السرطان، ارتفاع السكري، ارتفاع ضغط الدم، هذه أمراض عادة ما يتوارثها الأبناء من أهلهم، لكن هل تعلمون أنّ الاكتئاب يمكن أن يُتوارث أيضًا؟العديد من الدراسات تناولت مسألة وراثة الأمراض النفسية، مبيّنة أنّ العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة احتمالية الإصابة بهذه الأمراض النفسية.وهذا ما أكدته المعالجة النفسيّة العياديّة الدكتورة نيكول هاني لمنصّة "المشهد"، مشيرة إلى أنّ الأمراض النفسية ممكن أن تكون وراثية، فمن الأسئلة التي نطرحها على المرضى إن كان أحد من عائلتهم يعاني أمراضًا نفسية".أي أمراض تنتقل بالوراثة؟ ولفتت هاني إلى أنّ الاضطرابات النفسية ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل الجينية والبيئية.وذكرت أنّ اضطرابات صعوبة الانتباه وفرط الحركة، التوحد، الاكتئاب الشديد، القلق، ثنائي القطب، الزهايمر، ممكن أن تكون وراثية.على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث وفق موقع "Verywell Mind"، أنّ الفصام واضطراب ثنائيّ القطب هما من بين الأمراض النفسية الأكثر ارتباطًا بالجينات. حيث قد تصل نسبة الوراثة في الفصام إلى نحو 64%، وفي اضطراب ثنائيّ القطب إلى 59%. إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالفصام، فإنّ احتمال إصابة الأبناء بالمرض، يصل إلى 6%، وترتفع هذه النسبة إلى 45% إذا كان كلا الوالدين مصابًا.بالإضافة للعوامل الجينية، لفتت هاني إلى أنّ "التدخلات البيئية قد تكون سببًا للأمراض النفسية، مثل الحياة المنزلية أو ضعف العلاقات مع الآخرين، أو تعاطي المخدرات أو الفقر وغيرها. وبالتالي، فإنّ التركيز على كل من الجوانب الجينية والبيئية، يُعدّ ضروريًا لفهم أعمق لكيفية تطور هذه الأمراض وكيفية التعامل معها بشكل أفضل.علاج الأمراض النفسية المتوارثة لا يختلف علاج هذه الأمراض عن تلك غير الوراثية.وأوضحت هاني أنّ "تحاليل تُقام لمعرفة نوعية الأمراض النفسية من خلال الفحوصات الجينية، حيث يتم أخذ عيّنة من الدم في المختبر، لمعرفة نوعية الأمراض النفسية".أما عن أساليب العلاج، فأكدت أنها مهمة جدًا وتشمل:الأدوية من قبل الطبيب النفسي.العلاج المعرفيّ السلوكيّ يساعد في الحالات الاضطرابية أيضًا.اتّباع نظام غذائيّ صحي. ممارسة الرياضة. التأمل.الدعم من الناحية الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء.الامتناع عن شرب الكحول والمخدرات.(المشهد)