انطلقت يوم الأحد الماضي، حملة واسعة النطاق للتطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة. وتهدف المبادرة التي تقودها منظمة الصحة العالمية، إلى الوصول إلى أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة.ولتسهيل عمليات التطعيم، وافقت إسرائيل على وقف عملياتها العسكرية في الجزء الأوسط من غزة، من الساعة 6 صباحًا حتى الساعة 3 مساءً لمدة 3 أيام. ومن المتوقع أن تتبع ذلك فترات توقّف مماثلة في الأجزاء الشمالية والجنوبية، لمدة 3 أيام لكل منهما.شلل الأطفالشلل الأطفال هو فيروس شديد العدوى، ينتشر بين البشر ويمكن أن يكون له عواقب صحية قد تغير حياة الإنسان. وقد اختفى الفيروس من معظم البلدان منذ إدخال التطعيمات، وفق موقع "ميديكال إكسبرس".لكنّ ظهور شلل الأطفال مجددًا في غزة بعد 25 عامًا من دون تسجيل أيّ حالة، يظهر التأثير الدراماتيكيّ الذي يمكن أن تخلّفه الحرب على صحة السكان.وأدت الحرب، بالإضافة إلى التسبب في الموت والإصابة، إلى تعطيل الرعاية الصحية الروتينية، حيث تم تدمير أو إلحاق الضرر بمستشفيات عدة في غزة، فيما تفتقر العاملة منها إلى الموظفين والإمدادات الأساسية. وفي الوقت نفسه، نزح نحو 1.9 مليون شخص داخليًا داخل غزة، ما أثّر بشكل أكبر على قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الصحية.ولوقف تفشي العدوى، يتعين تطعيم 95% على الأقل من الأطفال، ومع ذلك، انخفضت نسبة سكان غزة الذين تم تطعيمهم ضد شلل الأطفال من 99% عام 2022 إلى 89% اليوم.ولا يوجد علاج لشلل الأطفال حتى الآن، ويعاني نحو واحد من كل 200 شخص مصاب، شللًا لا رجعة فيه. واليوم، لا ينتشر شلل الأطفال إلا في بلدين فقط وهما باكستان وأفغانستان، وهذا يجعل ظهوره مجددًا في غزة، أمرًا بالغ الأهمية في المعركة العالمية للقضاء على هذا المرض.عقبات عملية التطعيم بغزةولكنّ منظمي الحملة يواجهون صعوبات عدة في غزة، حيث تتعرض سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية للتهديد، بسبب استمرار العنف وعدم الاستقرار. وأودى الصراع، على سبيل المثال، بحياة أكثر من 500 عامل في مجال الرعاية الصحية.قد تكون لوجستيات اللقاحات صعبة حتى خارج مناطق الصراع، حيث إنّ معظم اللقاحات لها ظروف محددة يجب نقلها وتخزينها بموجبها. ويتلف لقاح شلل الأطفال بسرعة في درجات حرارة تزيد عن 8 درجات مئوية، ويتطلب تخزينه في درجات حرارة تتراوح بين -15 درجة مئوية و-25 درجة مئوية قبل أن يصل إلى مرافق الرعاية الصحية.ولضمان صلاحية المنتج وسلامة المرضى، لا يمكن تعطيل "سلسلة التبريد" هذه. وقد تم جلب معدات التبريد اللازمة إلى غزة، ومع ذلك، فإنّ نقل وتخزين اللقاحات يتعطل بسبب الطرق والمباني وإمدادات الطاقة المتضررة.وتجعل إمدادات الكهرباء المحدودة للغاية ونقص الوقود المستمر، من الصعب الحفاظ على التخزين البارد.وبما أنّ السكان في مناطق الصراع غالبًا ما يكونون نازحين، فمن الصعب أيضًا الوصول إليهم لضمان تغطية التطعيم الكاملة. ولكن هناك أكثر من 400 موقع تطعيم ثابت، مثل مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات الميدانية، حيث سيقوم أكثر من 2000 عامل محلي في الغالب بإدارة اللقاحات. وهناك مواقع للتواصل في الأماكن التي يتجمع فيها الناس عادة.(ترجمات)