39 حالة وفاة في الجزائر وقعت في أقل من شهر نتيجة استنشاق الغاز السام الناتج من المدفأة، وذلك في حوادث متفرقة.وأفادت مصالح الحماية المدينة الجزائرية في بيان أن حصيلة الوفيات من جراء استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون بلغت 39 ضحية منذ بداية شهر يناير. كما حذّرت السلطات من خطورة التسممات بغاز أحادي أكسيد الكربون والتي غالبا ما تؤدي إلى الوفاة، علما أن حوادث التسمم بهذا الغاز لا تقتصر على الجزائر فقط، بل تكررت في دول عربية عدة منها لبنان والأردن.غاز أحادي أكسيد الكربونوأوضحت الخبيرة في علم الكيمياء مايا المرّ أن مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون "CO" كثيرة على الصحّة، مشيرة إلى أنه أحد أكثر الأسباب شيوعا لحالات الوفاة الناتجة عن التسمم. وأضافت المرّ في حديث لمنصة "المشهد" أن:غاز أحادي أكسيد الكربون لا رائحة له ولا لون. ينتج عن عملية احتراق غير كاملة لمواد تحتوي على الكاربون كالفحم أو الغاز الطبيعي أو الخشب أو الفيول.الاحتراق غير الكامل يعني أن كمية الأوكسيجين المطلوبة لعملية الاحتراق والدخول في عملية التفاعل غير كافية.وعددت المرّ مصادر هذا "القاتل الصامت"، وهي: المدافئ على الغاز. الموائد على الحطب. شوايات الفحم. محركات السيارات. الحرائق. الكميات غير الطبيعية 50 ميلغرام في المتر المكعب الواحد من الهواء هي الكمية الآمنة من هذا الغاز، وفق المرّ، التي أشارت إلى أن وجود كميات صغيرة منه ليست ضارة ولا تكون سامة. لكن متى يصبح غاز أحادي أكسيد الكربون ضارا؟، تجيب المرّ قائلة:التعرض لمدة 20 دقيقة لكمية 5000 ميلغرام في المتر المكعب للهواء من هذا الغاز تؤدي إلى الموت. التعرض على مدى 3 ساعات لنحو 2000 ميلغرام بالمتر المكعب تدخلك الكوما أو الغيبوبة. التعرض لـ1000 ميلغرام بالمتر المكعب تؤدي إلى فقدان الوعي. التعرض لكمية أقل من 500 ميلغرام بالمتر المكعب لساعات لا تنتج عنها أعراض. ما هي الأعراض؟ونبّهت الأخصائية إلى مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون، قائلة:يدخل بسرعة إلى الرئة وأكياسها وينتقل إلى الدم. الكريات الحمراء في الدم تحتوي على "بروتين" اسمه "هيموغلوبين"، والأخيرة تحمل غازات التنفس كالأوكسيجين وثاني أوكسيد الكاربون. الأوكسيجين تحمله من الرئة للأنسجة والخلايا. ثاني أوكسيد ينتقل من الأنسجة للرئة ثم إلى خارج الجسم. وتابعت أنه عند دخول أول أوكسيد الكربون الجسم يأخذ مكان هذه الغازات الأساسية على "هوموغلوبين" الدم ويلتصق بها، فيسبب مشاكل صحية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة. وتشمل أعراض التسمم: الصداع الخفيف. الدوران. الغثيان والقيء. الصعوبة في التركيز. النعاس. ضيق التنفس. صعوبة بالتنفس. الرؤية غير الواضحة. فقدان الوعي. تلف بالدماغ. المضاعفات القلبية. الوفاة. وأوضحت المرّ أن الأعراض تتفاوت بين شخص وآخر، وتختلف حسب الفئة العمرية والوضع الصحي.أما الفئات الأكثر عرضة للتسمم فهي: الأطفال والرضع. كبار السن. المصابون بأمراض مزمنة، كأمراض القلب أو الأمراض الرئوية. المدخنون.وأوضحت أنه بعد 6 ساعات يخرج الجسم بنفسه الكمية من الغاز إن كانت قليلة، أما لتشخيص وجوده بالدم، فذكرت أنه يتم عبر إجراء فحص للدم.العلاجكانت وزارة الصحة الجزائرية قد طلبت من المواطنين الاتصال فورا بفرقة الإغاثة الطبية أو الحماية المدنية أو التقرب إلى مركز صحي.وهذا ما أكدت عليه المرّ، التي دعت إلى الانتقال إلى المستشفى بأسرع طريقة في حال الشعور بالأعراض المذكورة أعلاه للحصول على العلاجات المناسبة، أبرزها تعريض المصاب لكمية عالية من الأوكسيجين لإخراج الغاز السام من جسمه.كما دعت الشخص الذي يعاني من الأعراض الخفيفة للتسمم بهذا الغاز إلى الخروج من الغرفة أو المنزل والتعرض إلى هواء نقي.الوقايةويقول المثل "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، وهذا فعلا ما يصلح مع "القاتل الصامت"، ومن أبرز طرق الوقاية وفق المرّ:ترك النوافذ مفتوحة في الغرف التي تتواجد فيها مصادر للتدفئة كالمدفأة.فحص آلات الغاز بشكل منتظم.وضع أجهزة كشف منزلية لهذا الغاز تنذر بذلك في حال ارتفاع معدله في الهواء.إذا يُعدّ غاز أحادي أكسيد الكربون من أخطر المواد التي يتعرض لها أي إنسان، إلا أن الإيجابي في هذا الأمر وجود طرق وقائية عدة وبسيطة تقي من مخاطره الصحية.(المشهد)