما.ما دور الحكومات؟إذًا احتلال اليابان المرتبة الأولى من حيث كبار السنّ، تأتي في الوقت الذي تواصل فيه كفاحها مع مجتمع يشيخ بسرعة، وفق وكالة أنباء كيودو اليابانية.وفي هذه الحال على الحكومات العمل على جانبين: الأول الاهتمام بكبار السنّ، والثاني العمل على توسيع الفئة الشابة.لذا دعت منعم الدول التي تكثر فيها فئة كبار السن، إلى خلق مجتمعات خاصة بهم للتلاقي والاندماج، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة لهم وسياسات أخرى تتعلق بكبار السن من الناحية الصحية.ويشير خبراء إلى أنّ وجود بيئات داعمة لكبار السنّ، أمر في بالغ الأهمية، مثل توافر مبانٍ عامة ووسائل نقل مأمونة، ويمكن الوصول إليها، وأماكن يسهل التجوال فيها. من جهة أخرى، نصحت بوضع سياسات لدعم الشباب ولتشجيعهم على البقاء في البلد، مثل تأمين فرص عمل، أو تأمين قروض لهم، وغيرها من الاجراءات.الدول الأكثر شيخوخة في العالمدائما ما كنا نسمع أنّ أوروبا هي القارة العجوز، بسبب ارتفاع نسبة كبار السنّ فيها مقارنة بالشباب. وهذا يظهر جليًا في الدول العشر الأكثر شيخوخة، وتشمل:اليابان.إيطاليا.فنلندا.البرتغال.ألمانيا.بلغاريا.جورجيا.السويد.لاتفيا.كرواتيا.(المشهد)