هل تمارس الرياضة يوميا؟ قد يكون جواب غالبية الناس "لا، لا وقت ولا حافز لديّ". فأصبح من السهل أن نغرق في متطلبات الحياة اليومية، مما يجعل من الصعب إيجاد الوقت أو الحافز لممارسة الرياضة.
ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هي عنصر أساسي للحفاظ على صحة العقل والجسد.
دراسة أجرتها جامعة هارفارد تشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة التمارين الهوائية (مثل المشي السريع أو الركض)، تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، وتعزز من الشعور بالسعادة والرفاهية.
ووفقًا لجمعية القلب الأميركية (AHA)، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في خفض ضغط الدم، تحسين مستويات الكوليسترول، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. التمارين المنتظمة تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 35%.
كيف أبدأ بالرياضة؟
في السياق، قال المدرب الرياضي رامي متى لمنصة "المشهد" أن طرق عدة قد تحفّز وتساعد الشخص للبدء بممارسة الرياضة.
ونصح متى كلّ شخص يرغب ببدء ممارسة الرياضة أن يقوم بما يحب ويشعره بالراحة، مثل اختيار ملابس مناسبة أو مكان يفضله عن غيره، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأشخاص يتأثرون بالبيئة المحيطة للتمرين، كما تدفعهم هذه الأمور أكثر لممارسة الرياضة.
وأكد أهمية المتابعة من قبل مختص أو مدرب رياضي لأولئك الذي لا يعلمون كيف يتمرنون.
ومن الأمور التي تشجّع على الرياضة:
- تحديد أهداف واقعية مثل "المشي لمدة 20 دقيقة يوميًا" أو "ممارسة التمارين 3 مرات في الأسبوع.
- ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها كالرقص، رياضة المشي أو ركوب الدراجات.
- التنوع في التمارين.
- التمرين مع الأصدقاء أو في مجموعة.
تغييرات بعد ممارسة الرياضة
"الرياضة هي الأمر الوحيد الذي يقوم به الشخص مفيد للصحة وللمستقبل"، وفق متى، متابعا أن "بعد البدء بممارستها، يتعلق الشخص بها لأنه يلاحظ التغيرات والتحسينات في جسمه".
وعن التغييرات الأولى بالجسم بعد ممارسة الرياضة، لفت متى إلى أن العضلات تنتفخ ويبدأ الشخص بالشعور أن وزنه ينخفض في حال كان يتبع نظاما غذائيا صحيا.
ومن الأمور الذي يلاحظها من يمارس الرياضة هو عدم التعب كالسابق عند ممارسة الجهد، بالإضافة إلى انخفاض آلام الظهر.
وقال "هذه الأمور تجعل الشخص يتعلق على الرياضة فتصبح كإدمان صحي للجسم".
ألم العضل بعد التمرين
كما ذكر متى أن ألم العضل أو تشنجه بعد أول تمرين شائع، وهو ليس بالأمر المقلق، ويعود سببه لتشغيل العضلات بعد وقت من غياب تمرينها.
وعن إمكانية التمرّن في اليوم الثاني عقب الشعور بألم بالغضل، أكد أن لا مشكلة في الموضوع، وفي حال عدم القدرة على القيام بحركات صعبة يمكن فقط المشي من أجل تسيير الدم لتغذية العضل.
وشدد على أن ألم العضل هو إحساس ولا يعني عدم القدرة على التمرين.
أهمية ممارسة الرياضة
كما ذكرنا في البداية أن للرياضة فوائد صحية عقلية وجسدية، وأيضا نذكر منها:
- تحسين اللياقة البدنية والصحة العامة: الرياضة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز اللياقة البدنية وتقوية العضلات والمفاصل. بالإضافة إلى ذلك، تساعد على الوقاية من العديد من الأمراض مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، والسكري.
- تعزيز الصحة العقلية والنفسية: ممارسة الرياضة تحفز إفراز الهرمونات المسؤولة عن تحسين المزاج مثل الإندورفين، مما يقلل من مشاعر التوتر والقلق. إنها وسيلة فعالة لمكافحة الاكتئاب وتعزيز الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
- زيادة الطاقة وتحسين نوعية الحياة: على الرغم من أن التمرين قد يبدو مجهدًا، إلا أنه يعزز مستويات الطاقة ويجعلك تشعر بالنشاط والحيوية طوال اليوم. كما أنه يحسن نوعية النوم ويساعد على تقليل الشعور بالإرهاق.
- تعزيز الثقة بالنفس: مع تحقيق التقدم في اللياقة البدنية والشعور بالتحسن، يزيد الشعور بالثقة بالنفس. رؤية نتائج ملموسة، سواء من خلال تحسين الأداء الرياضي أو فقدان الوزن، يعزز من الإيجابية الذاتية ويزيد من الحافز للاستمرار.
ممارسة الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي استثمار في الصحة الجسدية والعقلية. من خلال تشجيع نفسك بطريقة إيجابية واختيار الأنشطة التي تستمتع بها، يمكنك تحويل الرياضة إلى عادة مستدامة.
(المشهد)