مع تدفق عشرات الآلاف من الدعاوى القضائية المتعلقة ببودرة "جونسون آند جونسون بيبي باودر" إلى المحاكم الأميركية، بدأت العديد من النساء يتقدمن بدعوى أن مستحضرات التجميل المعتمدة على مادة "التلك" أصابتهن بورم الظهارة المتوسطة المرتبط بالأسبستوس.وورم الظهارة المتوسطة هو سرطان سيء للغاية، ورغم أنه قابل للعلاج، ولكن لا يمكن الشفاء منه نهائيا، يصيب بطانة الرئة أو القلب أو المعدة، وتتم الإصابة به بسبب استخدام منتجات التجميل التي تحوي الأسبستوس.ووفقا لصحيفة "الغارديان"، يعود سبب الإصابة بهذا النوع من الأورام إلى استخدام النساء لمستحضرات التجميل التي تحتوي مادة "التلك"، وهي موجودة في كل مستحضرات الماكياج، البرونزر، وأحمر الخدود، وظلال العيون، وكريم الأساس، والماسكارا، وأحمر الشفاه، وحتى الشامبو الجاف، لأنه يقوم بعمل ممتاز في امتصاص الرطوبة ومنع التكتل.مادة "التلك"و"التلك" هو معدن يتم استخراجه من رواسب الطين الموجودة تحت الأرض، ولكنه قد يحتوي أيضا في كثير من الأحيان على عروق من الأسبستوس.ويشير تقرير الصحيفة إلى أن جميع العلامات التجارية الكبرى تقريبا تحتوي مادة "التلك" في مستحضرات التجميل الخاصة بها، وترفض أي إشارة إلى أنها قد تكون مسببة للأورام. وقالت مجموعة شركات "إستي لودر" "نحن نستخدم فقط (التلك) الذي تم اختباره واعتماده باعتباره خاليا من الأسبستوس، مضيفة أن جميع مكوناتها تخضع لمراجعة وتقييم شامل للسلامة."جونسون آند جونسون"وفي عام 2018 تعرضت شركة "جونسون آند جونسون" لسيل من الدعاوي التي زعمت أن بودرة الأطفال الخاصة بالشركة ومنتجات التلك الأخرى ملوثة بالأسبستوس، وخلص تحقيق أجرته رويترز في الوثائق الداخلية للشركة إلى أن "شركة جونسون آند جونسون" كانت تعلم منذ عقود أن الأسبستوس كامن في بودرة الأطفال الخاصة بها. وتواجه حاليا الشركة نحو 54 ألف دعوى قضائية تتعلق بمادة "التلك" الموجودة في بودرة الأطفال، فيما تؤكد الشركة أن منتجاتها لا تحتوي على الأسبستوس ولا تسبب السرطان.بعض الدراسات خلصت إلى أن "التلك" التجميلي ليس له علاقة سببية بتطور ورم الظهارة المتوسطة، ولكن إحدى المشاكل الرئيسية المتعلقة بالادعاءات المتعلقة بسلامة "التلك" التجميلي هي الطريقة المستخدمة لاختبار الأسبستوس. ويعد المجهر الإلكتروني النافذ الوسيلة الأكثر موثوقية لفحص "التلك، ولكن الطريقة الأكثر شيوعا المستخدمة في فحص مستحضرات التجميل هي حيود الأشعة السينية. وهذه الطريقة لا تكشف عن مستويات أقل من 0.5%، لذلك يمكن لشركات مستحضرات التجميل الادعاء بأن "التلك" الذي تنتجه لا يحتوي على أسبستوس.(ترجمات)