الرجفان الأذيني، وهو ضربات قلب سريعة وغير منتظمة يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية أو الموت المفاجئ، ما جعل البعض يسمّيه بـ"القاتل الصامت".وكشفت دراسة أميركية حديثة أنّ الرجفان الأذيني صار أكثر شيوعًا بـ3 مرات مما كان يعتقد سابقًا، حيث يؤثر على ما يقرب من 5% من السكان، أو 10.5 ملايين بالغ في الولايات المتحدة، وفقًا لتقديرات جديدة من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو. وفي دراسة دنماركية اكتشف الخبراء أنّ خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، في ازدياد بعد أن كان يُعتقد في السابق أنه يؤثر على نحو ربع البالغين فقط عند وفاتهم. ما هو الرجفان الأذيني؟ الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation) هو اضطراب في نظم القلب، يتميز بعدم انتظام وسرعة ضربات القلب. يحدث هذا عندما تتوقف الحجرتان العلويتان في القلب، والمعروفتان بالأذينين، عن الانقباض بشكل متناسق مع الحجرتين السفليتين (البطينين). بدلاً من الانقباض المنتظم، يقوم الأذينان بالرجفان بشكل غير منظم وسريع، مما يعطل تدفق الدم الطبيعي عبر القلب. وقال المؤلف الأول للدراسة الأميركية الدكتور جان جاك نوبيب، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو متخصص في صحة القلب والأوعية الدموية العالمية: "الرجفان الأذيني يضاعف خطر الوفاة، وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية، ويزيد من مخاطر قصور القلب، واحتشاء عضلة القلب، وأمراض الكلى المزمنة، والخرف، ويؤدي إلى انخفاض نوعية الحياة".وهذا ما أكده الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين الدكتور طوني نعمة لمنصة "المشهد"، مشيرًا إلى أن من أخطر مضاعفات هذا الرجفان هي:جلطة دماغية أو في أيّ مكان بالجسم.إضعاف عضلة القلب حتى الوصول لقصور بعضلة القلب.هبوط بضغط الدم.الإغماء.وعن أسباب الرجفان الأذيني، ذكر نعمة أنها تشمل: أمراض القلب: مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض الشرايين التاجية، وأمراض صمامات القلب.اضطرابات الغدة الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى الرجفان الأذيني.توسع بالأذين اليسرى أو اليمنى بسبب مشاكل بالصمامات.وقد أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بـ5 مرات. أعراض الرجفان الأذينيأما الأعراض فتختلف من شخص لآخر؛ البعض قد لا يشعر بأيّ أعراض، بينما يعاني الآخرون من:خفقان القلب (الشعور بأن القلب ينبض بسرعة أو بشكل غير منتظم).ضيق في التنفس.دوخة أو دوار.إرهاق.ألم أو ضغط في الصدر.ما علاقة الضغط النفسي؟ على الرغم من أنّ الإجهاد لا يسبب الرجفان الأذيني بشكل مباشر، إلا أنّه قد يؤثر على نوبات الرجفان الأذيني لدى المريض، وفق موقع "Heartrhythmdoc". وبينما عوامل الخطر الأكثر شيوعًا للرجفان الأذيني هي ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو التقدم في السن أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالرجفان الأذيني، يمكن أن يكون للإجهاد تأثير كبير على حالة المريض ويؤدي إلى زيادة نوبات الرجفان الأذيني. كما تشير بعض الأبحاث إلى وجود صلة محتملة بين القلق وزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وفق موقع "Medicalnewstoday".وفقًا لدراسة أجريت عام 2022، قد يؤدي الضغط النفسي والعواطف السلبيّة إلى زيادة نوبات الرجفان الأذيني وتفاقم الأعراض.في المقابل، أظهرت دراسة أجريّت عام 2018 أنّ الرجفان الأذيني يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة الحياة، وأن النوبات المتكررة من الرجفان الأذيني يمكن أن تؤدي إلى القلق والاكتئاب.علاج الرجفان الأذينيحذّر نعمة من استمرار الرجفان الأذيني لأكثر من 3 أسابيع حيث يصبح حالة مزمنة.وقال في حال استمرت لنحو أسبوعين يتم العلاج عبر الدواء أو بإجراءات طبية خاصة، أما بعض الأسبوع الثاني إذا يتم إعطاء أدوية لتسييل الدم وتقوية عضلة القلب.الوقاية يمكن الوقاية من الرجفان الأذيني من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل:التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.ممارسة الرياضة بانتظام.الحفاظ على وزن صحي.تجنب الكحول والتدخين.التعامل مع الإجهاد بطريقة صحية.الرجفان الأذيني قد يكون خطيراً إذا لم يُعالج بشكل صحيح، ولكن يمكن السيطرة عليه والعيش حياة طبيعية إذا تم اتباع الإرشادات الطبية.(المشهد)