كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات كبيرة لاضطرابات النوم والأرق على الصحة وجودة الحياة، حيث أشارت إلى ذلك يعدّ مؤشرًا على تغييرات سلبية في الدماغ قد تؤدي إلى الأراضي العصبية التنكسية مثل الزهايمر.وبحسب موقع "ميديكال إكسبريس"، يشكل الحصول على قسط جيد من النوم ليلا جزءا حاسما من الدورة البيولوجية اليومية لدينا، ويرتبط بتحسين وظيفة الدماغ، وتعزيز الجهاز المناعي، وقلب أكثر صحة.وأشارت الدراسة إلى أن النوم السيئ قد يكون علامة تحذيرية تشير إلى أن هناك تغييرات تحدث في الدماغ بشكل تدريجي، مثل تراكم البروتينات الضارة (مثل الأميلويد أو التاو) التي تتسبب في تدهور الخلايا العصبية، ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف في المستقبل.وتشير الورقة البحثية التي نشرتها مجلة "Cell" لأول مرة وصفا دقيقا لوجود تذبذبات (تغيرات دورية أو اهتزازات) تنظم بشكل محكم بين 3 عوامل مهمة في الدماغ أثناء نوم الفئران في مرحلة حركة العين غير السريعة (NREM).وقالت المديرة المشاركة لمركز الطب العصبي التحويلي في جامعة روشستر والمؤلفة الرئيسية للدراسة، مايكن نيديرغارد "بينما ينتقل الدماغ من اليقظة إلى النوم، تتراجع معالجة المعلومات الخارجية بينما تُفعل العمليات مثل إزالة النفايات عبر النظام اللمفاوي الدماغي. كانت الدوافع وراء هذه الدراسة هي فهم أفضل لما يحفز تدفق النظام اللمفاوي خلال النوم، وتوفر رؤى من هذه الدراسة تداعيات واسعة لفهم مكونات النوم الاسترجاعي".مخاطر مساعدات النوموحذّرت الدراسة للأشخاص الذين يستخدمون المساعدات النوم الشائعة مثل زولبيديم. فقد أظهر الدواء تأثيرا مثبطا على النظام اللمفاوي الدماغي، ما قد يمهد الطريق لاضطرابات عصبية مثل الزهايمر نتيجة تراكم البروتينات السامة في الدماغ.وسمح هذا النهج الجديد للباحثين بتسجيل نشاط الدماغ خلال فترات طويلة وغير متقطعة من اليقظة والنوم مع السماح للفئران بالحركة بحرية أثناء التسجيلات.ولاحظ الفريق أن موجات بطيئة ومنسقة من النورإيبينفرين، وحجم الدم الدماغي، وتدفق السائل الدماغي الشوكي كانت تميز نوم حركة العين غير السريعة. وقالت المؤلفة الأولى للدراسة ناتالي هاغلوند، "تدمج هذه النتائج مع ما نعرفه عن النظام اللمفاوي الدماغي وتظهر الصورة الكاملة للديناميكيات داخل الدماغ، وكانت هذه الموجات البطيئة، والاستيقاظات الصغيرة، والنورإيبينفرين هي الحلقة المفقودة".استكشفت الدراسة ما إذا كانت مساعدات النوم تحاكي التذبذبات الطبيعية اللازمة لوظيفة النظام اللمفاوي الدماغي. وركز الفريق على زولبيديم، وهو مهدئ يسوق تحت اسم "أمبين"، الذي يتم وصفه كثيرا لعلاج الأرق.وبينما كان زولبيديم يحفز النوم في الفئران بفعالية، إلا أنه كبح تذبذبات النورإيبينفرين، ما عطل النظام اللمفاوي الدماغي وأدى إلى تعطيل عمليات إزالة نفايات الدماغ، وهو اكتشاف يثير القلق بشأن استخدامه طويل المدى.(المشهد)