وصف كتاب جديد نظام الرعاية الصحية لدى المصريّين القدماء بأنه كان "متقدمًا وناجحًا" في وقته.وقال الباحثون التابعون لجامعة مانشستر في المملكة المتحدة لمجلة "نيوزويك": "أردنا أن ننظر إلى الطبّ المصريّ القديم وطرق العلاج من منظور مختلف".وتابعوا، "في حين ركزت الروايات السابقة بشكل أساسيّ على الأمراض المختلفة والشكاوى الصحية والعلاجات كما هو مسجل في النقوش والسجلات المرضية القديمة، فإنّ كتابنا يقدّم تفسيرًا يركز على الناس، ويبحث بشكل أساسي، في كيفية عمل النظام لمقدّمي الرعاية الصحية ومرضاهم".وشمل نظام الرعاية "علاجات صيدلانية" تتضمن وصفات مصنوعة من معادن ومكونات نباتية وأجزاء حيوانية، الجراحة الأساسية والعلاجات العملية، مثل تضميد الأطراف المكسورة، العلاجات "السحرية".وكانت هذه العلاجات متاحة للرجال والنساء والأطفال من جميع مستويات المجتمع، وفقًا للباحثين.وقال الباحثون: "إنّ هذا النهج العالمي، إلى جانب الموقف المستنير تجاه التشوه والإعاقة وتوفير الرعاية لكبار السن والعجزة، كان نظامًا شاملًا نجح بشكل جيد بالنسبة للمصريّين القدماء لأكثر من 3000 عام".وقالت الأستاذة الفخرية في علم المصريات الطبي الحيويّ روزالي ديفيد، في بيان صحفي: كان نظام الرعاية الصحية المصريّ متقدمًا وناجحًا.كان هذا الطب المصريّ القديم واضحًا حتى في ممارسات العصور الوسطى والممارسات اللاحقة في أوروبا.لا تزال بعض جوانبه موجودة حتى اليوم في الطب "الغربي" الحديث.كيف كان يعمل نظام الرعاية الصحية المصري القديم؟في حين أنّ الباحثين ليس لديهم صورة كاملة عن الحياة في العصور القديمة، فإنّ الأدلة المتاحة تشير إلى أنّ الأفراد في مصر القديمة كان لديهم بعض الحرية في اختيار مقدمي الرعاية الصحية لهم.من المحتمل أن يتخصص بعض المعالجين في العلاجات العملية، مثل تضميد الأطراف المكسورة أو إجراء عمليات جراحية بسيطة، بينما يقدم البعض الآخر علاجات "سحرية"، مثل قراءة التعويذات.وكانت هذه الاختيارات، إلى حدّ ما، ولكن ليس حصرًا، يمليها نوع المرض. على سبيل المثال، عندما يكون السبب واضحًا، يتم وصف العلاج العملي، عندما لم يكن السبب واضحًا، ربما تم استخدام السحر لتدمير "شيطان المرض". تُنسب الأمراض المعدية أحيانًا إلى إله كان يجب استرضاؤه بالصلاة أو الطقوس، أو "شياطين الأمراض" الذين تصرفوا نيابة عن الإله، أو الرغبات السيئة لعدو أو شخص متوفى كان يشعر بالغيرة من الأحياء.التعامل مع الإعاقات والتشوهات وكبار السنكانت حالات مثل العمى وفقدان السمع والتهاب المفاصل العظمي وهشاشة العظام موجودة لدى كبار السن، وكان لدى المصريّين القدماء علاجات صيدلانية مصممة لعلاج البعض منها. كما حاولوا مكافحة ظهور الشيخوخة بمختلف العلاجات التجميلية، مثل تحسين الجلد المتجعّد، وصبغ الشعر الرمادي.وعلى الرغم من النطاق الواسع نسبيًا من العلاجات الطبية المتاحة في مصر القديمة، فإنّ نحو 90% من السكان البالغين، ربما لم يعيشوا بعد سن الخمسين، وفقًا للباحثين. وكان متوسط عمر الوفاة أقل من ذلك.ومع ذلك، كانت هناك بعض الاستثناءات الملحوظة، مثل الفرعون رمسيس الثاني، الذي كان يُعتقد أنه عاش حتى سن التسعين تقريبًا.الطب المصري القديم اليوملا تزال العديد من عناصر الرعاية الصحية المصرية القديمة موجودة حتى اليوم في الطب الغربي. ومن بين هذه العلاجات علاج الفك المخلوع الذي تم تسجيله للمرة الأولى في بردية إدوين سميث، التي يرجع تاريخها إلى نحو 1600 قبل الميلاد، والتي تُعتبر أقدم دراسة جراحية معروفة عن الصدمات.كانت التقنيات الجراحية مثل الخياطة أول من أشار إليها المصريون القدماء، وكذلك استخدام بعض الأدوات الطبية مثل المبضع، وفقًا للباحثين.(ترجمات)