باكتشاف لافت، وجد باحثون أنّ التأمل يؤثر على نشاط اللوزة والحُصين، وهما منطقتان رئيسيتان في الدماغ تلعبان دورًا مهمًا في تنظيم العواطف والذاكرة.ونُشرت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية الطب إيكان في جبل سيناء، في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم يوم 4 فبراير، وقد تساهم في تفسير الفوائد الإيجابية للتأمل وتطويره كأداة لتعزيز الذاكرة وتنظيم العواطف. التأملوكانت قد أظهرت دراسات سابقة أنّ التأمل، وهو ممارسة ذهنية تهدف إلى تحسين التركيز والوعي، قد يسهم في تعزيز الصحة العقلية والتخفيف من اضطرابات مثل القلق والاكتئاب. كما كشفت الأبحاث عن ارتباط بين التأمل ونشاط الدماغ، لكنّ الآليات العصبية الدقيقة الكامنة وراء هذه التأثيرات لا تزال غير مفهومة بالكامل.وقالت طالبة الدكتوراه في علم الأعصاب والمؤلفة الأولى للدراسة كريستينا ماهر: لطالما كان من الصعب دراسة المناطق العميقة من الدماغ البشري مثل اللوزة والحُصين باستخدام الطرق التقليدية مثل تخطيط كهربية الدماغ لفروة الرأس. لكن فريقنا تمكن من تجاوز هذا التحدي عبر تحليل بيانات من مرضى الصرع الذين خضعوا لزراعة أجهزة جراحية تسجل النشاط العصبي في هذه المناطق بشكل مباشر. الفريق البحثي تفاجأ برصد تغييرات في موجات الدماغ حتى لدى الأشخاص الذين مارسوا التأمل للمرة الأولى. وشملت الدراسة 8 مرضى يعانون من الصرع المقاوم للأدوية، والذين زُرعت لديهم أنظمة تحفيز عصبي مزمنة. ولم يكن أيّ من المشاركين قد مارس التأمل من قبل، وخضعوا لجلسة تدريبية قصيرة تبعتها 10 دقائق من تأمل "اللطف المحب" الموجه صوتيًا، وهو نوع من التأمل يركز على تعزيز مشاعر الرفاهية تجاه الذات والآخرين.ومع ذلك، أشار الباحثون إلى بعض القيود، أبرزها صغر حجم العينة وعدم التحقق من تأثيرات التأمل على المدى الطويل. ويُعد التأمل أداة غير جراحية، متاحة على نطاق واسع، ولا تتطلب موارد طبية متخصصة، ما يجعله خيارًا مكملًا منخفض التكلفة لتعزيز الصحة العقلية. ومع ذلك، يجب اعتباره إضافة إلى العلاجات التقليدية وليس بديلًا عنها، وفق الباحثين.(ترجمات)